التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

كنافة

كنافة صورة بواسطة : man about town موسيقى مصاحبة  (انقر هنا) الساعة الحادية عشر صباحاً يوم جميل في أوائل الربيع في مقهى… جاء دورها لتطلب أخيراً ، إنها تتحدث كما لو إنها مندهشة لا تعلم ماذا يجري في الحياة دائماً . يقول الشاب الذي يقف خلفها مستعجلاً في نفس الوقت معها دون أن يلاحظ إنها لم تطلب بعد - إسبريسو مع كنافة بالقشطة من فضلكِ . ( بصوت عالٍ مفعم بالحيوية والنشاط ) - إسبريسو مع كنافة بالجبنة من فضلكِ . ( بصوت أنثوي ناعم وواضح ) - لكن الإسبريسو مع الكنافة بالقشطة ألذ ! التفتت مبتسمة باستغراب : أوه حقاً ! ( تردف موضحة ) لكني أفضلها بالجبنة . - أنتِ لم تجربيهما معاً، صحيح؟ - صحيح . ليست المفضلة لي . ( أومأت بالموافقة ) - جربيها وستشكريني… العاملة بابتسامة لطيفة : ماذا أسجل الآن؟ الصف يصبح أطول . الفتاة : كنافة بالقشطة . الشاب فخوراً : لن تندمي . صنعت دائرة بأصبعيها السبابة والإبهام بحذر . <<<< بعد يومين… كان يسجل طلبه، حين وصلت مستعجلة فسرها إن الذي يسبقها شخصاً تعرفه، استأذنته بإشارة من يده

قراءة في رواية ( ما تبقى لكم – غسان كنفاني )

قراءة في رواية  ( ما تبقى لكم – غسان كنفاني ) * ملاحظة : لا تقرأ التدوينة قبل قراءة الرواية ^^ في هذا التدوينة وددت الحديث عن رواية ( ما تبقى لكم – غسان كنفاني ) التي أنهيتها بالأمس، ذات طريقة الكتابة التي ستجدها غريبة حتماً في البداية ثم ستعتاد عليها، ثم ستحبها وتدمنها حتى تنهي الرواية سريعاً . كيف يمكنني الحديث عن هذه الرواية؟ إنها رواية عجيبة، التداخل والترابط والعلامات المشتركة التي تشير لمعاني متشابهة لكن بتأثير مختلف على الشخصيات الأساسية مبهرة للغاية . طريقة عرض المواضيع فذة، لدينا مواضيع متعددة، ضياع رجل، وتخبط امرأة، مشاكل عائلية، حرب، خطيئة، لدينا عناصر مختلفة كـ ( يافا ) ، الطفل، الأم، الجندي، الصحراء والساعات، ساعة الحائط تحديداً أضفت بعداً آخر على الرواية وجعلتها أعمق وأكثر حياة، جعلت الأبدية قصيرة وخانقة للغاية، الساعة كان لها تأثير قوي، وجعلت هذا الترتيب المتداخل للرواية ممكناً بل وطبيعياً . هناك أيضاً جانب الخطيئة الذي قدم بوصف إيروتيكي بعض الشيء ولكنه جاء طبيعياً وغير منفر ولا يشجع الخطيئة ولا يلمعها لكنه على الجانب الآخر لا

رحلة

رحلة   الصورة بواسطة: travel journalist لأنك لا تنتمي سوى إلى هذه الرحلة لأن انتماءك لا منتمي لأنك محاصر بالرؤى ولأن الأيام تنطوي على سواك لأنك عبق يمر على الآفاق سريعاً تاركاً أثراً فاتناً سريع الزوال  لأنك لا يمكن أن تُرى ولا يمكن ألا تُحس لأنك لستَ إلا ظلاً قرب المغيب لأنك لم تعرف السير في الطرق الممهدة أكبر من الحدود وأصغر من التحديات تُشرِحك الحقيقة وترممك فيوض المشاعر لا تنمو ولا تصغر! كعقل يحارب لحظات النعاس من أجل أن يخط الإبداع على جبهة الذاكرة...  لكنه يغفو قبل ذلك لأنك بهجة فاقعة كبالون لا تلبث أن تذوب.  أكثر حكمة من الوقت،  وأكثر استيعاباً كالهواء الذي يحيط الأرض بحضور أقوى من أي حضور مرئي. لأنك حي دون صخب، وصاخب تحت المظلة. لأنك خير من الواقع وأسوأ من الكذب.  متأرجح بين الخلود والنسيان  لا يمكن أن يكون لديك أطماع أو آمال وأوهام زائفة تتخبط وتطوحك الحياة وتعود بك إلى هنا  مرة أخرى إلى هذه القافلة  لا يسعك الهروب فلا هروب لرحال وأنت لا تنتمي سوى إلى هذه الرحلة. ١:٣٠ ص ١١/٣/٢٠١٨ الأحد سمانا