التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صديقتي... نور قلبي

صديقتي... نور قلبي

** ملاحظة: هذه القصة لا تتوافق مع متصفح كروم وتعمل بشكل سليم في المتصفحات الأخرى 
أعتذر عن الخطأ الخارج عن السيطرة وأتمنى لكم وقتاً ممتعاً في قراءتها



كانت ضياء تضع حقيبة على ظهرها وترتدي قبعة كبيرة وتجول في البلدان باحثة عن مرشد يساعدها على 
تعلم كيفية التركيز ، وفي طريق بحثها عثرت على مئات المرشدين والمعلمين والذين لم يقتصروا على البشر بل شملوا الجمادات و النباتات والحيوانات أيضاً. وقد علموها دروس عظيمة لم تخطر في بالها ولم تكن تعرفها
 أصلاً، ولذلك جعلت هدفها من تجوالها هو البحث عن أي مرشد ومهما كان الدرس المستفاد.
وذات يوم عندما كانت تتجول في سوق بلاد الأعاجيب التسع للبحث عن أي مرشد جديد ودرس جديد رأت 
فتاة بشعر قصير وبشرة فاتحة تسير وهي مغمضة العين، جذبها هذا المنظر وبدأت
 بمراقبتها وتتبعها دون أن تشعر إلى أن وصلا إلى زقاق ضيق فسألتها الفتاة مغمضة العين : لماذا تتبعيني أيتها
 الغريبة؟
صعقت لهول المفاجأة وقالت: كيف عرفتِ إنني غريبة؟
قالت الفتاة مغمضة العين:التركيز... يمكنني الرؤية بعقلي.
قالت ضياء بسعادة:شكراً لك يا إلهي أخيرا، وجدتك.
قالت الفتاة مغمضة العين بغضب: غريبة وتتفوهين بكلام أغرب. هلا غربتِ عن وجهي؟
قالت ضياء بسرور: وكيف أتركك وقد وجدتك بعد بحث طويل؟
فتحت الفتاة مغمضة العين عينيها فإذا بعينيها سوداوات قاتمة، مطفئة ومرعبة جدا
قالت ضياء بمودة وقد أمسكت يد الفتاة مغمضة العين: إذن أنت تحتاجيني أيضاً! يمكنني مساعدتك أنا واثقة من ذلك بعون الله.
شعرت الفتاة مغمضة العين بشيء غريب وجديد وملون ومنير جداً سرا بقلبها المعتم وقالت: 
ألستِ خائفة مني؟!
نظرت ضياء بإستغراب لها وقد حاولت التدقيق بكل تفصيل بهذه الفتاة الواقفة أمامها: أنتِ مخيفة؟أين؟ لماذا؟
شعرت الفتاة مغمضة العين بالإهانة وقالت: هل تسخرين مني الآن؟
اضطربت ضياء قليلاً لأنها جرحت المقابل ولا تعرف السبب ولكنها استجمعت شجاعتها وقالت: أنا أرى إننا 
بالتأكيد تحتاج أحدانا للأخرى ولقاؤنا ليس مصادفة أبداً. 
رددت الفتاة مغمضة العين: ليس مصادفة أبداً!
ضياء:اسمعي. سأتركك الآن لتفكري وسنلتقي غداً... حينها ستخبريني بردك النهائي...آه أين منزلك؟
ردت الفتاة مغمضة العين بلهجة تنبيهية حادة: إياك أن تبحثي عن منزلي. سنلتقي عند التاسعة صباحاً أمام 
النافورة القابعة أمام السوق 
في اليوم التالي.. ومنذ الساعة الثامنة كانت ضياء جالسة تتناول كعكتها أمام النافورة وتنتظر الفتاة مغمضة 
العين
جاءت الفتاة مغمضة العين وجلست إلى جانب ضياء بهدوء وكأنها ليست أكثر من تمثال هامد إحترمت ضياء 
رغبة صاحبتها في الصمت ولم تتحدث ثم فطنت إن صاحبتها تنتظر أن تبدأ هي بمحادثتها ولكن كان ذلك بعد 
وقت طويل نسبياً، فقالت والابتسامة تعلو وجهها: مرشدتي ماذا ستعلمينني اليوم؟ قبل ذلك أريد أن أعرفك 
على إسمي أنا ضياء تشرفتُ بمعرفتكِ، وأنتِ؟
 قالت الفتاة مغمضة العين: إسمي! (تنهد) ينادونني في دار الرعاية "ف401" ويمكنك مناداتي فاضلة.
ضياء: أهو أسمك الحقيقي؟ هذا ما يناديك به أبواكِ؟
ف401: أنه اقتراح لو لم يعجبك ناديني بغيره... لندخل في صُلب الموضوع.
ضياء: هذا هو صلب الموضوع عليك أن تخبريني لأساعدك.
ف401: أتيت إلى هنا لأن رفضي لتقديم مساعدة أستطيع القيام بها سيجعلني غير صالحة ويعرضني للجلوس ليلتين مربوطة بكرسي موضوع في ماء كثير....ربما هي غرفة. هل لك إخباري كيف يمكنني مساعدتك؟
ضياء:حسناً. ما هي أساليبك للوصول إلى هذا التركيز العالي؟
 ف401 (بلهجة تقريرية): بما إني لا أستطيع استخدام عيني للنظر، فعلي النظر من خلال حواسي المتبقية ولفعل ذلك أحتاج جمع وتنسيق الإشارات التي تردني من حواسي لتكوين
 الصورة النهائية، وهذا يعني تركيز عالي على مدار الساعة. أجبتك أليس كذلك؟
ضياء (حزينة) : نعم ولكن...  هل أنتهى لقاؤنا إلى هنا؟ وبهذه السرعة؟
ف401: نعم إنتهى حديثنا ولكن لم ينتهي لقاؤنا علينا قضاء مزيد من الوقت معا حتى موعد الغداء. فأنا يجب أن أدعوك للغداء هذا واجب الضيافة وإن لم أفعل سأقف يوم كامل مثبتة إلى الحائط.
ضياء: أين تعيشين ليعاملوك بهذه الطريقة الوحشية؟.
ف401: دار الرعاية. وهي ليست طريقة وحشية إنها تضمن أن لا نخطئ حسب طبيعتنا البشرية الأنانية أو 
نتصرف بعدم أخلاق، كما إنها تمارين منعشة للجسد.
ضياء: هكذا إذن! طريقة عيشكم مختلفة عنا~~! وماذا عن والديك؟
ف401: هنا لا يتربى الأولاد مع أهلهم، لأن كل طفل لديه هبة خاصة ولا يمكن للوالدين فهمها أو التعامل معها. 
ضياء: وما هي هبتك؟
ف401: عيني تظهر ما في قلبي، وقلبي الآن غارق في الظلام الدامس لذا لا أرى.
ضياء: ألا يمكن أن يعود قلبك لسابق عهده؟
ف401 (بلا تعبير): لماذا تسألين كثيرا؟ (تنهدت) ولماذا أجيب أنا؟.... 
ضياء: هل يمكننا التجول في المدينة حتى موعد الغداء؟
ف401: هذا ما كنا سنفعله. لأن المطعم في الطرف الآخر من المدينة.
في الطريق....
ضياء: يمكنني رؤية أنك لا تخطئين أبداً.
ف401: لأني أتذكر المدينة بعض الشيء... مع إن ذاكرتي بدأت تتلاشى.
ضياء: هناك ما يثير فضولي أيضاً.، كيف يعرف دار الرعاية أن أحدما أخطئ؟.
ف401: بطريقة أو بأخرى هنا، أو يعترف المخطئ بخطأه.
 ضياء:هل يفعل؟ هذا مريع.
ف401: حياتكم تبدو معدومة الأخلاق والجميع يخطئ وتلك الخطايا تجعل الهواء والمباني سوداء (أرتجفت 
رعباً) كيف ما زلتم أحياء ولم تختنقوا بكل ذلك السواد؟ حتى الطعام سيصبح سُماً إحترسي.
ضياء: ربما ليس بهذا الشكل تماماً، ولكننا فعلا نفقد القدرة على رؤيتها بشكلها الصحيح بكل قلوبنا وأرواحنا. معك حق.
تعثرت ف401 ثم بكت بهلع ولم تعد تستطيع السير خطوة معتمدة على تركيزها، فأمسكت ضياء يدها وقادتها حتى جلستا على مقعد بجانب الطريق وقالت لها: هل تحتاجين لمساعدة؟ بكاؤك يحرق القلب ولكن فعلاً 
وضعنا مرير للغاية والهواء خانق.
أخرجت ضياء من حقيبتها منديلاً وطلبت منها تجفيف دموعها فأنصاعت لطلبها وما إن مسحت دموعها حتى صرخت بأعلى صوتها مكررة عبارة الضوء ساطع
إحتضنتها ضياء ثم أمسكت يدها وقالت برقة: أنا هنا بجانبك... سأساعدك قدر إستطاعتي... لذا لا تخافي ولا تقلقي علي... لن أموت فعلياُ بسبب الخطايا... قد أموت نفسياً وروحياً ولكن.. من الآن أدركتُ إن علي أن لا 
أخطئ مجدداً لا أريد تلويث الهواء أكثر. سأحاول تهذيب نفسي.
ف401 (بلا تعبير): هناك فتاة صغيرة مع سيدة دار رعاية.
ضياء: هممم؟ هذا صحيح في الطرف المقابل للشارع لديك قدرات خارقة. يبدو أنك تخبريني إنك أصبحت 
أفضل.
ف401: عمَ تتحدئين؟

في المطعم...
ضياء: هناك ما يحيرني ويثير فضولي أيضاً .
ف401: كل شيء يثير فضولك.
ضياء(خجلة): أنت محقة. ولكن ماذا يعني أن يبصر المرء؟ ما هو البصر؟
ف401: رؤية الألوان، حياة سهلة، هل أنت جيد أم لا؟ تعني هل أنت جميل أم لا؟ وأحبك تعني أن مظهرك 
جميل، وأنت تخيفني يعني إنك قبيح.
ضياء (بصوت منخفض): أنتِ محقة... لكن أستخدام البصر هو المشكلة نحن نهين البصر بمجرد إستخدامه
 بهذه الطريقة الخاطئة فيصبح أداة تعمل تلقائياً لتشتيت الحياة... يمكننا فهم الحياة من خلال البصر أيضاً... 
ف401: صائبٌ....كلامك ربما. لا أعلم فأنا لا أرى... 
ضياء: كيف يمكنني مساعدتك على الإبصار مجدداً؟
ف401: لستُ بحاجة للبصر.
ضياء: وكيف تثبتين خطأ إعتقادي عن البصر بدون بصر؟ أنا لن أتركك حتى يعود بصرك. أنا صديقتك.
ف401: لا أصدقاء لدي 
ضياء:سأرافقك لكل مكان حتى وإن لم ترغبي.
وهكذا مر يومان كان ضياء تأتي كل صباح تأخذ ف401 من دار الرعاية يقضون وقتاً ممتعاً في زيارة مكان ما، وفي اليوم الواحد كانت ف401 تصرخ بسبب ألم رأسها وشدة الضوء وإنها لا تحتمل المزيد.
شكت ضياء إن دار الرعاية يسيء إليها وقالت: سنذهب اليوم الى دار الرعاية وأخذ كل متعلقاتك واغراضك
 ونغادر معاً هذه المدينة لن أسمح لهم بإيذاءك مجدداً.
ف401 (بدون تعبير): إنهم لا يؤذون...أنت تهتمين كثيراً.
ضياء: لأنك صديقتي.
ف401: كل من يتألم صديقك؟
ضياء: لا لن أستطيع فعل ذلك، وليس لأنك تتألمين صديقتي أنتِ وأنا صديقات لأن القدر جمعنا لأن كلانا تملك ما تعين به الأخرى لأننا يمكن أن نسعد ونساعد بعضنا، ولأننا حتى بدون أي سبب سنصبح أصدقاء لا نخاف من بعضنا ولا نشك ببعضنا ولا نهرب من بعض. أنظري لداخلك أنت أيضاً تريدين وجودي مثلما أريد  وجودك في حياتي.
ف401: لا أفهم. ولكن أعتقد إنه كلام جيد... ساعديني. موافقة
في الطريق...
ضياء: الظلام قد حل هل يمكنك الإمساك بيدي؟ أنا لا أرى وأنت ترين هذا الطريق بعقلك.
ف401: سأعاقب إن رفضت مساعدتك. أعطني يدك
ضياء: أنت تساعدينني لأنك ترغبين بالمساعدة أنا أعلم بذلك. 
أمسكا بيدي بعضهما وسارت ضياء وهي مغمضة العين وواثقة كل الثقة إن صديقتها تقودها إلى الإتجاه 
الصحيح.
في دار الرعاية...
طلبت ف401 من ضياء أن تبقى هادئة وإلا سيقعان في المشاكل ولكنها لم تشرح السبب، دخلا كلصين وكانت ف401 تقود ضياء نحو غرفة الوثائق وأخرجت من جيبها مفتاح الغرفة وفتحت الباب بهدوء.
قالت ضياء هامسة: هل يحق لأي أحد أن يدخل هذه الغرفة؟
ف401: كلا. أريد الهروب، وحصلتُ على نسخة من المفتاح. أوووششش 
ضياء: لا يمكن لأحد الخروج؟
ف401: كلا، لدينا هباتٌ خاصة. ساعديني وأخرجي ملفي بسرعة.
ضياء(متوترة جداً) :حسناً حسناً. 
بحثت ضياء بالملفات بهدوء حتى عثرت على ملف أصفر كتب عليه ف401 فتحته وهي مترقبة ومترددة ثم قالت وهي سعيدة: أسمكِ هو....
ف401: ما هو؟  قولي  ( وظهر لأول مرة تعبير متحمس وسعيد وفي نفس الوقت خائف على وجهها)
ضياء: إسمك شغف. يا له من إسم جميل. أحفظيه جيداً
تقربت شغف بخطوات مترنحة نحو صديقتها ورمت بنفسها عليها وفقدت الوعي
ضياء (أصفر وجهها): شغف... أستيقظي سيمسكون بنا. ماذا حدث لك؟
شغف (همست): قميص خوخي اللون وطويل ومنقط، وتنورة بلون السماء. هذا ما ترتدينه.
ضياء: قدراتك خارقة... أم أعتمدت على التخيل. 
ضحكت شغف ضحكة خافتة فقالت ضياء: لحظة... يا إلهي! أنت ترين مجدداً.
شغف (مبتسمة): نعم نعم... هيا بنا... لنخرج بهدوء. (خرجت وتبعتها ضياء)
ضياء: وأغراضك.
شغف (بلا تعبير): وضعتها في أمانات خارج الدار يوم لقاءنا الأول. أردت أن أهرب... لم أستطع... لم أعرف اسمي. لم أرى أيضاً لأجد ملفي.
ضياء: ما علاقة أسمك بعينك.
شغف: نسيت أسمي... لا أحد يناديني به... كنتُ وحيدة يعني وهذا أغرقني في الظلام.
ضياء: أرأيت أخبرتك إننا ألتقينا لسبب. كنتُ واثقة (خرجا من الدار)
شغف:أين سنذهب؟
ضياء: من يعلم؟ ولكنه مكان حيث هناك شخص ما يحتاج أن نساعده ولو بكلمة.





                                   تمت


سمانا السامرائي
 1/7/2016 الجمعة
5:08 م
Share on Tumblr

تعليقات

  1. قصه رائعه احببتها ..قرأتها للمره الثانيه ،، استمري بالابداع صديقتي ��‍❤️‍������

    ردحذف
    الردود
    1. كم يسعدني إنها أعجبتك ^___^
      الحمد لله على ذلك لم أتوقع إنها ستعجبك جدا

      حذف
  2. صديقتي المبدعه دمتي في حفظ الباري
    سلمت اناملك ^^

    ردحذف
  3. جميلة جدا �� احب كيف انك جمعت بين مفهوم المساعدة و الصداقة لقد كانت جميلة حقا و اعجبتني شخصية ف٤٠١ انها شخصية محببة على الرغم من برودتها 。^‿^。




    استمري بتقديم المزيد عزيزتي
    ☁☁☁☁☁☁☁
    ☁����☁����☁
    ��������������
    ��������������
    ��������������
    ☁����������☁
    ☁☁������☁☁
    ☁☁☁��☁☁☁
    ☁☁☁☁☁☁☁




    ������������
    ������������
    ���� �� ����
    �� Love YOU ��
    ���� �� ����
    ������������
    ������������

    ردحذف
  4. جميلة استمري بالإبداع ولكنها خيالية كثيراً أليس كذلك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك 🌸

      نعم إنها خيالية فأنا أحب الكتابة الخيالية من جهة

      ومن جهة أخرى إنها ليست خيالية بالكامل فبالفعل هي هدية لصديقة تدعى (نور) ولكل الأصدقاء الذين ينيرون قلبي وحياتي بوجودهم

      حذف

إرسال تعليق