التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٦

وا أسفي على زبيدة

وا أسفي على زبيدة وجدتُ على عتبة داري أوراقاً مصفرة واحدتها بحجم الكف على أشكال مختلفة، من تركها هنا؟! تناولتها تحسستُ ملمسها الخشن وحاولت قراءتها، لكن الكلمات مشوشة في عيني، عدا اسمي (زبيدة) الذي بدا واضحاً. أعدتُ قراءتها فوجدت فيها شعراً رقيقاً، وإهداء انتصارات في معارك من مقاتل يدعى "علي". قد لا أعرفه لكن روحي تعرفه جيداً. لقد التقينا سابقاً في مكان ما. أخذتني قدماي -والعبرة تخنقني -  إلى ساحة المعركة لأبحث عنه وأشكره لأنه ذكرني بشيء عظيم كهذا ولأنقذه فأنا أشعر كما لو أن قدرينا مرتبطان جدا. السماء كانت مغبرة والرؤية صعبة ،ووابل الرصاص يتساقط من فوقي ومن حولي كالمطر، والألغام الأرضية لا تنفك تنفجر لحظة تلو أخرى، الحريق ينتشر، والدخان يمنع التنفس، كأنها نهاية العالم، ثم وجدته وحيداً ملقىً على الأرض مثخناً بالجراح وقد أسند ظهره إلى عجلة ضخمة، مع ذلك كان بهيئة قوية مهيبة تليق بفارس مغوار. وصلت متأخرة جداً فقد كان يحتضر ولم أستطع شكره أجهشت بالبكاء واجتاحني الندم ثم نظر إلى برفق وقال: "وا أسفي على زبيدة" كما لو إنني كنتُ سأكون شهيدة وأغادر معه عن هذا