التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صعوبة أن تكون الأفضل!

صعوبة أن تكون الأفضل! 




في اليوم السابع من #تحدي_التأمل من مرجع التدوين العربي اخترت أن أغير تدوينتي بالكامل في الدقائق الأخيرة، أردت أن نتحدث عن موضوع لطالما عُد من المحرج التكلم عنه، ومن الغرور والتكبر الإعلان عن وجوده، ولم يسبق لي أن قرأت عنه، وهو صعوبة أن تكون جميلاً وذكياً، صعوبة أن تكون الأفضل، صعوبة أن يحبك كل الناس.

عادة يعاني الناس من صعوبة ألا يستمع لهم أحد وألا يعجب بهم أحد وأن يكون الجميع أذكى وأفضل منهم لكن هل فكرنا بالمعاناة على الطرف الآخر؟

أن تكون جميلاً يعني إن هناك كثر يسعون نحوك، ليس من الجنس الآخر فقط، بل الجميع، جميع الناس لأن الجميع يحبون امتلاك الأشياء الجميلة، أنت تصبح شيئاً، تصبح غرضاً، مزهرية يزينون بها المجالس، والمكاتب، و الشركات، أنت تعامل بشكل جيد أينما حللت، لكنك لن تعامل كإنسان لك شخصيتك، شخصيتك ليست محل ترحيب، هناك معايير يضعها الناس لك وهم يحاسبونك وفق تلك المعايير، لأنك تطابق معايير الجمال الفائق لديهم لذلك عليك أن تصبح ذو شخصية تمنح صفة الجمال تعزيزاً في عينهم، وإلا سيقولون "للأسف، ذهب جماله خسارة" 

ودعنا نسهب قليلاً في انجذاب الجنس الآخر لك، سترى ذلك أمراً محبباً في أيام مراهقتك، ستحب الاهتمام المبالغ، لكنك سترهق بعد ذلك، ستجد إن من يترصد بك، ويصل إلى درجات الهوس بك كثر، وهذا الهوس سيخنقك، سيعذبك، سيسمم حتى لحظاتك الصحية الأخرى، ستصاب برهاب العلاقات، وستعتقد إن الأشخاص الذين يكنون لك إعجاباً صادقاً ما هم إلا معتوهين مهووسين آخرين، أو سيصبحون كذلك عما قريب كما حصل مع من سبقهم. 


وحين تكون الأذكى تلفت يميناً ويساراً فلا ترى من تستطيع أن تتعلم منه، لا يوجد من بإمكانه مساعدتك أو فتح آفاق جديدة لك، أنت الأوسع أفقاً والأكثر تجربة ومعلومات، لا يوجد من تنافسه وينافسك، لا يوجد شخص تريد أن تتفوق عليه، بيئتك تراك مبالغ في طموحك أو إنك مجنون، الكل يكرهك لسبب مجهول، يشككون بكلامك، وعند اشتكائك من التعب سيخبرك الجميع "أنت مع هذا تستمر، أنت تستطيع تدبر أمرك، أنت خارق"، وحين تحزن لأنك لم تحرز ما أردت إحرازه من الأهداف أو لم تحرز ما أردت كما تحب، يخبرك الناس " أنت تبالغ، أنت تدعي الحزن لكي لا تُحسد، أنت حققت كل هذا وتحزن لفقدانك ١٪ أنت غير شكور، هذا سيؤذيك"

ستبدو متطلباً دائماً، ومتعجرفاً، ومتظاهراً، وقد تحاك خلف ظهرك الكثير من المصائد لإيقاعك، بل وقد يدعون إنك رشوت أو غششت أو استخدمت علاقاتك.

لا أحد يريد أن يعمل بقدرك أو يفكر أو يتعلم بقدر ما تفعل لكنهم يريدون نتائجك.


وحين تكون محبوباً سيغير منك كثر في سرهم، وينتظرون الفرصة ليقومون بإيذائك، ليس لديك فرصة حقيقية لأن تحب من تحبهم، لأنك لستَ واثقاً إن كانوا يحبوك أم يحبون ما يعرفونه عنك، لن يكون لديك علاقات قوية وعميقة، الكثير من العلاقات الطيبة واللطيفة، لكنها ليست علاقات قوية، فقد اعتدت أن يلجأ لك الناس في أوقات محددة، ولم تعتد أن تلجأ لأحد، أو أن يكون هناك اهتماماً متبادلاً في حياتك. 

كثر من سيمر في حياتك من الأصدقاء والمعارف، لكن لا أحد منهم، لا أحد على الإطلاق من سيرغب بتقديرك حق قدرك، لا أحد سيرغب في التمسك بك، لأنك الأفضل، لأنك تبدو مرتفعاً عالياً منيعاً مثالياً لا يمكن الوصول إليه، لأنك ستبدو متطلباً وغير مفهوماً، لأن احتياجاتك مختلفة عن احتياجات معظم الناس لذا إما أن تتنازل كثيراً أو ستكون رفقتك غير محببة، ستكون دائماً أعلى من الفهم، وأكبر من السيطرة، وذو صفات تذكر الأقران بنواقصهم. 



١١:٥٠

٢٠٢١/٣/٢٦

سمانا السامرائي 

تعليقات