التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل تحب برامز؟

هل تحب برامز؟




إننا نتعلم -أدركنا أو لم ندرك- من كل شيء حولنا، وكل شيء مقدر، أؤمن بذلك، حتى في أبسط الأشياء، تقترح زميلة في مجتمع التعلم الذاتي عملاً ما لتغيير أجواء الدراسة والتعلم، فتتعثر في عمل آخر، هذا ما حصل معي حين سألتني دراما (هل تحب برامز؟)، فأجبت نعم، أحبه، من لا يحب (تهويدة أطفال) مثلاً؟ وشرعت أشاهدها على الفور، اقتطعت وقتاً لأراها، كنتُ مشوشة ومتعبة، تنهكني الحمى ويقتات على هدوئي الصداع، لدي خطط للمساء أشعر بالذنب لأني غير قادرة على تنفيذها، والأكثر إحباطاً لي إنني قد لا أكون قادرة على منح العمل حقه، شعرت إني قد لا أكون قادرة على إكمال حلقة، أو قد لا أستطيع استيعاب أي جزء منها، لكنني ويا للدهشة! أكملت حلقتين بكل سهولة.

لماذا هذه الدراما جيدة حتى الآن؟ (عُرضت 4 حلقات منها فقط)

  • لأن عنوانها (هل تحب برامز؟).

  • لأنها حول الموسيقى.

  • لأنها تحكي لنا ما لا نعرفه عن حياة العازفين.

  • لأنها عن الحياة، عن تساؤلاتنا جميعاً "ما هو الخيار الأفضل؟" "كيف أكون سعيداً" "الشغف أم مسؤوليات الحياة؟" "الحب أم الصداقة؟" "العائلة أم نحن؟"

  • لأن المواقف طبيعية وقد مررت بأحدها ذات مرة ربما، لكن مجموع المواقف وتركيبتها هي عوالم لم تعشها من قبل.

  • لأن طبيعة الشخصيات وتصرفاتهم منطقية، وهي نتيجة تطورات طبيعية لحياتهم التي قطعوها. 

  • لأنها كلاسيكية، رفيعة، ذات طابع روائي، وبحوارات جذابة.

  • لأن التمثيل والإخراج والتصوير والإضاءة ومواقع التصوير في محلهم تقريباً دون أخطاء. (إن كنتَ محباً للموسيقى أو عازفاً ستلاحظ أخطاءً مربكة في الحلقة الأولى في بعض تفاصيل العزف لكنها ليست مؤثرة )

  • اختيار الممثلين لا خطأ فيه.

  • لأنها ستواسيك بهدوئها، إذ لها رقة خريفية صنعت لهذه الأجواء.

  • الممثلان الرئيسيان لا يمثلان، إنهما بطريقة ما يحكيان قصتهما الحقيقية، فهما ممثلان منذ الصغر، وقد تعثر طريقهما كثيراً حتى وصلا إلى صفوف ممثلي الصدارة بعمر متأخر مقارنة بأقرانهما.

  • لأنك ستستمع إلى الكثير من العزف الجيد كنوع من التخاطب عبر الحلقات.

  • لأنها حتى الآن ليست عن الحب، بل لها رسائل صغيرة مثنية بعناية في ظرف من الحب العطر.

  • لا يمكنك تجزئتها حقاً، هو عالم كامل وأنت استرقت النظر إليه، إنهم موجودون، وأنت فضولي وقع في الفخ.


لماذا شعرتُ بالإحباط؟ (بالرغم من إنه لا يهمك البتة معرفة ذلك)

اختيار الموسيقى غير موفق لحناً وكلمات وأداء، اختيار مستعجل للغاية، فأنت حينما تعرف إن برامز هو ملهم القصة ومحور الأحداث، تتوقع موسيقى ملائمة، تتوقع على الأقل أحد الأسماء الكلاسيكية مثل (سونغ شي كيونغ/ لين/ إلخ) أو شخص ما حاز على جائزة في برامج مثل (الغناء الخالد) أو (أنا مغني) أو مغني وكاتب أغنية مثل العديد من الصاعدين أو الشهيرين في هذا المجال كـ (باول كيم) مثلاً! أو حتى استخدام موسيقى كلاسيكية فقط، كان سيكون أوفر وأكثر رقياً وتناغماً مع الأداء.

لكننا نصدم بألحان مألوفة ومبتذلة قليلاً، وكلمات عاطفية مبالغ بها في أغلب الأحيان لا علاقة لها بالمشهد، وأصوات حديثة تسمعها في الأعمال الصاخبة التي تحقق نسب مشاهدات عالية وتحدث ضجة لكنك لن تشاهدها بنفسك أبداً لأنك تشعر وكأنك رأيتها من خلال حديث الناس عنها.

كان هذا سبب الإحباط الكبير باعتباري محبة للموسيقى وأتيت وقد تصورت إنني سأستمع لموسيقى حقيقية، وأعتقد إن العمل حتى الآن مكتوب بعذوبة وكأنها ليست مشاهد بل قطع موسيقية، ويستحق على الأقل أن يقف المخرج مع نفسه وقفة حقيقية قبل اختيار الموسيقى لعمل موسيقى لأنها هي الركيزة.

العمل بشكل عام جيد للدرجة التي دفعني فيها للكتابة عنه، وأنت على الأرجح قد لا تلاحظ الموسيقى إن لم تقرأ هذه التدوينة، لذا إن كنتَ تحب برامز قد تفكر بتجريب حظك معها.



ملاحظة: إنها المرة الأولى التي أتهور فيها للكتابة عن عمل لم يعرض بشكل كامل وهذا العمل كوري، ولدي شعور عميق إني سأندم لاحقاً وبشدة، وسأكتب تدوينة أهد بها هذه التدوينة من أسسها.

للانضمام إلى مجتمع دعم المتعلمين ذاتياً اضغط هنا

1:25 ص

10/9/2020

من ذكريات الحجر الصحي المنزلي


تعليقات