التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليلة مألوفة ☆

ليلة مألوفة 


 صورة بواسطة : Takahiro Yamamoto
 *من الأفضل قراءة هذه القصة عبر الحاسوب أو وضعية سطح المكتب في متصفحات الهواتف. 


إنها ليلة مقمرة مرصعة بالنجوم، الرياح عليلة، وخزات ألم تضرب صدري، ذلك الألم الذي يجعلك تتساءل و تبتسم بحُسن بينما تكتم سيول من الدموع لا تعرف سببها.
مرت أربع سنوات بالفعل على آخر لقاء لنا، كان شجاراً على قارعة الطريق، كنا وغدين أنانين لكننا لم نعلم بذلك حين كنا نصرخ، كنا مستائين، من ماذا؟ لا أعلم تحديداً، حتى الآن لا أعلم لماذا انتهت علاقتنا هكذا، بهذه السهولة، ماذا حصل وقتها؟ لا أذكر أي شيء.
هذه الليلة لست بغريبة علي، إنها تشبه الليالي التي كانا نسير فيها ممسكين بأيادي بعض في الشوارع الفارغة والمكتظة مثل مجنونين سعيدين غير عابئين بالحياة، الليالي التي كنا نذهب فيها إلى مدينة الملاهي أو نجلس فيها في متنزه أو أعلى تل أو جبل أو سطح مبنى نتناول الطعام ونتسابق في إكمال قوارير الكولا الضخمة، وتشبه الليالي التي بكيت فيها كثيراً بعد فراقنا.
أين أخذتك الحياة يا ترى؟ أنا أخذتني الحياة بعيداً، عبرتُ البحار لأهرب من حزني وذكرياتك فكما ترى كل الليالي والأيام هنا مليئة بذكرياتك، نهشني الندم في بعض الليالي أيضاً ولمتُ نفسي، أدركت كم كنت مغفلة وآذيتك! ولكنني لم أنسى إنك آذيتي أيضاً، فأنا أعرف نفسي، إنها لا ترحل إلا إذا تألمت بشدة، درستُ وعملتُ، وها قد عدتُ، لم تمر على بالي كثيراً بعد إن سافرت، كنتُ مشغولة، لكني لا أنكر إني في لحظات ضعفي كنتُ أذكرك وأبكي في غرفتي وحدي، وعندما أمر في الأيام الجميلة أو تمر بي هي، أو عندما كنتُ أرى شيئاً جميلاً ولطيفاً يذكرني بنا كنتُ أبتسم، لقد كنا سعداء حقاً! ماذا دهانا؟
لمَ لم ندرك كم كان حبنا مميزاً وجميلاً… الحب الذي يأتي لمرة واحدة فقط؟
أتعلم ما هو أغرب ما في الأمر؟ هو إنني لم ألتقيك مطلقاً بعد ذلك اليوم ولا حتى مصادفة رغم إني خلسةً وبعيداً عن سطوة نفسي كنتُ أرجو ذلك باستقتال، أين اختفيت؟ هل ذبت؟ هل سافرت مثلي؟


ما خطب هذه الليلة؟ لمَ أفكر بك كثيراً بعد كل هذا الوقت؟ ذلك مزعج.
لو التقيتك اليوم لعانقتك كما لو إن السنون لم تمضي، وكما لو إننا لم نفترق قط.

><
وصلت إلى مقر عملي الجديد، لا توقعات، فقط بعض التوتر ولكن كل شيء تحت السيطرة كالعادة...

هذا ما ظننته حتى ألتقيتك، أنتَ تبدو تماماً كما تركتك في ذلك اليوم، كأن الزمن مر علي وحدي، ماذا تفعل هنا؟
تجمدتُ لثواني، قلبي كان يقفز من السرور الغامر، وعقلي لم يكن يتوقع هذا، لقد بدوت غريبة حقاً، أليس كذلك؟
رغبتُ بإلقاء تحية حارة، لكن لا أعلم لمَ تظاهرت بأني ألتقيك للمرة الأولى مثل البقية وحييتك بابتسامة رسمية مثل الآخرين، ولا أعلم لمَ فعلت المثل أنتَ أيضاً، هل جُرحت من تصرفي؟ لكنك يجب أن تكون متيقناً إني كنتُ سعيدة للغاية، ألم ترى ذلك في عيني؟
ما إن خرجت في استراحة مباغتة عند الحادية عشر، حتى تبعتك، ركضت نحوك وعانقتك، أخبرتكَ كم أنا سعيدة بلقائك مجدداً، لم تبعدني بل أحطتني بذراعيك مُرحِبّاً بعد لحظات دهشة وأخبرتني إنكَ سعيد أيضاً، لذا أخبرتُك إني اشتقت لك وإني آسفة، كنا مغفلين حقاً في تلك الفترة، لقد ارتكبنا الأخطاء والحماقات فحسب حينها وآذينا بعضنا، ابتعدتَ قليلاً وابتسمتَ وقلت لي "صحيح، أنت محقة!"
لكن ما خطب هذه اللهجة اللطيفة الدافئة العامة جداً؟ شعرتُ إنك تقوم بعناق مجاني تشجيعي!
ربما أتوهم، لقد مضى الكثير من الوقت، لعلي نسيت الكثير عنك.
ثم بتردد قلتَ لي: أنتِ تعلمين… لقد مضى وقتٌ طويلٌ بحق على انفصالنا (أومأتُ موافقةٍ بينما كنتَ تفكر بعمق) أوووه... أنا لا أكرهك… كما قلتِ فكلانا تصرفنا بحماقة…
قلتُ مُقاطعة بابتهاج: أعلم ما تريد قوله… أعلم. لا داعي للاعتذار.
قلتَ لي بلهجة موبخة غير متوقعة منك لأنك مهذب بالعادة مع الجميع عداي سابقاً، ربما لأني ما زلتُ مقربة منك؟ رغم ذلك لا أحبها فهي تذكرني بشجاراتنا: لا تعلمين! كيف تعلمين؟ الآن وسابقاً… أنتِ كما أنتِ!
قلتُ والكلمات متقطعة تخرج من بين شفتي، وقد شعرتُ بضعف في قلبي إذ إن ذكريات خصامنا وشجاراتنا صدمت قلبي كقطار سريع: أوه! حسناً فلتكمل…
قلتَ لي بعتاب: أيتها الغبية! لقد تأخرتِ كثيراً! حفل خطوبتي بعد شهرين. (ثم قلتَ متمتماً وأنت تنظر لبقعة ممتلئة بالماء بعيدة) توقعين نفسك بالمصاعب وتجعلين المرء قلق.
قلتُ بضحكة مشرقة حيوية: آ~~~~~ـه! هذا ما أردتَ قوله؟! وكأنني لم أتوقع ذلك؟ هل ظننتَ إنني سأخبرك إن علينا العودة؟ هذا أسلوب عفى عليه الزمن! أنا فقط كنتُ أعتذر وأحييك كصديق قديم (كررتُ مُشددة) "صديق" فلا يُعقل أن أتجاهلك، لكن يبدو إنني تصرفت بمبالغة على الطريقة الأجنبية… العيش هناك لفترة طويلة -كما تعلم- يكسب المرء صفات ذلك البلد. (غيرتُ الموضوع) ياه! فعلتها أخيراً! من هي؟ أهي جميلة؟ أشعر بفضول لرؤيتها! أليس لديكَ صور لها؟
قلتَ لي بتعجب: أحقاً تريدين رؤيتها؟
أجبت وأنا ابتسم وأهز رأسي مُرحبة: بالطبع! بكل تأكيد! وهل تحتاج للتساؤل حتى؟ تشيه! وكأنكَ لا تعرفني… لقد قلتَ تواً إنني كما أنا... الآن وسابقاً.
قلتَ وقد شعرتَ بخفة: هذا صحيح. لحظة لأريك.

كانت فتاة جميلة، ولطيفة، وأنيقة، ودافئة، أخبرتني إنها معلمة في المدرسة الابتدائية وإنك حقاً معجب بها، كنتَ سعيداً حين كنتُ تتحدث عنها، أكثر سعادة مما كنا معاً، وأنا حقاً حقاً حقاً سعيدة لذلك، رغم إني لسبب ما سهرتُ حتى الصباح ما بين باكية، ومحدقة بالسقف بلا أي أفكار بينما يشعر جسدي بالألم، لسبب ما شعرتُ إن سنواتي الأربعة تبخرت هكذا دون فائدة وإنني شختُ كثيراً.

><

دعوتُ صديقتي للعشاء ذات ليلة في مطعم، كنتُ بخير جداً في ذلك اليوم وفي تلك الفترة عموماً فقد اعتدت على رؤيتك لأسبوعين كزميل عمل ولم أعطي لوجودك ولمشاعري أي أهمية، حتى رأيتك برفقة خطيبتك وأنت لم تراني!
كان ذلك قاسياً للتعامل معه، فجأة بدأت دموعي تنهال وأصبحتُ حزينة بحق بدون أن أعرف السبب، ولعلي كنتُ غاضبة أكثر من كوني حزينة، ولكن لا أستطيع فعل شيء ولا أريد فعل أي شيء.
قصصتُ قصة سخيفة وغير مقنعة على مسامع صديقتي لأبرر سبب الدموع التي شعرت بالحيرة والقلق لدى رؤيتها، كنتُ أراقبك طيلة السهرة من دون أن أعي إنني أفعل ذلك.

><
تبعتني إلى غرفة الاجتماعات في اليوم التالي وسألتني -بينما كنتُ أعد الطاولة لاحتضان اجتماع بعد ساعة- إن كنتُ قد ذهبتُ لذلك المطعم، فيبدو إنك لمحتني حين كنتُ أخرج.
فقلتُ لك: نعم، إنه مطعم جيد! اقترحته علي صديقة، وسأتردد عليه دائماً! هل هناك مشكلة؟
قلتَ لي: لا، ليس هناك مشكلة. لماذا لم تأتي لتحيننا؟ كنتُ سأعرفكما على بعض.
قلتُ لك بوجه مستنكر باهت: وكيف ّستُعرّفني بربك؟ مهما كانت طيبة هي لن تحب رؤيتي… (رفعت كف يدي صانعة إشارة التوقف، وقلت بلهجة متهكمة) آسفة لا أحب أن أكون مفتعلة مشاكل.
قلتَ بمرح وتأسف: إوش! كنتُ أخرقاً! لم أفكر في هذا! آسف، لكن أنتِ زميلة عمل وصديقة وأردتُ أن أعرفكما على بعض فقط… لحظة! هل هذا يعني إنكِ لن تحضري حفل خطوبتي؟!
قلتُ وقد ضربتك على مؤخرة رقبتك بالأوراق الملفوفة في يدي ممازحة: يا لكَ من أخرق بالفعل! بالطبع! سيعرفني الكثير من أصدقائك هناك! سيتحول الحفل إلى مأتم على روحك.
قلتَ لي متمتماً بعد إن جلست على طاولة الاجتماعات وتنهدت وكأنك تحادث نفسك أكثر من كونك تحادثني لأني كنتُ مشغولة أعمل: لكن عليكِ أن تحضري حقاً! أنتِ صديقة مهمة، فبعد إن عدتِ أشعر إني استعدت الكثير من نفسي، أشعر بالراحة وكأنني وسط عائلتي فأنتِ تعرفيني جيداً، أنتِ صديقة مهمة لي. (رفعتَ صوتك وقلت مغتاظاً) كيف يمكنكِ ألا تحضري في هذا اليوم المهم بالنسبة لي؟ يا لكِ من صديقة سيئة! هذا لا يعقل! من سيصورني؟
قلتُ وأنا أضحك ساخرة بينما أوزع قناني الماء: المصور، أصدقائك، عائلتك، عائلتها… لديكَ الكثير.
قلتَ وقد بدأت تتوتر: لكنكِ أفضل من يجيد التقاط الصور لي، تعرفين زاويا وجهي جيداً ومن أي جانب أبدو أفضل! تلتقطين كل صوركِ لي بحب!
ثم صمتَ وكأنكَ أدركتَ إنك خطوت نحو المحظور، فتحت الزر الأول من قميصك وأكمامك، ورفعت أكمامك كعادتك، ثم خرجت مسرعاً، شعرتُ بتأنيب الضمير لكن لأصدقك القول شعرتُ بالارتياح، ها أنتَ تذوق مما ذقته، فلتعاني قليلاً، لا بأس في ذلك… لكن ماذا لو تألمتَ كثيراً؟ ماذا لو قعت في زوابع متضاربة من المشاعر؟ أنا يمكنني التحمل والتعامل مع الموضوع غير إنك لا تستطيع، لستَ قوياً إزاء هذا النوع من الأمور لذلك كنتَ تستند علي وتوكل لي التفكير بما يقض مضجعك، هل عدتُ بعد أربع سنوات لأعكر حياتكَ مجدداً! سأكون آسفة ونادمة جداً، وأنا قد اكتفيت من هذه المشاعر المُثقِلة والمرهقة فيما مضى.

><

أعود لنفس المطعم كل ليلة، أطلب شراباً ما، ساخناً كان أم بارداً لا يهم كثيراً، أحياناً أطلب حساءً أيضاً، لستُ بخيلة لكن شهيتي معدومة وبالأخص في المساء لكني قد أكون شرهة بعد منتصف الليل.

أحياناً يمر هو وأصدقاءه أو هو وخطيبته، إنه من النوع الذي يتردد على نفس المكان لوقت طويل، يصعب عليه تغيير ما اعتاد عليه، ولذا على الأرجح أصر على حضوري لحفل خطوبته، ولهذا ما زال يتواصل معي بمودة ويستمر بطرح الأسئلة السخيفة حول كل شيء حين نكون في العمل من الصباح حتى موعد خروجنا، لم ولن أشعر بالبهجة لذلك، إنني لستُ سوى شيء اعتاد عليه وأنا أعلم ذلك، وسعيدة نوعاً ما لأن صداقتنا تجعله يشعر بالاطمئنان إنه فتى طيب، سأكون بجانبه كصديقة كلما احتاجني إن كان ذلك يريحه.
ابتسم بمرارة -بينما أسير عائدة للمنزل وأحدق في سماء الليل الساكنة وفي هلالها- لأني غبية، لكني غبية طيبة وهذا ما يجعلني فخورة بنفسي.

><

أنا حقاً فاقدة للأمل، ولا أعلم لمَ أفعل هذا لكن رؤيته من حين لآخر وتأمل وجهه بحرية كشخص محب وليس كصديق جيدٌ لي أو هكذا أظن، غير إني منذ عدة أيام بدأتُ أخسر شجاعتي ولا أستطيع رفع رأسي إلى حيث يجلس، طأطأة رأسي وكأني لا أعلم بوجوده عادة جديدة اكتسبتها لأتحاشاه قدر الإمكان في العمل وهنا.
أحدق بكوب قهوة كبير الممتلئ بالكولا، إنه كوب اشتريتُه وأودعته لدى المطعم لأني زبونة منتظمة مزعجة لا تحب أن تشرب الكولا في كأس شفاف، وإلا من يقدم الكولا بهكذا كوب؟
هنا في هذا المطعم أسمح لذاتي بالشعور بالتعب بحرية وإعلان ذلك، لكن التعب اليوم يتدفق من كل مكان رغماً عني، متوترة ومنفعلة، داخلي يغلي، خطوبته بعد أسبوع وأنا أجلس هنا لا أستطيع فعل شيء… أفتقده جداً الآن ونحن نتواصل، فكيف سيكون وضعي لاحقاً؟ أطأطأ رأسي مجدداً وأتنهد.

يخطف أحد كوبي ويشرب منه قبل أن أرفع رأسي بينما يجلس أمامي بحركة سريعة، لقد كنتَ أنت مجدداً، وقد قلتَ باسماً: إنها حارة… تحتاج للثلج.
قلتُ لك: أغرب عن وجهي! لا طاقة لي لتحملك اليوم.
أعدتَ الكوب في محله، وضعتَ ذراعيك فوق بعضهما على الطاولة وأسندتَ ذقنك عليها، ونظرتَ لي، هذه النظرات اللطيفة تذكرني بأيام خلت، لا أريد أن أتأثر لكن نبضات قلبي تهرول، لا بل تركض وتقفز الحواجز، ليس اليوم، لا تفعل هذا بي اليوم لأني لستُ مسؤولة عما سيخرج من بين شفتي، إنهما على غير العادة خفيفتان لا تنطبقان.
مددتَ كفك اليمنى على الطاولة فلامستُ أطراف أصابعك أصابعي، لم أعد أشعر بمنطقة صدري، إنها تتطاير، ويبقى محلها ثقب أسود ثقيل، قال رأسي الطافي المتخدر بتأثير رؤيتك: لا تذهب رجاءً…
قلتَ لي: أين أذهب ونحن مربوطين بحبل مطاطي، كلما ابتعدت أكثر كلما كنت مجبراً على العودة أسرع وأقوى؟ ليس هناك خير في الذهاب… إنه سيؤلمنا فقط.
قلتُ لك: سأعاملك أفضل منها.
قلتَ مبتسماً: لا تحتاجين لذلك فوجودك وحده أفضل من أي شيء آخر… لأنكِ تعرفيني جيداً. (صمتَّ قليلاً) أحبكِ… أحبكِ كثيراً، ليس كصديقة. (انهمرت دموعي) لمَ تبكين؟
قلتُ لك: لا أعرف.
وحقاً لم أكن أعرف لمَ شعرتُ بموجة مشاعر حزن تثور فيّ رغم سعادتي لذلك أردفتُ: أحبكَوأكره أن أكون صديقتك جداً.
قلتَ لي معاتباً متودداً: كان عليكَ أن تخبريني من البداية.
فقلتُ لك: أعرف إنك ستضطرب وستهرب بعيداً وستكرهني… سأتسبب بالأذى لك فقط.
قلتَ فخوراً بي: منذ متى أصبحتِ مُراعية جداً؟ (أخفضت رأسي وضحكت فما عاد للقلق من داع) هل نذهب للسير كما السابق؟
فأومأت موافقة بمرح، فقد بدأتُ أحس بالسعادة، سمحت لي نفسي بذلك بعد إن استوعبتْ الأمر جزئياً، بعد إن عرفتْ إنه ليس بحلم.




سمانا السامرائي
8:08م
3/4/2018 الثلاثاء


إن حازت القصة على اعجابك فقم بالتقاط صورة لسماء الليل وشاركنا إياها مع وسم #ليلة_مألوفة وحسابي على تويتر @samana_26 ، دعنا نرى براعتك في التصوير.

أتمنى أن مفاجأة شهر نيسان القصة والموسيقى المُصاحبة لها قد حازت على إعجابكم، ومنحتكم شعور شهر نيسان العذب دائماً.
Share on Tumblr

تعليقات