التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أصدقاء قدامى

أصدقاء قدامى



كان يا مكان في قديم الزمان
قيل إن رجل يدعى أحمد رأى شخص يشبه صديقه نائل الذي كان يجلس بجانبه في المدرسة الإبتدائية قبل عشرين عاما في أحد المقاهي ذات يوم.
تأمل أحمد وجه صديقه في بادئ الأمر فقد كان يخشى أن يذهب و يسلم عليه فلا يكون هذا الشخص صديقه العزيز أو قد لا يتذكره صديقه فهو بعكس هذا ال (نائل) _ الذي يبدو وكأن الزمن لم يمر عليه_ تغير كثيرا ولم يعد بالإمكان ان يعرفه أحد.

بعد إن فرغ من شرب شايه المعطر بال(هال) ذهب و إستأذن من الشخص الذي يشبه صديقه أن يتشارك معه الطاولة و لأن الشخص كان يجلس لوحده و لا ينتظر أحد وافق على الفور.

قال أحمد متسائلا : هل كنت في مدرسة إبن النفيس الإبتدائية؟.

أجاب : لا. كنت في مدرسة الشهيد محمد النائري.

أحمد (يعتقد إن صاحبه يهلوس): هل اسمك نائل؟

أجاب: نعم هذا هو إسمي. كيف تعرفه؟

أحمد: أنا زميلك أحمد الذي كان يجلس بجانبك في المقعد في مدرسة إبن النفيس الإبتدائية.

نائل (يشتط غيظاً): بالفعل لدي زميل إسمه أحمد ولكنه لا يشبهك، إنه محض تشابه أسماء، وكنت في مدرسة الشهيد محمد كما قلتُ سابقاً.

أحمد: هل تتذكر حين أعطتنا المعلمة سناء ورود وردية اللون في ذكرى المولد النبوي الشريف؟

نائل (يمتص غضبه داخلا ليرى إلى أين ستصل هرطقة هذا المجنون): لقد كانت ورود صفراء معها قطع حلوى صغيرة.

أحمد (بمزاج ساخر) :هل كانت عيناك في كعب قدمك حتى تراها صفراء؟ لقد كانت وردية متأكد أنا.

أمسك نائل أحمد من ياقته و قال مُهدداً: أُغرب عن وجهي وإلا ... أنا مدرب رياضي فإحذر.

خرج صاحب المقهى من غرفته ليحاول تهدئة الرجلان اللذان يجلسان في الطاولات الخارجية لمقهاه الفخم والذي لا يقبل أن يشوه بشجار بين شباب طائشين.

سمع صاحب المقهى أذيال كلام منهما فدخل إلى غرفته ليبحث عن شيء ما و عاد لهما وقال بصوت عال وهو يحاول إبعادهما عن بعضهما: لقد كان إسم المدرسة ( مدرسة الشهيد محمد النائري ) قبل الحرب وتغيرت ليصبح اسمها ( مدرسة إبن النفيس الابتدائية) بعد الحرب، و لأن أحمد إنتقل لها بعد الحرب فهو لا يعرفها سوى بهذا الإسم ولكن أستغرب إن نائل لا يتذكر إسم ( إبن النفيس )

صمت الناس و بدؤوا يصورون بكاميرات أجهزتهم الذكية .

بعد أن توقف الشجار وجلس المتخاصمان لينصتا فضولاً لهذا الرجل الذي ظهر من اللا مكان قال صاحب المقهى بعد أخذ نفس عميق: لقد كانت الزهور وردية و حمراء و صفراء ولكن أحمد أعطته المعلمة الزهرة الوردية بينما نائل أخذ الصفراء لأنه يحبها وأنا كانت حصتي الحمراء.
وهذه صورة تجمعنا نحن الأصدقاء الثلاثة (أخرجها من جيبه) وقد صورها والدي في حفل المولد النبوي الشريف وكل واحد منا يحمل زهرة مختلفة اللون.

قال أحمد و نائل بالوقت نفسه: هل أنت طه؟

أومئ بالإيجاب فنهضا فحضناه وهما فرحين فقد كان دائماً ما يرعاهم كوالدهم بل و أكثر.

تمت
9:00ص
2\1\2016 السبت


Share on Tumblr

تعليقات

إرسال تعليق