التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجمعات عائلية

تجمعات عائلية


سيتناهى لسمعك حتى في أبسط التجمعات العائلية  نقاش حول السياسة أو الإقتصاد أو الدين أو التعليم أو التربية أو الثقافة أو الرياضة وغيرها، ومما تلاحظه جلياً بالرغم من إختلاف المواضيع إن المتحدثين دائماً يصرون على أن لهم من الخبرة والوعي و الدراية في أي جانب يتحدثون فيه أكثر من أي مختص في هذا المجال... فلو في كنت طبيب جالس بينهم سيقولون "أسأل مجرب ولا تسأل خبير" بالفعل هم يعلمون أكثر منك فأصمت رجاءاً ولا تزعجهم. وتلاحظ أيضاً من كلامهم إن المسؤول في أي عمل هو دائماً وغد لا يعلم ماذا يفعل وهو متعصب لرأيه رغم جهله، ولو وُضِعوا محله على رغم من عدم دراستهم لهذا الإختصاص وإنعدام الخبرة لديهم سيتفوقون عليه بشكل مؤكد وقطعي. وستلاحظ أيضاً إن التنوع لن يكون حكراً على مواضيع النقاش بل سيشمل المتناقشين أنفسهم، فهناك من تعني له هذه الفكرة كبرياءه وحياته ومستعد لدفع حياته ثمناً لكي ينتصر في النقاش، وهناك ذلك الشخص الذي يدافع بإستماتة عن أشخاص يعجبونه حتى وإن اختلف معهم بكثير من النقاط، فالشخص لديه مقدم على كل أفكاره فإن أحبه فهو مقدس في كل أفعاله وكلامه، والويل كل الويل لمن يكرهه فذاك لا ينطق بمنطق سليم مطلقاً وكل خطأ جاء به ساهياً فهو خطأ مقصود وله ملفات سرية إسرائيلية تحركه، وهناك من يمتلك تلك الشخصية الفريدة الفيلسوفة التي تجعله يصمت لوقت طويل ليحلل الكلام جيداً ثم ينزل إلى ساحة النقاش ويخوض النزال الأخير الرابح بذكاء ويربح كل المجد في كسر شوكة الآخرين المهرطقين في نظره، ولا بد إنك ستجد شخص غريب الأطوار قد تظن إنه غبي أو متعالي، كل ما يفعله هو الإبتسام وهو يشعر بالصداع الشديد لعدم فهمه ما يحدث، فيمسك جواله الذكي ليشرع بكتابة مقالة بعنوان  " تجمعات عائلية " بدم باردة




سمانا السامرائي 
17/5/2016 الثلاثاء

Share on Tumblr

تعليقات

  1. أعجبني الشخص الأخير :D
    في معظم الأحيان أنا ذلك الشخص أيضاً!

    ردحذف

إرسال تعليق