نظرة على [ خمسة وعشرون واحد وعشرون ]
أعتقد إن الأعمال الدرامية كالهدايا أو الرسائل العلوية ربما لأنني لا أشاهد أعمال درامية إلا نادراً، أو ربما لأنني أؤمن أن كل شيء في الحياة وجد ليوجهنا وليرشدنا ويعلمنا شيئاً جديداً.
عادة لن أختار أن أكتب عن الأعمال الدرامية التي أحب لمجرد أنني أحببتها، عليها أيضاً أن تحمل قيماً فنية معينة للإضاءة عليها.
هذه المرة سأكتب عن عمل أحببتُه لأني أحببتُه فحسب، كان عملاً بعنوان (خمسة وعشرون واحد وعشرون).
شاهدت هذا العمل في وقت يمكنني القول إنني لستُ على أفضل ما يرام، كنتُ أنطفئ ولا أعرف لماذا، ولستُ معتادة على نفسي المنطفئة، ما أعرفه عن نفسي وما يقال لي أني بطارية، محرك سعادة وأشياء أخرى... لا أصدقها فهي لفتة كرم من أصحابها ولكنني سعيدة لامتلاك ألقاب مشابهة على أي حال، فجأة لم أعد أستطيع مد يدي لأحد، لم تعد كلماتي تطمئن أي أحد حتى نفسي، لم يعد بإمكاني تقديم نفسي لأي أحد لأنني أعلم أن لا جديد سأعطيه للوافدين الجدد.
امتدت مشاهدتي له وقتاً طويلاً نسبياً، فالحلقات الأولى رأيتها تباعاً ثم قترت على نفسي ما تبقى، ستة عشر حلقة، إنها قليلة للغاية، علي أن أستمتع بها بحرص ودون إسراف.
كم يشبهني هذا العمل! العمل الذي يدور عن أصدقاء ذوي طموح استثنائي في عمر الثامنة عشر، في ذلك العمر كنتُ أيضاً طموحة لأني أحب ما أعمل! في ذلك العمر كنتُ أطمع بالكثير أيضاً!
تختلف البلدان والثقافات لكننا نكبر على ما يبدو بنفس الطريقة، نكون أنقياء ذات مرة ثم تختار لنا الحياة تجارب تجعلنا بعدها نختار خيارات ما "لأننا نريد أن نبدو" أو "لأننا يجب أن نفعل".
لا أحد من البداية ينطلق من حسابات منطقية بغيضة ضيقة الأفق وليست منطقية إن نظرت لها من بعيد البتة.
كلنا كنا جميلين في العشرين من العمر، كلنا كنا حالمين، كلنا كنا نستحق أن يكون لنا أصدقاء مخلصين، وأوقات حقيقية.
ربما هي المرة الأخيرة التي كنا فيها صادقين إلى ذلك الحد، شفافين، نمثل كل القيم السامية والجذابة دون خجل.
في هذا العمل الذي يتخذ طابع رواية مصورة اختير أبطالها بعناية ستكون قريباً من الحياة نفسها كما هي، رقيقة حد الألم، حسناء حد البكاء، وستتعرف على خمسة أصدقاء يضيئون أياماً صيفية، يواسونك، يتحدثون معك أنت الذي بلغت من العمر ما يصعب معه إصلاح الماضي أو إيقاف الزمن أو امتلاك رفاهية الندم، أنت الناضج الذي تستمر في أن تحيا، وستحيا حتى يحين الأجل.
٥:٣٩ م
١٠-نيسان-٢٠٢٢ الأحد
سمانا السامرائي
لن تنطفئ كل مشاعلك في لحظة ومن غير المتوقع او المعقول شعورك بالوهن فما لديك اكثر وأكثر ، أن العمر لا يقاس بالساعات فقد نعيش ساعة تعادل الف عام وقد نعيش أعوام بلا ساعة مفيدة ،في ما يتعلق بالدراما التلفزيونية هي كمن يعيش تجربة حياتية لكن علينا أن نحكم عقولنا فيما نرى فليس كل ما أمامنا حقيقة وأول تلك الخيالات هي آمالنا أن لم نقرر تحقيقها ، فسفينة العمر تبحر مارة على جزر الزمن وهي تتجه الى مرساها الذي نحدد .
ردحذفعسى أن نجد جميعاً الدروب التي لنا، لنسير دائماً في الدروب الصحيحة.
حذف