التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شخص جيد للغاية



                            ***شخص جيد للغاية***









لقد تزوجت (جايجونغ) رجل أحلامي الذي لم تر عيني غيره منذ طفولتي،إنه شخص جعلني استخدم كل الأساليب لكي احصل عليه، لكني لم أصبح سعيدة كما أتوقع.
كان يعاملني كما لو إني عدوة له، وقبل الزواج ولم نخرج لشراء إي شيء سوية كبقية المقبلين على الزواج، قلت لنفسي: أنت قاتلتِ للوصول هنا لذا تحملي لست أول زوجة تعامل بهذه الطريقة، تحملي قليلاً بعد.
تفهمت إنه لا يريد الذهاب لقضاء شهر العسل برفقتي، وشعرت ببعض الأسف لأنني أنانية للدرجة التي جعلتني استغل ضغط والديه للزواج به.

في الليلة الأولى من زواجنا لم يقل حرفاً واحداً وكان يئن أثناء نومه وهذا جعل قلبي يتألم من اجله فعلى المرء ان يكون سعيداً في يوم كهذا، لكني شكرته من أعماق قلبي لأنه استخدم السرير المشترك بدلا من النوم على الأرض او الخروج من الغرفة، فلو خرج من الغرفة ستعلم عائلة عمه ومن ضمنهم ابنتهم (جوري) التي تكرهني لأني تزوجت (جايجونغ) بدلا عنها، ووالده وأخيه (جاي كيونغ)وزوجته، والممرضات الخاصات بأخيه المتأخر عقلياً (جاي سونغ)، وهذا سيكون أمراً مُحَطِماً وقاسياً لا يمكنني التعامل معه، ولن أتمكن من الحصول على ثقة واحترام العائلة أبدا.

في الليلة الثانية استيقظ (جايجونغ) من النوم فزعاً وجلاً، يلهثُ كما لو إنه كان يركض دون تنفس في جوٍ حارٍ، قدمت له كأس من الماء فدفعه ثم أمسكتُ يده وقلت له :أريد أن أساعدك لترتاح. ألا يمكنك إخباري بما يزعجك ؟
حملق في وجهي غاضباً وكأنه يقول: ألا تعلمين حقاً؟ أم إنك تتظاهرين بأنك لا تعلمين لتسمعي إجابة تعجبك ربما؟.
أجل. وبكل يأس أنا أتظاهر بأني لا أعلم، فالشيء الوحيد الذي سيجعله مرتاحاً هو أن لا أراه مجدداً وهذا يدفعني للجنون.

حاولتُ أن أعانقه فأبعدني بإشمئزاز وترك السرير ثم تناول سترته السوداء وغادر.
في تلك الليلة لم يعد للمنزل ولا الليلة التي تلتها، مضى أسبوع ولم يعد ولم يجُب على أي اتصال، وبعد بحث مضنٍ بالتعاون مع الشرطة لمدة شهر لم نستطع معرفة إن كان ما زال على قيد الحياة أم لا.. لقد تبخر في الجو كأنه لم يكن موجود قبلاً.
تقبلتُ نظرات عائلته وكلماتهم الجارحة التي وصفتني كوجه نحس على العائلة وحملتني مسؤولية اختفاء ولدهم الشاب الوسيم والناجح، فأنا أشاركهم فكرتهم تلك واعلم في قرارة نفسي إنني كنت السبب الذي دفعه للخروج في تلك الليلة والتبخر فلو لم أكن انا زوجته لكانت تلك الليلة هي ليلة سعيدة.
رغبت عائلته من أعماقهم أن يطردوني، ولكنهم لم يفعلوا، في البداية كان لأني ربما أكون حامل، أو قد يعود ( جايجونغ) في أي لحظة ويسأل عني ويوبخهم لأنهم طردوني وبعدها لم يريدوا التخلي عن خادمة مطيعة مثلي..  ومع علمي إنني لن أكون حاملا أبدا ولن يسأل عني (جايجونغ) وإن عاد فضلت البقاء كخادمة لأكفر عن ذنبي فلم أجد طريقة أفضل للتعامل مع تأنيب الضمير الذي كان ينخرني.

وهكذا مرت سنة وبضعة أشهر تحسنت خلالها علاقتي مع الجميع حتى بابنة عم (جايجونغ) (جوري) لا أكرهها بعد الآن وكرهها لي لا يزعجني وربما هي تحسنت على الصعيد الأخلاقي _لست أدري_، وأصبحت علاقتي مميزة ب(جاي سونغ) استمتع بإطعامه، والعناية به، ورؤية ابتسامته البريئة الشاكرة وكنت غالبا ما أشكو له ما يلم بي وكان يواسيني بكلمات لطيفة مثل "أحسنت، بطلة"حتى وإن كان لا يحسن فهم شيء وغالباً ما كان يبتسم ويخبرني إنه لن يخبر أسراري لأحد.. بالرغم من إنني لم أذكر له أبدا إنها أسرار ولذا أرجح إنه يحفظ هذه الجملة لأنني أكررها على مسامعه كلما كان يريد التحدث ولكنه يشعر بالخوف.
 خلال هذه السنة عملت بالتطريز والحياكة وصناعة الإكسسوارات والدمى المحشوة لكي اضمن قوتي واجمع المال الكافي... لأي شيء؟ لا أدري فقط شعرت بحاجة لجمع المال.. ومع إنها أعمال لا توفر أجراً جيداً إلا إنها أفضل أعمال بالنسبة لي يمكنني القيام بها بعد إن انهي أعمالي و بعد أن ينام جميع من في المنزل.



أخيراً وبعد مدة من التفكير امتلكت الشجاعة الكافية لأقر بأن لا مكان لي في هذا البيت بعد الآن حتى وإن عاد (جايجونغ).. _في الحقيقة إن عاد سأشعر أكثر بأني غريبة ولا مكان لي هنا_، أهلي بحاجة لي علي الذهاب لمساعدتهم، أحتاج لأبدأ حياة جديدة بسرعة قبل أن اعتاد أكثر على هذا المنزل وتصبح المغادرة أمراً عسيراً.

برفقة المحامي ذهبت للمحكمة لرفع دعوى تفريق وعندما كنا على وشك المغادرة رأيته، لقد رأيت (جايجونغ) بأم عيني، كان وجهه مليئاً بالدماء والكدمات لكني عرفته، كيف لا أتمكن من معرفته؟ أنا الشخص الذي جن به، أنا الشخص الذي ما زال ينتظر عودته ولكنه يدعي العكس.
صرفت المحامي وذهبت للقاءه، ذهبت لأعتذر، وذهبت لأطلب منه العودة فأنا سأغادر لكي يعيش بسلام في منزله وسط عائلته... لكنه كان مشغولاً بالشجار مع الجميع ولم يتعرف علي مع إنه رآني وجه لوجه، كما لو إن شخصيته تبدلت!!! فتركته وذهبت فمن الواضح إنه يكرهني ولا يريد رؤيتي حتى بعد مرور تلك المدة.
عند خروجي من المحكمة رأيت (جوري) وفي يدها زجاجتي عصير حييتها فردت التحية ويداها ترتعشان وسألتني لم أنا هنا، فوضحت لها إنني هنا لرفع دعوى تفريق فما عدت أهتم ب (جايجونغ) و علي البدء بحياة جديدة لأنه لن يعود وسألتها عن سبب تواجدها هي هنا، فقالت من اجل رؤية صديقتها التي تعمل هنا. علمت إنها تخفي شيئاً وإنها ربما هي من ساعدت (جايجونغ) على الاختباء طوال المدة المنصرمة.
أفكاري أصبحت مشوشة جداً.. ماذا كان يفعل بالمحكمة؟ ولمَ بدا بهذا الشكل؟ لمَ عاملني وكأني شخص لا يُرى؟ البشر لا يرون من لا يعرفونهم. إذن هل هو لم يتعرف علي حقاً؟  أين كان كل هذه المدة؟ لمَ من بين كل الناس كانت (جوري) من أختارها لحفظ سره وهو لا يحتمل تصنعها؟ في الأخير كان علي أن أواجه حقيقة أنه لم يكن كل ذلك مهم لي انا التي ستغادر عما قريب.

بعد أسبوع أقامت (جوري) حفل مبهرج لعيد مولدها بمساعدة مكتب مختص بإعداد الحفلات وبهذا أعفيت من العمل وكنت على وشك المغادرة حين طلبت مني (جوري) أن أبقى لكي تكتمل سعادتها بحضوري. علمت جيداً إنها أعدت شيئاً لإهانتي ومع هذا أعددت نفسي لأكون جميلة بشكل راق وغير مبتذل ولا يلفت الأنظار.

قالت للجميع إن هناك مفاجأة تريد كشفها لنا فتوقعت إنها تريد كشف خبر الدعوى ولكنها خرجت قليلاً ثم دخلت وبصحبتها (جايجونغ). دب الرعب في قلبي بدلاً من السعادة وتوترت جداً، لا أعلم كيف يجدر بي أن أواجهه، وهل علي أن أعتذر وكيف ولمَ وأين؟ وهل سيقبل إعتذاري؟
قالت (جوري) لاحقاً إنه فقد الذاكرة نتيجة لحادث، وهذا أراحني جداً فتصرفت كشبح غير مرئي حتى لم أقدم نفسي له ويبدو إن الجميع لم يرغبوا بتقدمي إليه أو نسوا إنني زوجة أبنهم ولست أبنتهم أو خادمتهم مهما كان لا يهمني رأيهم فيّ.
فاجئ (جايجونغ) الجميع بنفوره من (جاي سونغ) ولم يحطه باهتمامه المعتاد عوض عن هذا سأل عن سبب تصرفه كأحمق مما جعل (جاي سونغ) لا يكف عن البكاء وقول"أنا أكرهك." أمسكت يد (جاي سونغ) وحاولت شرح موقف (جايجونغ) وتهدئته وبفضل الله نجحت في جعله يهدأ وينام.
بعد إن علمت إن (جايجونغ) سيقضي هذه الليلة في غرفة ابن عمه الذي انتقل للعيش وحيداً شعرت باطمئنان وصعدت لغرفتي وعانقت وسادتي وكأنني أودعها وألقيت نظرة متفحصةً وَداعِيةً لكل جزء من الغرفة، ثم أخذت بالنشيج وانهالت دموعي بوفرة ودون تحكم تعلن بكل وقاحة إن المغادرة أمر صعب وإني أشتاق ل(جايجونغ).
شعرت بأن البكاء أمر غير مهذب وجريء للغاية وإن علي أن أتحكم بمشاعري كما فعلت طوال المدة المنصرمة ولذلك نزلت للمطبخ لتناول الماء البارد والعودة لرشدي.
في المطبخ رأيت جسد(جايجونغ) النحيل والطويل محنياً في الظلام، تناولت كأس ماء وقليل من العصير متجاهلة وجوده ثم هممت بالمغادرة حين سألني"من أنتِ؟"
قلت"شخص ليس بتلك الأهمية. لا تشغل بالك"
سألني مجدداً"من أنتِ؟ أشعر بأنك شخص جيد للغاية، أشعر بأني أعرفك جيداً وربما كنت أشعر بالراحة لوجودك"
ضحكت قائلة"لم تكن شخص يمكنه أن يكون على وفاق معي من قبل فلا تقلق".
وتركته ورحلت.
فصباح اليوم التالي اختفى (جايجونغ) مجدداً وأصيبت العائلة بفاجعة كبيرة وهذه المرة كانت (جوري) المتهمة ولم يصدقها أحد حين أقسمت مراراً إنها لا تعرف أي شيء عن مكان تواجده. شعرت بداخلي بسعادة محرمة فها هي تذوق من نفس الكأس الذي ذقته سابقاً.
بعد شهرين كانت الدعوى في مراحلها الأولى لذلك لم أكن قد غادرت بعد..وكان هناك حفل كبير ..هل كان حفل عيد مولد (جاي سونغ) أم حفل مرور مئة يوم على وليد (جاي كيونغ) البكر؟ لا أذكر جيداً لكنه كان حفلاً مرهقاً في إعداده لكثرة الأشخاص الموجودين ولأن (جاي سونغ) كان عصبياً يصر أن أطعمه بنفسي.
كدتُ أهلك من فرط التعب وهكذا كان كل من في المطبخ.. وكان ضجيج الناس لا يحتمل أردت أن أبكي..
طُرِقَ باب المطبخ .. لا بد إنه السائق يحضر ما طلبته منه... هكذا فكرت وأنا أفتح الباب.
رفعت رأسي تدريجياً .. كان شخص بأرجل نحيفة يرتدي بنطالا من الجينز المخرم وكان عريض المنكب برغم من كونه نحيفاً يرتدي قميص مريحا فضفاضاً بلون أخضر باهت من القطن يلائم شعره الأسود المنسدل برقة وكانت بشرته تشع بالرغم إنه كان متسخاً بعض الشيء وهناك كدمة زرقاء تحت عينه اليمنى وأخرى إلى الجانب الأيسر من شفاهه .. كيف لي ألا أعرفه ؟


في عينيه رأيت نوع من الحيرة والضياع والبراءة كما لو إني أحدق في عيني (جاي سونغ).. رغبت بمعانقته فوراً ولكني أمسكت نفسي.
ارتقى درجة من الدرجات الثالثة الموجودة أمام باب المطبخ وقال:بادا .. بادا .. أنا بادا؟
ملئت دموع الفرح عيني إنه يتذكر إسمي، هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها أسمي بصوته، يا إلهي كم كان ذلك عذباً!
ضحكت قائلة: لا إنه أسمي، أنا بادا.
قال: أنت زوجتي، أنت زوجتي.. بادا.. بادا؟
إبتسمت إبتسامة عريضة بعرض البحر كأسمي* وأنا أومئ برأسي بالإيجاب.
أمسك يدي اليمنى بكلتا يديه وقال: سأكون أفضل أعدك.. أنا آسف.. لا أذكر كثيراً عن الماضي ولكن فيما أذكره كنت شخصاً سيئاً جداً تجاهك.. أنا أسف.
مددت يدي لأمسك وجهه الصغير ثم لم أقاوم رغبتي في المسح على رأسه وقلت: نعم انا زوجتك... نعم أنا زوجتك...
ثم دخلنا في وسط الحضور وأنا امسك يده وللمرة الأولى أعَرِفّه للجميع كزوج لي.. هذا الشخص ملكي، يخصني، عاد من أجلي، نحن متيمان ببعض.
كنت شاكرة لوجوده ذلك اليوم، وسعيدة كما لو كنت طفلة أضاعت والدها في سوق كبير ثم وجدته، وجوده ذلك اليوم ممسكاً بيدي، مغرماً بي، لا ينظر لشخص سواي أعاد لي احترامي الذي سفك منذ رحل وشفا كل جروحي وغمرني بسعادة لا يسعني وصفها بالكلمات..
لاحقاً لم لأسأله عن أي شيء يخص الماضي وهو أيضاً لم يذكره ربما لأن الماضي أمر مؤلم ومخجل لن يجلب تذكره سوى البؤس والفراق والألم؟ الماضي بكل ما يحتويه كقلعة رملية على شاطئ البحر مهما صمدت سيأتي اليوم الذي ستنهار فيه كما لو إنها لم تكن يوماً وستبنى في موقعها قلاع أجمل وأكبر.


النهاية
‏25‏/08‏/2014‏ 11:33 م

      *بادا في اللغة الكورية تعني بحر


شكراً لوقتكم الثمين أصدقائي وشكراً لدعمكم المتواصل فلولاكم لم أكن لأستمر وشكراً لأننا نتواصل سوياً من خلال الكلمات.






Share on Tumblr

تعليقات

  1. جميلة جدا , لطيفة , مع أني لم أنوي قراءتها كلها لكن لم إستطع إلا إنهائها , تبقينا في حيرة تنتهي بإنتهاء القصه , أعتقد هذه تعتبر قصة قصيرة وليست رواية أليس كذلك ؟

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنة لك عزبزتي من الأعماق يسعدني مرورك الغير متوقع ...
      اجل تعتبر قصة قصيرة

      حذف
  2. الواحد غصبا عنو يكمل القصة من التشويق 🙈
    من راأيي يكون اسمة القصة "بادا" لان القصة تتمحور عليهة اكثر من جايجونغ 😊
    فااايتنغ اوووني ..استمري
    صديقتك الدمية 😘🙋

    ردحذف
    الردود
    1. شكرااااا على مرورك الجميل مثلك يا صديقتي الدمية^^

      إمممممم بادا عنوان جيد بالفعل تتمحور القصة على بادا أكثر .
      إن شاء الله سأستمر لأرى مرورك الجميل هذا دائما

      حذف
  3. غير معرف8/27/2014 12:09 ص

    القصة جميلة جدا و اعجبت بطريقه سردك لها وب صراحة كانت قصة مشوقة بس كنت احس بها غموض كبير بس حلوه كتير ^_^ بصراحة انا من اكبر المعجبات به من منذ فترة طويلة وكنت دائما اتمنى بزواج به وهذا حلمي ان اجعله يقع بحبي وبعدها اتزوجه جعلتني اشعر بهذا الشعور من خلال قصتك فشكرا لك , اتمنى لك التوفيق والنجاح في هذا المجال واعتقد ان لديك موهبة فلا تهمليها واستمري بالكتابة وشكرا........

    ردحذف
  4. غير معرف9/04/2014 1:47 ص

    قصة جميلة وبسيطة وقريبة من القلب. .احب كثيرا المواقف التي يظهر فيها البطل وسط كومة من المتاعب كما ظهر جيجونغ امام بادا اشعر انني اشارك اﻻبطال في مشاعرهم تلك .. نبضات القلب، دموع الفرح و حتى نظرات الاعين كلها استطيع اﻻحساس بها :)
    اقتراحاتي كأسم للقصة : بعد انتظار طويل، شخص جيد للغاية، أشعر بأني أعرفك ، فتى احلامي
    ستروبري ⌒_⌒

    ردحذف
  5. غير معرف9/26/2014 3:45 م

    اعتقد بسبب شخصيه (جايجونغ) من المسلسل الذي كنت اتابعه أجلت قراءة قصتك حتى لا اظلم الشخصية هنا ... التأجيل استمر شهر دون ان ادرك الوقت.
    اعتقد انه سبب سخيف...

    لكن لماذا شخصية "بادا" تبدو مثالية جداً، هل يوجد شخص بالواقع بهذه المثالية ؟

    ايضاً تعلمي ب انكِ رائعة, اليس كذلك ؟

    تعمدت ان اكون "غير معرف" , حتى تحزري مَن (:

    ردحذف
  6. كاتبهه عظييمه 👍👍

    ردحذف
  7. كاتبهه عظييمه 👍👍

    ردحذف

إرسال تعليق