التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نظرة على 2021

 

نظرة على 2021




صبيحة السابع من كانون الثاني، أخيراً ها أنا أمام حاسوبي، مع قهوتي وكعكتي وشيء من الهدوء لأكتب التدوينة التي كان من المفترض أن أكتبها قبل أسبوع عن وداع سنة 2021 واستقبال سنة 2022، لكن المشكلة الآن هي أنني لا أعرف حقاً ماذا أريد أن أكتب غير إن علي أن أكتب لأني قد وعدت نفسي أن أكتب أكثر في العام الجديد، وأقوم بمجموعة من خططي المؤجلة من العام الماضي والتي تتعلق أيضاً بالكتابة، يا لهذه الورطة!


في كهفي المنعزل الهادئ بعيداً عن العالم أخذت نصف ساعة من الاستماع إلى بعض الموسيقى الجيدة لاستعيد وضوح الرؤية، ويا المصادفة السعيدة! لم أصل إلى ذلك الوضوح لأنني انغمست في الموسيقى!


لعلي أكمل هذه التدوينة على أي حال وأخبركم أنني استطعت إنهاء بعض المساقات المختصة بالصحة النفسية واللغة العربية والصحافة والتسويق على يوديمي، رواق، إدراك، أليسون، معهد الجزيرة الإعلامي، بالإضافة إلى الكثير من البرامج التدريبية التي سعيت إلى إعطائها إلى طاقم العمل أو حرصت أن نحصل عليها جميعا كعاملين، كانت سنة قاسية على زملائي في العمل بسبب جشعي إلى التطور وتطوير الآخرين، حتى إن الجهات التدريبية أصبح مركز عملها قسمنا في معظم أشهر السنة، كان السرور الخبيث يتملكني كلما أقر برنامج تدريبي جديد، صحيح هو أمر متعب أن تدرس وتختبر طوال العام في العمل والجامعة، لكن رفع كفاءة العاملين يعني جودة عمل أعلى، بيئة أكثر استقراراً وأماناً لأن الجميع يشعر بقيمته وإسهامه، وأعلى تنافساً بما هو جيد، وأقل اضطراباً بما أن الجميع مشغول بالتعلم والتطور، كذلك يعني إن هناك فرصة للتعرف على أشخاص جدد وإيجاد فرص تعاون وهو الأمر الذي تحقق فعلاً، لا يمكنني إلا أن أكون سعيدة حيث ومع ختام العام أصبح العاملين معي أكثر انفتاحاً للتجارب الجديدة، أكثر حرصاً مني على التعلم، ويبحثون عن أي وقت لنقاش وتنفيذ ما فيه تطور لهم وللعمل.


وعلى صعيد الصحة النفسية، هذا العام عدتُ مجدداً لاستشارات الصحة النفسية، وهنا أيضاً علي أن أعبر عن مدى سعادتي المتفاقم، لا أحلى من أن يستطيع ما تعلمته وتتعلمه باستمرار أن يساعد الآخرين على تجفيف دموعهم، ومواساة قلوبهم، وجعلهم يرون العالم بشكل مختلف، أحب دائماً أن أقوم بالأمور بهدوء، دون ضجة، ومع كثير من الخصوصية بعيداً عن الاهتمام، وهذا ما حصل مع رعاية الصحة النفسية، وصلت عن طريق الاقتراحات إلى أشخاص لم أتوقع أنني قد أحدثهم ذات يوم، عانقت قلوبنا وأرواحنا بعضها، وتحدثنا لساعات وهناك رغبة أقوى منا أن يتوقف الوقت للأبد.


وعلى مستوى التعلم سرني أنني بخطوتي في بدء التعلم وهي خطوة خطوتها بالكامل من أجل ذاتي كانت حافزاً لعدد من الأشخاص أن يتخذوا خطوة مشابهة ويلتحقوا بجامعات من أجل الدراسة الأولية أو العليا، وهذا ذكرني بحديث مع صديقة، حيث سألتني ذات مرة "كيف تجدين القوة؟ هل هناك أحد في محيطك يعيش كما تعيشين؟"

في وقتها وبكل الثقة الموجودة في العالم والاعتداد بالنفس أجبتُ تلقائياً "سأسعى أن أكون الشخص الذي يعرفه الآخرون وخرج من محيطهم وقام بأشياء يريدون القيام بها ولكنهم لا يقومون بها لأنهم لا يعرفون أحداً قد قام بها سابقاً"، لم أكن أمتلك أي بوصلة لإرشادي في وقتها، وكان هذا جواباً متعجرفاً بالنسبة إلى تخبطي، لكن عندما نؤمن إيماناً حقيقاً بالخالق ربنا، نتوكل عليه، ونسلمه أمرنا، بعض التغيرات الكبيرة ستحدث، نحتاج إلى التحلي بالصبر، وبكل الأحوال كل ما يأتينا جميل، نحن لسنا أعمالنا، لسنا معرفتنا، لسنا أفكارنا، لسنا أشكالنا، نحن خلق الله الموجودين لجعل هذه الحياة أسهل وأهون قليلاً على الآخرين، أتينا لنستمتع بهذه التجربة الأرضية الزاخرة بالنعم، لسنا خالقين لنتحكم بالأقدار، نحن نبذل الجهود ونترقب كيف من الممكن أن تكون تجربتنا أفضل لنا وللآخرين.


كان عاماً كُرمت فيه لأسباب مختلفة وكلها غير متوقعة، والجميل في الأمر عندما تحشر أنفك في عملك ودراستك، أن الوقت يمضي بسعادة بينما أنت منغمس بما يهمك، ثم إن التكريم والأشياء المشابهة تأتي كنتائج عرضية وتكون مفاجئة ومبهجة حقاً، ولكنها لا تؤثر إن لم تأتي، وحتى إن أتت لا تصنع فارقاً، أنت أنت في كل الأحوال.


كان العام الثاني على التوالي الذي أتعرض فيه للتنمر من قبل أنغامي حيث صنفني إن الدراما أسلوب حياتي لأني أفضل الموسيقى الكلاسيكية، إنه تطبيق متحيز، مع هذا سأتعامل معه بأخلاقي، لأنه أعانني بأحسن ما يكون بمجموعة من الموسيقى التي تروقني حقاً، وأعد لي لسنوات قائمة موسيقى أسبوعية تلائمني بحق، سأسامحه لأنني أعتقد أنه نصفي الثاني، وتوأم روحي، مع هذا لن أسكت إن تنمر علي مرة ثالثة، هذا ليس تنمر علي أنا شخصياً إنه تنمر على الموسيقى الكلاسيكية، هل تتنمر أنت أيضاً الآن علي؟ دعني أخبرك إنني لستُ ملكة الدراما، هناك خطب ما حقيقي في الأمر، ألا تراه؟! راجع طبيب العيون في هذه الحالة إذن!




الجميل في العقل البشري ومن نعم الله علينا إن الألم يقل تدريجياً مع الوقت، نحن ننسى، عندما بدأت هذه التدوينة – التي لن تفيدك مطلقاً بالمناسبة لأنها تدور حول تجاربي التي قد لا تعنيك إطلاقاً - ماذا كنا نقول؟

كنا نقول عندما بدأت بكتابة هذه التدوينة، لا، حري بي القول عندما بدأت بالتفكير في كتابتها تخوفت لكثرة الأوقات العصيبة والمؤلمة التي مررت بها في العام الماضي التي دفعتني للانهيار النفسي التام والصحي كذلك لمرات عديدة، لكن الآن وأنا أكتب نهاية التدوينة أرى كم أنه كان عاماً جميلاً، حيث تعرفت على أصدقاء جيدين كثر، ووجدت حلول جذرية لبعض الأمور، وعشت بعض أجمل الذكريات في حياتي، وتعلمتُ الكثير.

والآن وأنت قد وصلت إلى هذه النقطة وقرأت قرابة 900 كلمة، لا يسعك إلا أن تشعر بالغدر لفراغ هذه التدوينة من المعلومات المفيدة، وأنا حذرتك قبل عدة أسطر، وحتى إني نوهت لذلك في البداية لكنك لم تستمع لي كعادتك، لذا ولأنك صديقي الطيب الذي قرأت النص كاملاً وأنت تفكر في عامك الماضي وتريد التخطيط لعام قادم أجمل، سأدعو لك بأوقات سعيدة، ونجاحات متتالية، وسكون وطمأنينة، أتمنى أن يزول ارتباكك، وأن تبدل حيرتك يقيناً، وخوفك أمناً، وأن تسامح نفسك، وأن يأتي اليوم الذي تستطيع أن تفخر بنفسك لأنها هي، نفسك الرائعة التي تحبك وتعمل من أجلك.



12:18 م

7/1/2022

سمانا السامرائي



تعليقات

  1. اشعاعات نووية تملأ التدوينة وعلى من يدخل اليها باحثا عن اسرار الكاتبة الحذر فهو في منطقة الخطر .
    مهما كانت المعاناة فلن تبقى حينما تقطف ثمار النجاح بعد تجاوزها .
    عام سعيد استمروا بتألق

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جزيلاً أستاذ علي لمرورك الجميل، ازدانت التدوينة بمروركم.

      حذف

إرسال تعليق