التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة إلى صديقتي

رسالة إلى صديقتي 






صديقتي الجميلة

أنت رائعة كما أنت، جميلة، ذكية، مجتهدة، مميزة، تستحقين كل ما هو جيد! لست بحاجة إلى فعل أي شيء لتكوني أفضل، دعي جوهرك يشرق.


لا تدعي المجتمع يخبرك بما عليك فعله أو عدم فعله
كوني لطيفة أو لا تكوني
كوني قوية أو لا تكوني
كوني حساسة أو لا تكوني
كوني ما تكونين عليه ما دمت لا تؤذين أحد
ضعي قوانينك وقواعدك الخاصة، وعيشي وفقها، لن تحل القيامة لأنكِ تعيشين
اقرأي ما تشائين
اسمعي ما تشائين
شاهدي ما تشائين
اذهبي حيث تشائين
تعلمي ما تشائين
ارفعي رأسك، أنت لا تفعلين شيئاً مخجلاً بكونك أنتِ ولن تفعلي، لا تدعي المجتمع يفرض وصاية على أفكارك وأفعالك.
أنت إنسان له حقوق وعليه واجبات، وله الأهلية الكاملة ليحكم على الأمور ويقرر ويختار

عيشي بالطريقة التي تبدو لك صحيحة

لا تدعي أحدهم يخبرك "عليك فعل ذلك لتكوني أجمل!" ، لا تدعي أحد يخبرك "سأسمح لك بالدراسة، بالعمل، بالترفيه، بأي شيء"، لا تدعي أحداً يمنعك عن تصرف أو فكرة أو أسلوب
من منح أي أحد الحق والسلطة بحرمانك والسماح لك؟ أنتِ فقط من لديك حق تقرير مصيرك، وكل تفصيل من حياتك مهما صغر أو عظم
لا تمنحي الحمقى مهزوزو الشخصية خصوصاً مجالاً ليحكموا حياتك وأحلامك، الواثقون المتزنون سيدعمونك، لن يفكروا بالتحكم بك، من سيرعبه ذلك، من سيحارب بكل استماتة أن تكوني كما أنت، وتعيشين كما أنتِ هم الذين لا حياة ولا طموح ولا شخصية لهم، الحمقى الكسالى يريدون التحكم بالآخرين ليشعروا بأهميتهم وقيمتهم.

أبسط التفاصيل تؤثر، اليوم ستحرمين من الذهاب إلى مكان، غدا ستأتي الأمور الأكبر والأكثر أهمية تباعاً، لا تمنحي الآخرين الحق ليكونوا أوصياء عليك.


هل رأيت فتاة تخبر أخوها، شريك حياتها، إلخ... إنها لا تسمح له بالخروج مع أصدقائه، أو بممارسة هواية ما، بالدراسة، أو بالعمل إلا في أماكن معينة، أو لا تسمح له بالعمل أصلاً؟
تخيل ذلك مضحك، بل غير منطقي وغير مقبول، لماذا يقيد إنسان حياة إنسان آخر؟
أنتِ ما فرقك؟ ألستِ إنسان متزن؟ من أوهمك بغير ذلك؟ لماذا تسمحين لكل من هب ودب بأن يسمح ولا يسمح، أن يقرر كيف تتصرفين وكيف على مظهرك أن يبدو؟ يبدأ الأمر من إطار العائلة ثم يتمدد، عم، خال، ابن الجيران، زميل عمل، الرجل الذي يمشي في الشارع، الشاب الذي رأتك أمه في عرس، كيف تسمحين له أن يتجرأ ويقول بعجرفة "أنا لا أقبل بكذا وكذا ولكني سأسمح بالتعليم، وسأتزوجك"!!
ليس متفضلاً حين يتزوجك فالزواج رحلة شراكة بين طرفين ليكونا في سنداً لبعضهما (كلا الطرفين بحاجة إلى الآخر)، وليس متفضلاً حين يسمح لك، ولا حق له أن يقبل ولا يقبل
سواء إن كان أهلك يسمحون أم لا
سواء إن أمراً يبدو مهماً في عينه أم لا
كل الأشياء مهمة لك، ترفيه أم تعليم أم عمل أم غيره، لأن كل إنسان يحتاج إلى كل شيء، من كل جانب.

لا تحملي نفسك عبء الكمال، لا بأس أن تخطئي، لا ضير أن تقعي، يمكنك أن تضعفي، نحن نتعلم من زلاتنا، نحن ننمو من خلال تجاربنا، الجميع ليس بكامل، الجميع له هفواته وهذا ليس أمر عظيماً...

وأخيراً كوني عوناً لصديقاتك في هذا العالم، قد تكونين بحال جيدة لأنك ولدتِ في محيط رائع، لكن هناك من يتجرعن أقسى أنواع الحرمان، لا تلوميهن، لا تنكري آلمهن، دعيهن يثرن ويعبرن، فالنساء تحت نظام عبودية يدعى المجتمع الذي يُمكّن العائلة والزوج من أن يكونوا أسياد مطلقين يتحكمون في حياتها، فإن كان السيد رحيماً طاب عيشها وإن لم يكن ستعاني طيلة حياتها وتحرم من كل شيء، كوني يداً تمسك ضعفها وتشد أزرها ولا تتخلي عنها حتى بالكلمات... فالكلمة لها وقع أشد.


سمانا السامرائي
٤:٢١م
٢٠/٩/٢٠١٨
Share on Tumblr

تعليقات