التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة إلى نفسي

رسالة إلى نفسي


أكتب رسالتي الآن وكلي ثقة إني قد أحتاجها ذات يوم لا أعلم متى سيحل علي، لكني أعلم إنه سيكون يوم شاق جداً يزيده التعرض لتجريح من الآخرين شقاءاً ومرارةً،  ولا بد إنه أحد الأيام في السير على درب الحلم، لا..... إنه يوم في السير على درب تحقيق الهدف.
عزيزتي الغالية أنا في المستقبل...
أكتب رسالتي الآن وأنا شابة في مقتبل العمر نشطة وسعيدة ومجتهدة، الحقيقة أنا لا أعرف كيف أصف نفسي الآن ولكن هذا ما أسمعه دائماً وهو يقارب إلى حد ما، ما أتخيله عن نفسي لذلك سأوافق عليه فقط.
لقد قضيت العشرين سنة الفائتة وأنا أتعلم أحياناً بشكل مقصود وأحياناً أحصل على دروس إجبارية من الحياة على حين غرة، كل تلك الدروس أنا ممتنة لله تعالى عليها لقد صنعت مني من أنا اليوم، وكذلك صنعت لي بضع قرارات ليست قابلة للتعديل أو التغيير.
نحن نعيش مرة واحدة وفي هذه المرة الواحدة إما أن نسلك طرق مرسومة من قبل الآخرين بدون أي نتائج جديدة تُذكر، أو نتولى قيادة حياتنا و نثابر وحينها أما أن ننجح نجاحاً باهراً أو نقع على حدود الحياة فنكون نكتة المجتمع وضحية تأنيب الضمير والفشل.
ولكن هناك أمر مختلف بالنسبة لي أنا إخترت أن أعيش حياتي بالطريقة التي أرغب أن أعيش بها لأنها الطريقة الوحيدة التي تلائمني وتجعل مني فرداً منتج ونافع لهذا العالم وليس لأنني أبحث عن نجاح باهر فالنجاح عندي درجات باهر و هادئ و منعش و مسالم وكل طريق سيؤدي حتماً إلى أحدها.
إعلمي يا نفسي إنك ستعانين في المستقبل و ستمرين بأوقات حالكة ولكن تذكري دائماً إن هذه الأوقات هي رحم خصب لولادة النور  الساطع
ثابري و إستمري في السير ما استطعت، تقبلي الألم على إنه عطية إلهية واصقلي و هذبي نفسك خلاله وحين تحصلين على النجاح أشكري الله عليه ولا تنسي الله ودربه أبداً وعيشي النجاح بكل تفاصيله وإلى أقصى مدى دون تَخَطي حدود الله، تلك ربما هي الطريقة الأفضل لشكر الله على النجاح. ولا تنسي إن السعادة ليست إبنة النجاح ولكنها دائماً في قلبك في كل لحظة قرب الله و في كل لحظة تدركين فيها نعم الخالق في نفسك ومن حولك لا تدعي قلقك و إضطرابك وتشتتك ينسيك هذا ركزي في الآن والآن فقط حيث لا ماضي و لا مستقبل عدا الآن ولا تنسي أخذ إستراحة بدون تفكير بين فترة وأخرى للإسترخاء والعودة لذاتك.
تبقى أمر أخير عزيزتي وربما هو الأمر الأكثر أهمية في هذه الرسالة والتي كُتبت من أجله.
اتخذت قراراً نهائياً ولا رجعة فيه أن أسلك طريقاً مختلفاً عما يسلكه الآخرون إقتناعاً أو كرهاً أو بدون تفكير حتى، ولقد أدركتُ إنك ربما في يوم في مثل هذا اليوم الذي تقرأين فيه رسالتي قد تلومين نفسك التي هي أنا التي تحبك دائماً وتتمنى لك كل الخير والنجاح ... حينها أتمنى أن تتراجعي عن كل هذا اللوم لنفسك وتخففي من وطأته فأنت الآن كما أنت بسبب هذا القرار نعم كلام الناس قاسٍ ولا يرحم ولكن كلام الناس هين سهل يمضي وتبقى الحقيقة حقيقة إنك رائعة ومميزة ومختلفة عنهم، وإنهم فزعون مرتعدون من فكرة وجود شخص سعيد بطريقة مختلفة عنهم.
ربما أيضاً قد تفكرين حين تشتد الحياة عليك "ماذا لو كان قراري مختلفاً؟" حينها أرجوك تذكري إن لا نجاح مع راحة أو رخاء وإن الأمور تبدو لنا ظاهراً أجمل من حقيقتها وكونها بعيدة جداً عنا هذا يمنحها جمالاً إضافياً و سحراً ولكن في النهاية الشمس نار حارقة والقمر حجارة جرداء وتلك حقيقة لا تقبل النقاش.
ونعم هناك أمور جميلة بسيطة تخليت عنها ولكن حصلت في المقابل على كل هذا الهدوء و السلام والنجاح والمثابرة والوقت للتفكير بتطوير النجاح حصلت على حب العمل والقدرة على الذوبان فيه و على أمور كثيرة لو أعددها لن تنتهي ولن تكوني قادرة على الحصول على ربعها لو سلكت طريقاً آخر، لن تكون من حقك حتى.... كل الأمور جميلة في السوق و مبهجة ولكننا لا نشتري كل ما يعجبنا أتعرفين لماذا ؟ لأننا لا نحتاجها ولو حصلنا على كل ما نشتهي ستكدس الأكداس هنا وهناك وسينفذ المال دون الحصول على ما نحتاجه فعلاً و سنعاني من الإختناق بسبب الأكداس التي لا يمكن التخلص منها بسهولة وأيضاً نشعر مع وجود كل شيء تقريباً حولنا بالعوز والحسرة والندم فقط لأن الشيء الذي نحتاج له فعلاً غير موجود. 
آخر ما أود قوله إنك ذكية ومشرقة وجميلة ومثابرة ومجتهدة ومتفائلة و الأهم واثقة بالله متوكلة عليه و هذه الحياة ستفنى وتنتهي ذات يوم وكل ما يبقى لك ذلك الإحساس بالرضا للسير في طريقك الخاص أو الندم إن كنت لم تحرك ساكناً لصناعة طريقك الخاص وسلوكه. كوني خليفة الله في إرضه كوني مع الناس ولأجل الناس و ضيعي في الهواء كذرة غبار خفيفة ولا تنسي الإهتمام بنفسك وصحتك. عزيزتي أحبك.

26\12\2015
7:25 ص السبت


Share on Tumblr

تعليقات

  1. حسيتك بتكلميني مو تكلمي نفسك

    ردحذف
  2. غير معرف10/01/2017 1:59 ص

    انتي ملهمتي بدون مبالغة

    ردحذف

إرسال تعليق