التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عندما نتحدث عن الكتابة





عندما نتحدث عن الكتابة 





أنا أكتب، لا أعرف عن نفسي ولا أذكر عن حياتي شيئاً عدا الكتابة، أكتب منذ ٢٠٠٦ وربما أبعد من ذلك بعدة أعوام، لكني بدأت بتجميع ما أكتبه منذ ذلك العام على وجع الدقة، مضى على طريقي في الكتابة وحتى لا أوجع رأسك خمسة عشر عاماً موثقاً بالدليل، كتبتُ المذكرات بشكل يصعب على التصديق إنني أنا من كتبته في تلك السن الصغيرة ومع عدم المعرفة والقراءة المحدودة لقلة توفر الكتب في ذلك الوقت، أكتب بشكل يومي، أكتب كعادة، أكتب للشفاء، أكتب للمتعة، أكتب للتأمل، أكتب للتجاوز، وأكتب لأن ذلك عملي.

في السنوات التي تلي ذلك درست العديد من الأشياء دراسة حثيثة وبطرق شتى وكان في مقدمتها الأدب والصحافة وحققت نتائج رائعة، ثم ها أنا أدرب في مجال الكتابة الإبداعية وهذا يستلزم قراءة كثيرة للدراسات والبحوث بالإضافة إلى الدراسة الرسمية، أعمل كمحررة ضمن مؤسسة ومحررة مستقلة، ويجب أن أكتب كثيراً، الجميع يلجأ لي عندما يتعلق الأمر بالكتابة، وفي دراستي الجامعية الآن في الصحافة أشعر بألفة لم أشعر بمثلها سابقاً مع شخص أو موقف أو علم، أشعر إني القطعة الناقصة في لوحة عظيمة، أنا أندمج بسهولة، كما لو كنتُ طلاءً فاخراً.

يخيل لي أحياناً إنني أتنفس الكتابة، أعيش بالكتابة، وهذا ليس على سبيل الشاعرية التي يمنحنا إياها الربيع هذه الأيام، بل إنها حقيقة جافة مثل حقائق الرياضيات، مع هذا ما زلتُ أرى إن ما أكتبه ناقص من وجهة نظر فنية، وأتردد  من عرض ما أكتبه على الآخرين، ما زلت ارتبك حين يطلب مني أحد أن يقرأ ما أكتب، ما زلت لا أتحدث عن الكتابة حين أتحدث مع الآخرين، إنها حياتي، إنها مثل الشراب والغذاء، أرايت أحد يسهب بالحديث عن الشراب والغذاء؟

هل مر عليك شخص يتحدث عن ما يعتمد عليه؟ هل يتغزل الناس بجدران منزلهم كثيراً؟

الكتابة ليست حباً بل حياةً، قد لا يخطر لي أن أتحدث عنها كثيراً، ولن تجد في حسابي الكثير من الأمور عن الكتابة، لأنني سأفضل أن أكتب بدل أن أكتب عن الكتابة، وتماماً كما الناجحون، ليسوا بحاجة إلى التباهي أو الإعلان عن نجاحهم والحصول على تأكيد من الآخرين، الأمر ذاته عندما تكون كاتباً لهذه المدة الطويلة، لعلك قد لا تصنفني ككاتبة، لعلك قد لا تراني ناجحة في هذا المجال، لعلك قد تجدني ضعيفة الكتابة، لكنني أعلم... أعلم إنني والكتابة وعلى رغم أي معيار مناسبين لبعضنا تماماً، ولا حاجة لي لإثبات ذلك.

وأنت ماذا تحب؟ وبماذا تتنفس؟ 





١١:٢٤م

٢٠٢١/٣/٢٧ السبت

سمانا السامرائي 

تعليقات

  1. الكتابة هي متنفس للخواطر و إفادة للآخرين. و اصل من فضلك.

    ردحذف

إرسال تعليق