التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لقد مُلأَ حباً



لقد مُلأَ حباً


(1)
قد مضى أسبوعان بالفعل منذ أن أطلقت الفيديو الموسيقي الخاص بأغنيتها المنفردة((دقيقة واحدة ثانية واحدة)).
جي يون في الحقيقة كانت تشعر بالخوف قليلاً من الأداء وحدها على المسرح دون باقي عضوات تيارا و خائفة أيضاً من ردة فعل الناس لأغنيتها .
كانت دوماً تتمتم لنفسها : أنت ستسقطين بارك جي يون !! . أنتِ لا يجب عليك أن تطلقي أغنية منفردة من الأساس ! .
الإحباط كل ما كان يخيم عليها أثناء تحضيرها لانطلاقها كمغنية منفردة ، لكن عضوات تيارا لطالما شجعنها على الاستمرار بكلمات بسيطة : مرحى جي يون ! . الجميع سيحب أغنيتك . فتاتنا الصغيرة ستطلق أغنية منفردة، نحن حقاً نحسدها ! . ان وجود الدعم والتشجيع جعلها تبذل جهدا اكبر وتؤمن بأن بإمكانها ان تحقق شيئا رائعا .. وقد همست لنفسها " تستطيعين فعلها بارك جي يون"

                                 (2)
اليوم ، جي يون قد قررت الهرب من العمل المتعب و الجداول المزدحمة , ليس لفترة طويلة فهي لا تريد المزيد من الفضائح والشائعات، و لكن لمنتصف الليل سيكون الأمر جيداً ! .
كانت تقف بجانب مدير أعمالها الذي كان يمسك بيده ورقة ما و هو يقول بجدية : جي يون ، ستصورين برنامج { قلب شجاع } في الساعة التاسعة ، و عرض { ميوزك كور } في الوقت الذي يليه ثم ساعتين لن تفعلي فيهما شيئاً ، يمكنك النوم إذا أردتِ .
فكرت جي يون بحماس بينما مازالت التعابير الجادة تعتلي محياها : فرصة جيدة للهرب ! .
ثم قالت لتتأكد من جدولها : حسناً ، بعد ذلك ماذا يوجد ؟ .
مدير الأعمال أجاب بينما يحك رأسه بحيرة : في الحقيقة ، لقد تم الاتصال بكِ من قبل منتجين برنامج { ويكلي أيدول } لكنني سأرى إذا كنت تملكين وقتاً فارغاً فسأضمه ضمن جدول أعمالك و كذلك هناك تصوير لمجلة وإعلان حليب.
جي يون فكرت بخبث هذه المرة : عزيزتي بارك جي يون ، جدولك قد وُضِع لتهربي منه ! .
ذهبت جي يون لتستعد للذهاب للتصوير البرنامج ، انتهت بسرعة  و صورته ، ثم انطلقت من هناك لتصوير العرض، حاولت بكل جهدها أن تصور عرضها دون أخطاء حتى لا تعيده و فعلاً انهت التصوير بسرعة.
عادت لمبنى وكالتها، و هناك بدأ مدير أعمالها بالتحدث معها مرة أخرى لكنها استأذنته بالذهاب للحمام. خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها ثم ابتسمت بخبث وحماس و قالت بهمس منخفض : أطلقي العنان لنفسك ، بارك جي يون.
اتجهت نحو غرفة الملابس و مستحضرات التجميل الخاصة بها ، أخذت نظارة سوداء منها و قبعة طويلة من الأمام لتغطي نصف وجهها و انطلقت .
في مكان آخر ، أعضاء فرقة { سبيد } كانوا في المسكن عندما رن هاتف المنزل  مما جعلهم يصمتون و يحدقون في الهاتف ثم تبادلوا النظرات منتظرين أحدهم ليجيب عليه ، فتحه { يو هوان }  قائلاً بنبرة مستقرة : مرحباً ، أنا { يو هوان} من { سبيد } .
أجابه المتصل بنبرة غاضبة  مرتفعة : أعرف ذلك ! .
أبعد يو هوان الهاتف عن أذنه بسرعة و تعبير انزعاج يكتسي وجهه ثم أعاده مرة أخرى،  و أجاب و نبرته المستقرة لم تفارقه : من أنت ؟ .
أجاب المتصل بغضب متزايد : أنا رئيسك ، أيها الأحمق ! .
اتسعت عيناه لكنه أجاب بنبرة باردة: أسف، أيها الرئيس.
همس الرئيس بصوت مسموع: لا تبدو متأسفاً على الإطلاق ! . { ثم رفع صوته } على كلٍ أرسل لي القائد، أود التحدث معه .
استجاب { يو هوان } قائلاً بالصوت ذاته : حسناً ، أنا قادم ..
الرئيس: حسنا...مهما يكن ..
اتجه نحو الشركة مباشرةً واضطر لسماع الرئيس يصرخ لنصف ساعة ثم خرج وهو يتمتم "أشفق على قائدنا" ، رفع رأسه فلاحظ شخصاً غربياً متنكراً يسير للخروج من مبنى الوكالة فأتجه نحو ذاك الشخص بخطوات حذرة، أمسك معصمه فشعر به يهتز من الصدمة، سألها بنبرة مستفهمة : آنسة جي يون ؟ .
تحرك رأس جي يون ببطء باتجاه { يو هوان } و سألت بارتباك وهي تبتسم : هل هذا واضح ؟ .

أومئ برأسه مجيباً على سؤالها ، فشتمت الحظ بكلمات غير واضحة خرجت بين أنفاسها ، و هو ترك معصمها حراً ثم أدخل كلتا يديه في جيوبه و سألها بتفحص مستنتجاً مرادها بينما يضيق عينيه و ينظر لها بخبث: تودين الهرب ؟ .
نظرت له بصدمة، انحنى ليصل لمستوى نظرها و أبعد قبعتها عن عينيها ثم نظر فيها مباشرةً و قال باستهزاء في حين يبتسم ابتسامة جانبية : أنت حقاً ميئوس منكِ ! .
عقدت حاجبيها باستغراب و قالت: ماذا يعني هذا ؟ .
استدار و قال بجدية بينما تنظر هي لظهره : تعالِ معي .
لحقت به و بدأت بالسير بجانبه ثم سألها بعد فترة من الصمت عندما وصلا لغرفة الملابس الخاصة بفرقة { سبيد } : ما الذي كنت تخططين لفعله أثناء هربك ؟ .
نظرت ليديه التي كانت تفتح الباب الخاص بالغرفة : الرقص ، رقص الهيب هوب تحديداً بما أنني أحبه .
دخل الغرفة قبلها ثم نظر لها باشمئزاز طفيف: أنت؟! بهذه الملابس الضيقة ؟.
أجابت جي يون بينما تدحرج عينيها بعيداً عنه بإحراج : لم أكن أملك الملابس المناسبة ، وكذلك لا يوجد وقت كافي لأذهب لتغيير ملابسي.
اتجه نحو خزانة الملابس و فتحها ثم قائلاً بتساؤل بينما يخرج ملابس فضفاضة و مريحة مناسبة لرقص الهيب هوب : أخبرتك سابقاً بكونكِ مثيرة للشفقة  ؟ .
أجابت جي يون بالنفي : لا ، لقد قلت إنني ميئوس مني .. ثم إنني أرشد منك في مجال الترفيه  لا يجدر بك مخاطبتي هكذا.
ضحك ضحكة مقتضبة في حين يمد لها الملابس التي أخرجها قائلاً: أنه يملك ذات المعنى ! .. لا اهتم إن كنتِ ارشد.
أومأت جي يون برأسها فقط مهددة إياه ، أخذت الملابس منه قائلة: هل هي نظيفة؟
يو هوان: ألبسيها وستعرفين.
 اتجهت نحو الحمام داخل الغرفة لتغير ملابسها بينما فعل هو الشيء ذاته في الغرفة.
خرجت و وجدته بملابس مختلفة و يداه خلف رأسه، نظرت له بتعجب و سألته: ستأتي معي ؟ .
أنزل يداه فضُربت بقدمه فصدر صوت خفيف ثم أجاب بنبرة باردة: ليس من الجيد أن تهرب فتاة جميلة وحدها في الليل ! .
ابتسمت جي يون بسعادة وإحراج. ارتديا قبعتيهما و وضعا فوقها القبعة المتصلة بملابسهما ، فضمنا ان لا أحد سيتعرف عليهما ثم خرجا .
(3)
أعضاء انفنيت قد غادروا للتو بعد انتهاء تصوير عرضهم للأسبوع المقبل ، ركبوا في السيارة مرهقين و متهالكين.
 تكلم ووهيون الذي كان يجلس في الصف الأخير بجانب النافذة بينما ينظر في الفراغ خارجاً : لنذهب لمطعمٍ ما  , أنا سأدفع  ! .
علّق سونغ يول الذي كان يجلس بجانبه بتعب : أحقا؟ لم أرك تفتح محفظتك مسبقاً! .
رماه ووهيون بنظرة غضب: يا ! لي سونغ يول !
 دحرج سونغ يول عينيه بملل بعيداً عن ووهيون في حين علق ميونغ سو بتذمر وإحباط: ألا يمكنكما التوقف عن الشجار ؟  رأسي حقاً يؤلمني .
سأل سونغ كيو : إذن ، هل أنتم موافقون أم لا ؟ .
أجابوا بعشوائية: موافقون ! .
سأل سونغ كيو مرة أخرى : ووهيون ، هل ستدفع حقاً ؟ .
ووهيون أجاب : نعم هيونغ ! .
(4)
وصلوا لمطعم قريب ، نزلوا من السيارة و تجمع حولهم عدد هائل من المعجبين ، أعطى الأعضاء تواقيعهم لهم و لكن فجأة ووهيون ....
(5)



 


جي يون خرجت متنكرة مع { يو هوان } ، اخذ { يو هوان } هاتفه أما جي يون فقد تركت هاتفها في مبنى وكالتها، هي لا تريد أن يُتصَل بها من قبل مدير أعمالها و هي في فترة هربها.
انطلقا نحو أقرب ساحة يتجمع فيها راقصي الهيب هوب الهواة، و بدءا يرقصان برفقتهم دون كلمة واحدة .
بعد حوالي نصف ساعة من الرقص المتواصل، رميا بجسديهما المرهقين على الأرض  بينما تستقيم يديهما بتوازٍ مع مستوى كتفيهما مما جعل قبعتيهما تسقطان عن رأسيهما  ، صرخت حينها جي يون بسعادة مرتاحة : وااااااه !! هذا رائع حقاً ! .
ثم بدأت بالضحك بسعادة غامرة و بصوت مرتفع نسبياً. استدار رأس { يو هوان } و نظر لها بارتياح كبير قائلاً بابتسامة : هل كان هذا كافياً ؟ أم تريدين أن نستمر بالرقص ؟.
نظرت له جي يون عاقدةً حاجبيها بخفة و هي تقول : لا ، أنا متعبة الآن... حقاً .
ابعد { يو هوان } ناظريه عنها و ركزهما على النجوم في السماء قائلاً بنبرة دافئة : أنت تشبهينها !  كثيراً !.
عقدت جي يون حاجبيها أكثر و قالت باستغراب مستفهم : أشبه ماذا ؟ .
نظر لها { يو هوان } بدفء و قال : لا شيء ! لا تهتمي إطلاقاً ! .
حمل جسده المنهك على الوقوف و قال بصوت مرتفع و بنبرته الباردة بينما يسير مبتعداً عنها و هي تحملق باستغراب بظهره الذي كان يواجهها: ألستِ جائعة ؟ هيا ! دعينا نأكل شيئاً .
وقفت جي يون و ووضعت القبعة على رأسها و تأكدت أن لا أحد سيستطيع التعرف عليها ثم اتجها نحو أقرب مطعم ، وصلا لمكان المطعم  هناك العديد و العديد من الناس مجتمعون حول شيءٍ ما . اقترح { يو هوان } أن يدخل لشراء الطعام بينما تبقى هي بالخارج فوافقت على الفور، وقفت جي يون على أطراف أصابعها لرؤية السبب الذي يجعل الناس مجتمعين هكذا و عندها...... رأت أعضاء انفنيت ! .
فكرت جي يون: بارك جي يون عزيزتي ، سأقولها لك لمرة واحدة { أبواب القدر مفتوحة لكِ ، فأطلقي العنان لنفسك } .
سارت بين الزحام و هي تدفع بهذا و تصطدم بذاك حتى وصلت نحو ووهيون و قالت بحماس : أوبا ! أرجوك هل تستطيع التوقيع لي ؟ .
نظر لها ووهيون باستغراب لكنه أومأ برأسه موافقاً على طلبها ، مرت ثوانٍ من الصمت التي كسرها ووهيون بسؤاله : لكن أين سأوقع لك ؟ . 
فكرت جي يون بتورط : بارك جي يون عزيزتي ، سأقولها لك لمرة واحدة { أبواب القدر غير مفتوحة لك ، فتوقفي عن إطلاق العنان لنفسك حباً للرب ! } .
فجأةً مدت يدها بعد أن سحبت الأكمام الطويلة لملابس الهيب هوب و ظهرت بشرتها البيضاء و قالت بصوت متسرع : هنا ! وقع لي هنا ! .
تحركت شفتاه لينطق ببعض الحروف: لكن....
أجابت بنفس النبرة المتسرعة : لا عليك ، فقط وقع .
بينما يقلب ناظريه باستغراب مدَّ يده لتلامس بشرتها ثم أمسك بيدها و جرَّ جسدها الصغير نحوه بلطف و أصبحت قريبة جداً منه،  فشعرت برعشة كهربائية تسري في جسدها كله و بدأ تنفسها يزداد سرعة،  ثم ترك يدها ووقع لها على القبعة التي كانت ترتديها.
بعد ان انتهى أزاح قبعتها عن عينيها ولكن يده لم تُبعد عن قبعتها ، فرفعت هي وجهها بصدمة و نظرت له و عينيها على وشك التمزق من شدة الاتساع ، فنظر في داخل عينيها : جي يون الأرشد (سنبانيم) ؟ .
فتح عينيه بتعجب، أما هي فقد سحبت قبعتها ببطء من بين يديه و أومأت بخفة مجيبةً على سؤاله، ثم وضعت أصبعها السبابة أمام شفتيها بينما طوت باقي أصابعها إلى الداخل قائلة بهدوء و صوت منخفض : لا تخبر أحداً أرجوك ! .
أومأ ووهيون و هو يبتسم بلطف أما هي فقد حركت قدميها لتسير مبتعدةً عنه .
{ يو هوان } كان يبحث عنها و بيديه الاثنين ممسكاً وجبات الطعام التي اشتراها للتو ، هو قد وجد جي يون أخيراً عندما خرجت من بين جموع الناس و هي تمسك بالقبعة التي وقع عليها ووهيون ، هي حتى لم تجد الوقت لتنزل الأكمام مما جعله مستغربا كونها مرفوعة ، و من طريقة سيرها استطاع معرفة كونها مصدومة ، ناداها بصوته البارد لكن بنبرة مرتفعة : فتاة الدقيقة الواحدة ! .
رفعت رأسها و حدقت بمصدر الصوت لبضع ثوانٍ لكنها طأطأت رأسها  بعد قليل، الأمر الذي جعل { يو هوان } يقترب منها بقلق كبير و بشكل تلقائي عيناه قد استقرت على قبعتها و تحديداً على التوقيع ، سألها بصوت مبحوحٍ : ما هذا ؟ .
كانت ما تزال تفكر بما حدث و بما إذا كان ووهيون حقاً سيصمت و لن يخبر أحداً كما طلبت ، عندما سمعت صوته دفعت أكمامها لتنزلق على بشرتها الناعمة و قالت بصوت منخفض ممزوج ببعض الارتباك : إنه لا شيء ! صدقني ! .
نظر { يو هوان } لها مطولاً ثم قال بنبرة دافئة : أنا لم أقل أنني لن أصدقك بارك جي يون ! .
مد لها وجبتها و عيدان الطعام و ذهبا إلى ساحة فارغة حيث المقعدين الخاصين بالأرجوحة كانا فارغين ، جلسا فوقهما و بدأ بتناول طعامهما  و الصمت القاتل هو ما يخيم على محيطهما ، انتهيا من تناول الطعام لكن علب الطعام بقيت بيديهما ، كسر هذا الصمت { يو هوان } قائلاً بنبرة مستقرة ممزوجة ببعض التساؤل و هو يحدق في الفراغ بجدية: يبدو أنك كنت تشاهدين ما يحصل ؟ .
رفعت ناظريها إليه لوهلة ثم طأطأت رأسها مرة أخرى و قالت بصوت منخفض نسبياً : نعم .
حرك عينيه لتستقر عليها ثم سأل: و ماذا كان يحصل هناك ؟ .
في قرارة نفسه هو كان يعلم ما حصل هناك و ما حصل مع جي يون  لكن هو أراد سماع كل شيء منها ، أراد سماع كل شيء بصوتها .
أجابته على سؤاله و هي ما تزال بنفس وضعيتها: يبدو أنهم كانوا مجموعة من المشاهير.
سأل هذه المرة بنبرة أقل جدية: من ؟ ألم تتعرفي عليهم ؟ .
أجابت جي يون بنبرة لم يستطع { يو هوان } تحديديها بعد أن تحركت لترمي علبة طعامها في سلة المهملات و عينيه تلاحقانها : كيف لي أن أعرف ؟ أنا لم أستطع الرؤية جيداً .
استدارت و حدقت به ثم تنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت : حسناً ... إنهم انفنيت .
عادت لمكانها ، و بعد دقائق من الصمت التي تم كسرها بوساطة { يو هوان } حين قال بنبرة باردة : من الجيد أنك لم تكذبي ، أنت حقاً غير جيدة في الكذب ! .
وقفت تاركة أرجوحتها و حاولت تغيير الموضوع قائلة بينما تنظر لساعتها المعلقة على يدها التي أوشك أن يوقع عليها ووهيون  : هيا ! لنعد ، لقد تأخر الوقت ، إنها الثانية عشر و خمس و أربعون دقيقة بالفعل ! .
تقوست شفتاه الورديتان بابتسامة ساخرة ثم قال و عينيه لم تُبعد عنها لثانيةٍ: نعم، لنعد، لقد تأخر الوقت.
أوصلها إلى المنزل و كان للصمت السيادة عليهما ، شكرته و همت بالدخول لولا سماعها صوته منادياً بهدوء: بارك جي يون ! .
استدارت جي يون و نظرت له بتساؤل قائلة : نعم ؟ .
أخفض رأسه و قال بنبرة هادئة أكثر: متى ستهربين مرة أخرى ؟ .
ابتسمت جي يون برقة و هي تركز ناظريها عليه ثم قالت : لا أعتقد إن ذلك سيحدث قريبا ، مرة واحدة كل فترة ستفي بالغرض .
رفع رأسه و حدق بها بنظرة دافئة ثم استدار و قال بهمس قبل أن يرحل: أنت تشبهين النجوم كثيراً ! .
سألت جي يون : ماذا قلت ؟ .
سحب قبعته أكثر فغطت نصف ملامحه ثم قال بصوت مرتفع و مبحوح: لتكن أحلامك سعيدة ! .
ضحكت جي يون ضحكة رقيقة خافتة ثم قالت بصوت هادئ : لا تقلق ! ستكون سعيدة .. مؤكد.
سار بخطواته مبتعداً عنها و هي بقيت في مكانها تنظر له و هو يستمر بالابتعاد، استدارت أخيراً عندما اختفى كلياً عن أنظارها و دخلت لمنزلها.
(6)
انفنيت ، جي يون ، ايو ، بي وان أي فور ، كانوا جميعاً متواجدين في المطار مع عدد كبير من الفنانين الآخرين ، كانوا ينتظرون الطائرة لتقلهم إلى البرازيل حيث ستقام حفلة موسيقية كورية .
 جي يون كانت تجلس وحيدة على أحد المقاعد في صالة الانتظار في المطار ،  تمسك بين يديها رسائل المعجبين و تقرأها وترى هداياهم التي حصلت عليها تواً ، كانت تبتسم بين حينٍ و أخر أو حتى تضحك برقة و هدوء أثناء قرأتها للرسائل . في صف المقاعد المقابل لصف المقاعد الذي جلست عليه ، كان دونغ وو جالساً هناك وحده أيضاً فالأعضاء كانوا ينتشرون بشكل عشوائي في صالة الانتظار،كان يفعل كما تفعل جي يون ، يقرأ رسائل المعجبين و يضحك بصوتٍ مسموع ، لكنه فجأة تحرك من مكانه مع الرسائل بيده و سار متجهاً نحو جي يون ثم جلس على المقعد بجانب جي يون فرفعت جي يون ناظريها لترى دونغ وو يجلس بجانبها محيياً إياها بمرح : مرحباً أيتها الارشد (سنبانيم)  ! .
كانت متعجبة جداً من تصرفاته لكنها أومأت مع عيون متسعة و هو استمر بالحديث قائلاً : صحيح أنك سنبانيم لكنني أكبر منك ، لذا لنتكلم بدون تكلفة ، جي يون ! .
عيناها تكاد تتمزق من الاتساع و لكنها حاولت العودة لتعبيرها الطبيعي و قد نجحت لبضع دقائق، ثم قالت و هي تنظر له: لكن نحن ....
قاطعها مع ابتسامة خرقاء تعتلي وجهه و هو ينظر للفراغ أمامهما: لنكن أصدقاء فقط ! .
نظر لها ما إن أنهى جملته ، و هي حدقت به بصمت لنصف دقيقة ثم اعتدلت في جلستها و قالت : سيد دونغ وو ، قد لا تعلم و لكن إن رآك الصح...
قاطعها مرة أخرى و هو ما يزال يبتسم نفس الابتسامة : لما تعقدين الأمور، جي يون ؟ لنكن أصدقاء ! .
تنهدت جي يون تنهيدة طويلة ثم قالت بإحباط : لكنه من أجلك ! .
عقد حاجبيه باستغراب و نظر لها و ابتسامته ما تزال على شفتيه ثم أشار لنفسه بسبابته اليسرى و قال بتساؤل: من أجلي ؟ .
أومأت جي يون ثم تابعت بإحباط : إن رآك الصحفيون هنا معي سيستمرون بنشر الإشاعات، و أنت تعلم بكوني شخصية مكروهة وانت حينها ستصبح  شخصية مكروهة و أنا لا أريد ذلك إطلاقاً .
ضحك دونغ وو بقوة مما جعل الرسائل التي بيده تسقط ، ثم قال و علامات الضحك واضحة عليه : إذن فأنت قلقة علي ؟ .
قالت جي يون بنفس النبرة : عليك و على نفسي أيضاً ، أنا سأصبح شخصية مكروهةً أكثر إن نُشرت الشائعات ! .
انحنى ليجمع رسائل المعجبين التي وقعت منه ثم اعتدل في جلسته و بدأ بتعديل الرسائل و هو يقول : لكنك في الحقيقة لست شخصاً يستحق الكره .
ثم رفع ناظريه اللذان كانا مركزَين على الرسائل بين يديه إليها و تابع: على الأقل بالنسبة إلي ! .
اتسعت عينا جي يون لثوانٍ ثم ابتسمت بسعادة خجلة و قالت بلطف و عيناها تنظران للرسائل: حسناً ، معك حق .... ربما ... شكرا.
ابتسم {دونغ وو} و قال : بما إن الحق معي، وبما إنك بالفعل قلقة علي إذن نحن أصدقاء؟.
أومأت جي يون بلطف ثم قالت بحماس : موافقة .. نحن أصدقاء.
دونغ وو أضاف بينما ينظر للرسائل بين يديها : مما أراه ،  أنت كنت تقرئين رسائل المعجبين ! .
أجابت جي يون بابتسامة رقيقة : بما أنني وحدي اليوم لذا أقرأها ، الجلوس دون فعل شيء ممل حقاً !. ثم إنها تمدني بالطاقة وتمنحني التشجيع.
ضحك دونغ وو بخفة ثم قال بحماس و هو ينظر لها  : محقة ، أنا لا أستطيع الجلوس في مكاني ما لم أحرك جزءاً مني.
علقت جي يون على جملته الأخيرة قائلة بابتسامة لطيفة :هذا يبدو جلياً ... أنا أستطيع ان أبقى ساكنة لكنني سأشعر بالملل القاتل سريعاً.
استمرا بالحديث لفترة طويلة حتى تم مناداة جي يون من قبل مدير أعمالها ، فتحركت من مكانها مودعة له بينما عاد هو إلى مكانه حيث وجد سونغ كيو جالساً على أحد المقاعد بالقرب منه حيث قال بخبث ما إن رأى دونغ وو: يبدو أن شخصاً ما كان يلهو في الأرجاء مع فتاة ! .
نظر دونغ وو الذي جلس تواً على معقده و قال بإحباط : أخي (هيونغ) ! أنت تجعلني أشعر بأنها المرة الأولى التي أتحدث بها مع فتاة، ثم إن تحدثت معها ففي النهاية النظر لوجهها فقط مسلٍ أكثر من دعاباتك ! .
رفع سونغ كيو عينيه المركزتان على هاتفه و ألقى نظرة غضب مشتعل ل(دونغ وو) ثم عاد للتركيز في هاتفه .
(7)
جميع الفانين قد بدؤوا بالركوب في الطائرة بالفعل و هم ينظرون للبطاقات في يديهم ليعلموا أماكن جلوسهم ، جي يون كانت تمسك حقيبة الظهرالصغيرة بيد و بالأخرى تمسك بطاقتها. وجدت أخيراً مكانها فهتفت بصوت منخفض: هذا هو ! .
في مكان آخر عضو انفنيت ميونغ سو كان يبحث أيضاً عن مقعده ، هو استطاع إيجاده بعد عناء من السير في الطائرة الطويلة فأشار عليه بسبابته و هتف بنبرة منخفضة : هذا هو معقدي ! .
في نفس اللحظة ، سمِع صوتاً أنثوياً يقول : هذا هو ! .
هو قد أدرك أن صاحبة الصوت تقصد معقده ، رفع رأسه ببطء ليعلم من يود أخذ معقده ، نظر نحوه و اتسعت عيناه مشكلةً تعبيراً متفاجئ جداً بينما تمتم بصوت منخفض : جي يون الأرشد (سنبانيم) ! .
هي كانت تنظر بدون تعبير نحو ميونغ سو المذهول ،وهما يقفان في المسافة الفارغة التي تفصل بين المقاعد سمِعا صوت مضيفة الطيران قائلة بأدب :  أيمكنكما التحرك رجاءً ؟ .
هما نظرا إليها في ذات الوقت و هتفا معاً: آنسة ! .
نظرت لهما مضيفة الطيران بتعجبٍ بينما هما نظرا لبعضهما نظرات فارغة و حانت لحظات صامتة طويلة بين الثلاثي حتى تحدثت مضيفة الطيران بتساؤل : أهناك شيء خاطئ ؟ .
قبل أن ينطق أحدهما بأي حرف جاءت سيدة ما و جلست على أحد المعقدين ، تحرك ميونغ سو نحوها و قال : سيدتي ، أعتذر لكن هل أنت متأكدة بكون هذا المقعد هو المقعد الخاص بك ؟ .
أومأت بالموافقة باستغراب من الوضع الحالي بينما كررت مضيفة الطيران سؤالها : هل هناك شيء خاطئ ؟ .
تحدثت جي يون أخيراً قائلة : في الحقيقة أنا و هذا السيد الذي يقف هناك نملك نفس الرقم الخاص بالمعقد لذا  أعتقد أن هناك شيء خاطئ .
أضاف ميونغ سو : و هذه السيدة الآن قد جلست هنا ، لذا أرجو حقاً أن تري من المخطئ في هذا الأمر .
أومأت مضيفة الطيران بتفهم ثم مدت يدها نحوهما و قالت : أرجو المعذرة لكن أعيراني بطاقاتكما لثوانٍ رجاءً .
مدا يدهما و أعطياها البطاقات في حين كانت الطائرة توشك على الإقلاع من مطار سول متجهة نحو مطار البرازيل ، اتجهت نحو مضيفة الطيران نحو تلك السيدة ثم قالت باحترام : هل لك ان تعيرينني بطاقاتك لثوانٍ فقط ؟ .
فعلت السيدة ما سُئِلت بينما تعقد حاجبيها باستغراب، أعطتها للمضيفة التي قالت بعد أن وقفت باعتدال:آسفة، سأذهب للتحقق من الأمر.
ابتعدا عن طريقها ثم انحنيا لها شاكرين لها، عندما ذهبت سادت دقائق طويلة من الصمت المحرج، كل منهما ينظر باتجاه بعيداً عن عيني الأخر. فجأة تم كسر الصمت بوساطة جي يون حين تكلمت قائلة بنبرة مذنبة و هي تنظر لعينيه : أنا أعتذر حقاً ! لم أكن أقصد جعلك واقفاً لفترة طويلة.
نظر ميونغ سو لها أخيراً و انحنى بسرعة ثم قال بإحراج : لا  أيتها الارشد (سنبانيم) ، لا داعٍ للاعتذار ، في النهاية إنه ليس خطأ أحدنا إطلاقاً .
بعد مرور حوالي خمس دقائق، جاءت أخيراً مضيفة الطيران و قالت للسيدة التي كانت تجلس بصمت على مقعدها: سيدتي، مقعدك هو المقعد الأخير في الصف الثاني.
استدارت السيدة لتنظر لمقعدها ثم سألت مرة أخرى : المقعد الفارغ قرب النافذة ؟ .
أجابت المضيفة بابتسامة : نعم سيدتي .
وقفت السيدة على قدميها ثم اتجهت نحو مقعدها في حين انحنت المضيفة قائلة : نشكر تعاونك معنا .
استدارت لتنظر لهما ثم قالت بابتسامة : سيد ميونغ سو ، تستطيع الجلوس على هذا المقعد بجانب النافذة و أما أنت آنسة جي يون فتستطيعين الجلوس إلى جانبه في المعقد الفارغ المتبقي.
 انحنيا لها و شكرها و هي فعلت المثل. تقدم ميونغ سو للجلوس على مقعده لكنه توقف و استدار لينظر لجي يون التي كانت في حالة من الذهول، حملق بها مطولاً بتعبير مبهم و هي كانت تنظر للفراغ أمامها بنظرات لم يفهمها، لم يعر الأمر اهتماما كبيراً فعاد لمقعده و جلس عليه، حدق بها منتظراً إياها لتجلس لكنها استمرت في حالة شرودها، حتى قال ميونغ سو و هو يربت بلطف فوق مقعدها الفارغ مع ابتسامة ساحرة:  أيتها الارشد (سنبانيم)، لما لا تجلسين ؟ .
رفعت ناظريها له أخيراً و أومأت ثم تقدمت نحو مقعدها ، أبعد يده عنه لتجلس ثم أرخى ساعده على يد المقعد و نظر للسماء ، لقد كانت صافية و مريحة و هادئة جداً .
جي يون كانت مشغولة بالتفكير عن ما هو هذا القدر العجيب الذي يجمعها بأعضاء انفنيت واحداً تلو الأخر ، أول اثنين كانا رائعين حقاً و الثالث يبدو جيداً أيضاً ، إنها حقاً فضولية بشأن العضو القادم وبشأن نوع الموقف المحرج الذي لا تُحسد عليه سيجمعها به . استمرت بالتفكير لفترة طويلة و مع تعبها الشديد استسلمت جفونها الثقيلة و نامت.
ميونغ سو ظل يحدق بصمت من خلال النافذة بالسماء ، ظل يحدق لوقت طويل ، العديد من الذكريات قد تجمعت في رأسه و بدا حقاً متعمقاً في تفكيره ، و لحسن حظه لم يقطع عليه أحد تفكيره و ذكرياته حتى شعر بشيء يصطدم بكتفه ، استدار بسرعة ليرى السبب و اتسع بؤبؤ عينيه لرؤية جي يون تنام براحة على كتفه، ابتسم برقة و استدار لتحصل جي يون على نوم مريح أكثر بينما أمسك رأسها الصغير بين يديه و قربها أكثر له ، بدا تعبير جي يون مرتاح جداً مما
جعله يبتسم ، حدق بها طويلاً ودرس ملامحها جيداً ، وجه صغير يعلوه جبهة عريضة نسبياً مع عيون كبيرة حادة الأطراف و أنف حاد أيضاُ و شفاه وردية ناعمة , دون أن يشعر يداه وجدت طريقها نحو كتفيها التي تتركز عيناه عليها بينما يعض على شفاهه السفلى بقوة و رأسه بدأ ينحني للأسفل ليقترب أكثر منها ثم ضحك بسخرية من نفسه ، أبعده بسرعة و أبعد عينيه عنها و يديه و ترك شفتيه حرة ، نفسه بدأ يزداد سرعة و الفراشات في معدته تزداد بينما يحدث نفسه بتأنيب : أنت ! كيم ميونغ سو ! ما الذي كنت ستفعله للتو ؟ أنت تستحق الذهاب الجحيم ، صدقني ! اضبط  نفسك كيم ميونغ سو ! ليس و كأنها المرة الأولى التي ترى فيها فتاة جميلة ! . استيقظ من النوم وهو فزع وقال في نفسه من الجيد إنه كان حلماً فقط.
حاول بعد ذلك العودة للتأمل ثم النوم لكنه أخفق، هو استمر بتأنيب نفسه على تصرفاته الهوجاء إضافة لقلقه الشديد من أن يحس أحد الأصدقاء باضطراب تصرفاته.
الشيء الذي أشعره حقاً بالإحباط هو إنه أخفق في النوم طوال ما تبقى من الرحلة، هو على يقين تام إنه يستمر بالإخفاق لذا أخيرا استسلم.
أخرج هاتفه و بدأ باللعب به حتى شعر بأن جي يون تتحرك، أدار رأسه نحو جي يون ليرى أنها قد استيقظت، حدق بها بطبيعية لكن عينيه استمرت بالاتساع تدريجياً عندما تذكر حلمه قبل قليل بينما هي استدارت و حملقت به بطفولية ثم ابتسمت بلطف مما جعله يبعد عينيه عنها بتوتر، هي قد لاحظت تصرفه فمطت شفتيها باستغراب ثم سألته بحذر : هل أنت بخير ، سيد ميونغ سو ؟.
أجاب بينما يركز عينيه على هاتفه بين يديه بجدية: لا، أنا لست بخير.
جاءت وجبة الطعام ، لقد كانت وجبة صغيرة. هما أخذا وجبتهما و بدئا بتناولها بصمت ، استمرا بالصمت المحرج حتى وصلت الطائرة إلى البرازيل .
(8)
بعد ستة وعشرين ساعة من الطيران والنزول في المطارات المختلفة..الطائرة أخيراً قد وصلت ل{ساو باولو} في مطار { جوارولوس} نزل جميع المشاهير مع طاقم العمل الخاص بكل واحد منهم ، الكثير من المعجبين فتياناً و فتيات يتجمعون هنا و هناك و المطار صاخب بصراخهم ، الفنانون يلوحون بأيديهم لمعجبيهم أو حتى يوقعون لهم على عجلة ، المعجبين يستمرون بنطق بعض الكلمات البسيطة بالكورية و يستقبلها المشاهير بابتسامات لطيفة عذبة .
جي يون و ايو كانتا تقفان وحدهما ، تتهامسان ببعض الأشياء ثم تضحكان بطفولية ، أما أعضاء انفنيت كانوا يستمرون بإزعاج ميونغ سو لجلوسه بجانب جي يون ، الفنانون و طاقم العمل الخاص كانوا يتجهون نحو سياراتهم واحداً تلو الأخر لتقلهم للفندق الذي سيقيمون فيه ، أعضاء انفنيت قد ركبوا سيارتهم و اتجهوا نحو الفندق و جي يون كانت ركبت سيارتها أيضاً .
وصلوا أخيراً للفندق ، سونغ كيو تحدث و قال لجميع أعضاء انفنيت الذين كانوا يشكلون حلقة في منتصف قاعة الانتظار في الفندق : اسمعوا ! كما في كل مرة نحن سنلعب حجر ورقة مقص لنتقاسم الغرف.
بدؤوا اللعب و انتهى الأمر بكون ميونغ سو و سونغ يول معاً و هويا و ووهيون معاً و سونغ كيو و دونغ وو معاً و سونغ جونغ وحده .
جلسوا على الأرائك في قاعة الانتظار و هويا بدأ يتذمر كثيراً لكونه مع ووهيون بحجة أنه لا يشعر بالراحة معه لكن الجميع كان يتجاهله .
واحداً تلو الأخر قد بدؤوا بالذهاب لغرفهم و بقي في النهاية ميونغ سو و سونغ يول حيث سأل ميونغ سو الذي كان مستعداً للذهاب لغرفته و ممسكاً بحقيبة الظهر الصغيرة بيده بينما ينظر لسونغ يول : أخي (هيونغ), ألن تأتي ؟ .
حرك سونغ يول عينيه عن هاتفه و نظر لميونغ سو بتعبير مستقر و قال : ربما بعد قليل، أسبقني أنت.
لم ينطق ميونغ سو بأي كلمة و وقف و ذهب متجهاً نحو الغرفة .
جي يون كانت تتكئ على العمود الطويل الموجود بالقرب من الأريكة التي يجلس عليها سونغ يول و بجانبها حقيبة الظهر السوداء التي كانت مشابهة لدرجة كبيرة حقيبة سونغ يول التي كانت بجانبه ، جي يون كانت فقط واقفة هناك و تمضغ بعض العلك ، كانت كما لو أنها تنظر شخصاً ما ، هي قد حركت ناظريها عندما سمعت صوت حرك فرأت سونغ يول يذهب تاركاً حقيبته خلفه.
عيناها قد تبعته حتى اختفى تماماً ثم سحبت جسدها و حقيبتها لتجلس على نفس الأريكة التي جلس عليها سونغ يول، هي جلست هناك قرابة السبع دقائق ثم رأت مدير أعمالها يشير بيديه لها فاستجابت و تحركت نحوه تاركة حقيبتها خلفها .
في الفترة التي ذهبت بها جي يون  لمدير أعمالها سونغ يول عاد ليأخذ حقيبته لكنه رأى حقيبتين متشابهتين فأخذ إحداها و ذهب.
عادت جي يون بعدها لمكانها مع مدير أعمالها الذي كان يتحدث معها بخصوص الحفل ، حملت الحقيبة التي كانت موجودة بينما تنظر لمدير أعمالها ثم اعتدلت في وقفتها و ذهبت بعد ان انتهوا من الحديث .
سونغ يول كان في غرفته التي يشاركها مع ميونغ سو الذي كان يجلس على سريره مسترخياً ممسكاً ب (كاميرته). تمتم لنفسه بينما يفتح حقيبته : سآخذ حماماً سريعاً ثم أخلد إلى النوم .
فتح الحقيبة  ليأخذ مها بعض حاجياته ثم اعتدل في جلسته و هو يحملق باندهاش بالحقيبة ، انحنى نحو البطاقة موجودة في الحقيبة و قرأها ثم تمتم بهمس مستفهم : بارك جي يون ؟ .
أغلقها بقوة مما جعل ميونغ سو يرفع ناظريه عن كاميرته و ينظر باستغراب مستفهم : ما بك يا صاح(هيونغ)؟.
وقف سونغ يول من سريره بسرعة و قال : سأذهب .
اتجه نحو باب الغرفة و معه الحقيبة متجاهلاً ميونغ سو الذي يناديه .
خرج من الغرفة و هو يتمتم بينما يسير نحو الاستعلامات: كيف لم انتبه على الاسم ؟ إنها ليست لي ! يا الهي، لا أريد التفكير بكمية الإحراج التي سأكون بها ! ماذا إن رأت ما بداخل حقيبتي ؟ أنت أحمق كبير لي سونغ يول ! .
عندما وصل للاستعلامات سأل الموظفة بلغة انجليزية ضعيفة: رجاءً ، غرفة بارك جي يون كم رقمها ؟ .
أجابت الموظفة بابتسامة هادئة : إنها الغرفة رقم مئة و أربع و ستون في الجناح الشرقي ، الطابق الثاني .
أجاب سونغ يول سريعاً : شكراً لك .
فكر سونغ يول بينما يتجه لغرفة جي يون : حسناً ، هذا جيد ، غرفتها قريبة من غرفتي ! .
جي يون كانت وحدها في غرفتها مستلقية على سريرها بتعب ، أرادت أن تستحم لتبعد عنها التعب لكنها كان متعبة لتتحرك لذا استمرت في الاستلقاء هكذا .
عندما شعرت أخيراً بأنها ستنام تحركت من سريرها و اتجهت نحو حقيبتها و مدت يدها لتفتحها لكنها سمعت صوت طرق على الباب، اعتدلت في وقفتها و نظرت للباب بينما تعقد حاجبيها باستغراب: من سيأتي في هذا الوقت ؟ .
توجهت نحو الباب فتحته و فتحت عيناها بقوة بينما تنظر للشخص الذي يقف أمامها ، هي سألت باندهاش : سيد سونغ يول ! ما الذي تفعله هنا ؟ .
تنفس الصعداء و هو ينظر لها بينما وجهت عينيها نحو الحقيبة التي يمسكها بيده .
تحدث سونغ يول أخيراً باحترام : أيتها الارشد (سنبانيم) ! هذه الحقيبة ليست ملك....
قبل أن ينهي جملته ، هي أمسكت بمعصمه و جرته لداخل غرفتها بسرعة و أغلقت الباب ثم اتكأت عليه ، نظر لها سونغ يول بتعجب ثم سألها : ماذا حصل ؟ .
تنهدت تنهيدة عميقة قبل أن تتكلم : كان هناك صحفيان يسيران معاً و يتحدثان .
حدق بها مطولاً مما جعلها تكمل بإحراج : أنت تعلم .... الجميع يلاحقني فقط لأنني من تيارا ، إنه بسبب سمعتنا .... إنها طريقة للحصول على سبق صحفي .
ابتسم لها ثم طأطأ رأسه لكنه رفعه بسرعة بينما بؤبؤ عينيه يزداد اتساعاً ثم هتف : الحقيبة ! .
عقدت حاجبيها ثم كررت باستفهام : الحقيبة ؟ .
أومأ سونغ يول ثم قال : لقد سقطت.. إنها في الخارج ! .
فتحت جي يون عينيها بصدمة ثم قالت : أنت فقط أختبئ في أي مكان ، و أنا سأفتح الباب لأحضرها.
استدارت لتفتح الباب لكنها نظرت لسونغ يول مرة أخرى و قالت باستغراب : لكن لحظة ! لماذا أحضرتها إلى هنا ؟ .
وضع سونغ يول يديه على مؤخرة رقبته بإحراج ثم قال بصوت منخفض نسبياً بينما يركز ناظريه على الأرض : إنها حقيبتك ! .
 هي نظرت له باستغراب أكبر: حقيبتي ؟ .
رفع عينيه لتتقابل مع عينيها و قال: في الحقيقة، الحقيبة التي لديك الآن هي ملكي و تلك التي في الخارج هي ملكك، ببساطة لقد تبادلت حقائبنا .
 عضت على طرف شفتها السفلية بإحباط ثم تمتمت بصوت مسموع: آه ، هذا سيزيد الأمر سوءاً .
أشارت له ليختبئ بينما فتحت الباب لتبحث عن الحقيبة وجدتها و أعادتها إلى الداخل ، ثم أغلقت الباب و خبأتها تحت السرير ثم عادت و وقفت أمام الباب و نادت بصوت مسموع : سيد سونغ يول ؟ .
خرج سونغ يول من الحمام و قال باستفهام : نعم ؟ .
نظرت له بارتباك و خوف مصطنع و قالت: الحقيبة غير موجودة ! .. ماذا علينا أن نفعل؟
فتح عينيه بصدمة سألها: ماذا قد يعني هذا ؟ .
تحركت جي يون و جلست على السرير الذي خبأت تحته الحقيبة و أجابت بخوف : يعني إنها قد أُخِذت .
سأل سونغ يول مرة أخرى بينما يعقد حاجبيه : و من سيأخذها ؟ .
أجابت جي يون بينما تنحني للأسفل متظاهرة بأنها تخلع حذائها : ماذا تعني بمن؟ إنهما الصحفيان ...
اختفى اللون من وجه سونغ يول تماماً، أصبح شاحباً.
سحبت الحقيبة من تحت السرير و ابتسمت بسعادة و قالت : لم يأخذها أحد ! .
 حدق بها سونغ يول بتعجب لفترة بينما كانت هي تضحك عليه ثم سألها بتذمر : لماذا فعلت هذا ؟ .
أجابت جي يون و أثار الضحك بادية عليها : أردت رؤية ردة فعلك فقط .
أستجمع سونغ يول شتات نفسه و قال: أنا سأذهب الآن.
نظرت له جي يون بتعجب و قالت: لماذا ؟ ..
عقد سونغ يول حاجبيه باستغراب بينما ينظر لها و قال: ماذا ؟.
انتبهت جي يون لما قالت فحاولت التصحيح قائلة بإحراج : لا أنا لم أكن أقصد....يعني...أوه لا تهتم .
اقترب سونغ يول منها قليلا وقد توردت خداه خجلا قائلاً وهو يتلعثم :لا يمكنني البقاء .. لدينا تدريب ! ... تعلمين.
أخفضت جي يون عيناها بينما اعتدل سونغ يول في وقفته و قال و هو ينظر للباب: أنا ذاهب .
خرج سونغ يول من الغرفة و عاد لغرفته ، دخل لها و وجد ميونغ سو نائماً فأتجه هو لسريره ، و بدأ يفكر بما حصل منذ البداية حتى خروجه من غرفتها ، هو ابتسم بهدوءٍ تلقائياً عندما تذكر ابتسامتها ثم ازدادت ابتسامته اتساعاً عندما تذكر رغبتها في بقائه ، هو قد فكر : إنها حقاً شيءٌ لطيف ! .
نهض من سريره بسرعة عندما تذكر أنه لم يسترجع حقيبته منها، هو عاد للاستلقاء على سريره و هو يندب حظه العاثر الذي أوقعه في هذا ! .
(9)
طاقم عمل الحفل الموسيقي الكبير كان موجوداً في المسرح، جميع الفنانين كانوا موجودين للتدريب و التحضير قبل الحفل.
التدريبات بدأت و الكل مشغول بالتحضير لعرضه ، البعض قام بتغيير خطوات الرقص و آخرون قاموا بإضافة مقاطع غناء للأغنية.

كانت جي يون جالسة تشاهد تدريبات الفرق الأخرى حين أتى سونغ يول و قال باعتدال : أيتها الأرشد ! لدي ما أقوله .
هي نظرت له بترقب لما سيقوله بينما قالت بابتسامة : نعم بالتأكيد ! تفضل .
باعد بين شفتيه لتخرج بعض الحروف بإحراج: إنه بخصوص حقيبتي ألت...
قاطعته جي يون قائلة بابتسامة طفولية : لقد أحضرتها معي ! الحق بي سأعطيك إياها .
هو لحق بها لغرفة الملابس خاصتها و انتظرها خارجاً حتى أحضرت الحقيبة ، هي تمتمت بسخرية بعد أن أعطته الحقيبة : بعد كل الرعب الذي سببته لي لم تأخذ حقيبتك .
هو حملق بها لثوان قبل أن يعلق على جملتها: أنا قد نسيتها بسبب دعابتك غير المضحكة أيتها الأرشد.
رحل بعد أن أنهى جملته و هي نظرت لظهره الذي كان يواجهها بغضب ثم أطلقت كمية كافية من الهواء من رئتها لجعل خصلات الشعر أمام وجهها ترتفع عنه.




(10)
قاطع مدير أعمال جي يون بينما كانت تتدرب على أداء أغنيتها قائلا: مقطع الرقص الثنائي في أغنيتك ستقومين بأدائه مع سونغ جونغ.
جي يون: انتظر لحظة، لماذا؟.. انا أخشى ذلك الطفل الغامض قليلاً .. ألا يمكن ان يكون شخص آخر... ألا يمكن ان يجري العرض كما مخطط له ؟ الوقت ليس كافٍ.. ألتفتت لترى سونغ جونغ خلفها.
داست على قدم مدير الأعمال ونظرت له بنظرة مرعبة قائلة بصوت خافت: كان عليك أن تخبرني.
ناول سونغ جونغ قهوة مثلجة ل(جي يون) وحياها بلطف محاولاً جعل الوضع مريحاً.
جي يون:آسفة.
سونغ جونغ: لا، لا داعي لذلك أيتها الارشد.نحن متعادلان. انا أخشاك أيضا.
جي يون (ضحكت مثل الدولفين): رباه! كم أنت صادق.




جاء صوت سونغ يول من بعيد وهو يلهث قائلاً: أنا سأقوم بأداء المقطع.. حصل التباس فقط.
جي يون:معذرة!
ركض مرتقياً المسرح وقال وهو مبتسماً ابتسامة عريضة: آنسة جي يون. أنا سأقوم بذلك المقطع.
سونغ جونغ (يتمتم):أنت من إقترحت هذا؟ ذلك الأخ الأكبر.. إنني محرج بحق.
سونغ يول (صك أسنانه): اذهب.. حالاً.
سونغ جونغ: حسناً... (مصدرا صوتا متأسف على حالة الأخ الأكبر ) سئ ..سئ..سئ.
سونغ يول: آنسة جي يون هل نتدرب؟
جي يون أومأت بالموافقة بإبتسامة غريبة .
كانت تفكر " ما بال هذا الشاب ؟ هل هو أحمق؟ أشعر بعدم الارتياح. سونغ جونغ أفضل .. لو لم أتمنى تغييره"

جي يون أدت في المحاولة الأولى باحترافية ولم تعطي لمشاعر عدم الارتياح من وجود سونغ يول أي أهمية وكذلك سونغ يول الذي بدا يعرف الحركات بدقة وقد تدرب عليها بجد ..
وصلا إلى المقطع الذي من المفترض ان تسند جي يون ساقها على سونغ يول وتصبح قريبة منه جداً ..
أنفاس جي يون وشعرها المبتل بالعرق ووجهها من قرب جعل وجه سونغ يول يصطبغ بلون أحمر وتظهر إبتسامة تافهة مرتخية على وجهه وقد تلاه جسده بالارتخاء وخارت قواه للحظة وسقطا كليهما أرضاً.
جي يون صرخت من الألم والانزعاج قائلة: تبدو أقوى..
سونغ يول (خجل جدا ومحرج):آسف.. آسف.. آنسة جي يون.
جي يون شعرت بتأنيب الضمير لأنها وبخته فقالت: لا، عليك لنعد إلى التدريب لا وقت لدينا.

بعد محاولتين أتقن سونغ يول مقاطعه جيداً .. وبدأ يتدربان على مقطع ثنائي أضافته راقصة خلفية بناءا على طلب رئيس جي يون في نهاية الأغنية بدلا من الاتكاء على الحائط والنزول، المقطع قصير وكلاهما مجدان وقد أكملا العمل بسرعة بدون كلام.
قبل ان يذهب شكرته جي يون بابتسامتها الساحرة المعهودة على عمله المجد ومدحت رقصه الرائع ، ابتسم سونغ يول شاكراً ومتأسف عن الحادث مرة أخرى وقال:سأدعوك لتناول العشاء عندما نكون في كوريا لأعتذر بشكل لائق عن ما سببته عن ضرر لك.
جي يون (وضعت أصابعها على شفاهها):أوه .. لا داعي.. انا بخير.
شعر سونغ يول وكأنه اخطأ وسبب لها مشكلة ما: أعتذر عن وقاحتي. أيتها الأرشد!.
جي يون (تقول في نفسها: من يرفض دعوة لتناول الطعام ولكن انت لا تتوقع مني أن أوافق من أول مرة صحيح):لا داع للاعتذار (إبتسمت إبتسامة مقتضبة تنم عن الرسمية وغادرت لإكمال التدريب على بقية المقاطع)
(11)
كان هويا و سونغ يول في طريقهما لغرفة الملابس لبعد إنتهاء تدريباتهم حينما سمعا صوت رجل يتحدث البرازيلية وبعض الإنجليزية بصوت عالٍ أثار فضولهما الصوت وخاصة بعدما سمعا كلمات مثل ( (I love you _marry me فتبعاه ..سمعا صوت جي يون أيضاً فارتابا في الأمر.
قال هويا: ماذا يحدث؟ هل هو معجب مجنون؟
سونغ يول (بوجه شاحب):أخي .. لا أعتقد إنه معجب المكان هنا مؤمن.. إنها لحظة خاصة لا يجب مقاطعتها.
هويا: لنذهب ونرى .. يمكنني رؤية الفضول الذي يقتلك.
أسرعا للغرفة وبالفعل كان معجب مطارد مريب، وكان يحاول معانقة جي يون وهي تعتذر وتبتعد ولكنه يجرها من يدها.
دخل سونغ يول وهو مهتاج وسحب جي يون من يدها ونظر في عينيها قائلاً:تعالي معي.
أصيب هويا بصدمة من جرأة سونغ يول مع الأرشد.
ما إن خرجا من الغرفة حتى قدم سونغ يول اعتذاره عن طريقته الفظة وشكرته جي يون لأنه أقدم على مساعدتها وبينما هي تهم على الرحيل أسرع سونغ يول وطرح سؤاله بارتباك: لماذا.. لم تستخدمي مهاراتك في التايكوندو؟ .. أيتها الأرشد؟
نظرت إلى أصابعها وقالت بطريقة ظريفة للغاية ويبدو عليها التعب والنعاس: أنظر هنا..  لا يمكنني ضرب معجب، ثم إنني مخيفة جداً ويمكنني التسبب بعاهات دائمة إن ضربته.. التايكوندو فن الدفاع عن النفس وهو لم يقم سوى بمسك يدي وهذا لا يصيبني بضرر، وأين وصلنا؟ آه! رابعاً لا أستبعد إني الصحفيين أرسلوه ودفعوا له الكثير من المال.. إن رفعت صوتي فقط سيتهمونني باني مزقت طبلة أذنه ولا أستبعد إنهم سيجعلون مني شخص مخيف يكره المعجبين ويسبب تخريب العلاقات بين كوريا والبرازيل .. وسأكون أنا جالبة سوء الحظ لمنتخبنا في كأس العالم...سء.. سء  ..لا تعرف شيئاً..قم بشكر الرب لأنك لا تعرف هذه الأشياء ولم تمر بها.
شعر سونغ يول بالألم لكلام جي يون فوضع يده على كتفها بعطف وبدون تفكير وقال : أتمنى أن تنعمي بالسلام.. والنجاح الباهر.. أتمنى أن يختفي كل هذا الألم.
نظرت جي يون إلى يد سونغ يول وأدارت رأسها ببطء وقالت بطريقة مرعبة: أنا .. أجيد التايكوندو.
أنزل يده بسرعة وقد كان مذهول جداً من تصرفه الغير مقبول
جي يون: يبدو إنك لا تعلم إن لا يمكننا أن نحظى بالسلام في مجال عملنا.
سونغ يول:أوه.. اعلم جيداً.
ما زال لم يفق من صدمة فعله.



(12)
في صباح اليوم التالي قبل التوجه لقاعة الفندق حيث هيئت لإقامة مؤتمر صحفي .
 سونغ يول استطاع رؤية جي يون تخرج من غرفتها ، هو توقف عن السير مع باقي الأعضاء الذين سبقوه  و استمر يحدق بها و هي تبتعد شيئاً فشيئاً ،جي يون استدارت لتنظر لأحدى الفتيات اللاتي كن يقفن بجانبها ثم ابتسمت لها, هو لم يستطع السيطرة على ابتسامته التي ظهرت تلقائياً عند رؤيتها تبتسم ،  قطع سونغ كيو عليه تفكيره و هو ينادي: أنت ! لي سونغ يول ! تعال هيا ! .
نظر له سونغ يول ثم تنهد تنهيدة طويلة و قال بغضب : حسناً حسنا ، أنا قادم لا تصرخ ! .
صعد سونغ يول للمصعد فسأله سونغ كيو: بماذا كنت تحدق ؟ .
تدخل هويا و قال بينما يركز عينيه على هاتفه : جي يون ! جي يون كانت تسير هناك ، لقد رأيتها ! .
رفع ناظريه عن هاتفه و نظر لسونغ يول مباشرة و أكمل :اعترف.
أجاب سونغ يول بهدوء غاضب بعد تنهيدة قوية:ما شأنك؟.
ابتسم هويا ابتسامة جانبية و قال: هذا كان جيداً.....حقاً ! ... على الأقل أنت لم تنفي الأمر.
دونغ وو قال بأمر و هو ينظر لهما : أنتما ! أحقاً تتشاجران من أجل شيء كهذا ؟ هويا، توقف عن التصرف كأنك لم تحدق في أي فتاة أبداً، حسناً ؟ و سونغ يول لا تحدق بجي يون بعد الآن ، حسناً ؟ .
 سونغ يول: إنها ليست شيء.. ثم إنني لم أحدق بها.. هذا مزعج حقاً أخي .
سونغ جونغ تمتم بانزعاج من مكانه : أوه يا الهي ! أنا حقاً متعب ! لما لا يتوقف هؤلاء الأخوة عن الشجار فقط ؟ .
سونغ كيو: كأخ أكبر وقائد .. أنا لا ألومك عزيزي يول.. إنها اليوم جميلة بحق...
وو هيون : انت القائد الوحيد الذي كلما فتح فمه تسبب بمشكلة.
ميونغ سو: قائدنا متفهم .. وحكيم.. أي مشكلة؟!.
سونغ كيو: ميونغ سو يا لا تعش هكذا أوه؟.
ميونغ سو: ما خطبهم؟ سونغ يول إنها طيبة اذهب وواعدها.
سونغ جونغ:أووووه .. رجولي.. عظيم أخي.
دونغ وو (بقلب متعب): وأخير علينا أن ننزل .. يا رفاق لا تكونوا هكذا انتم أصدقاء.
(13)
قبل العرض كانت جي يون متوترة جداً بسبب اختلاف الجمهور وطريقة تشجيعه.. بالإضافة إلى تغيير الرقصة.
كانت تراقب العروض التي تسبق عرضها ويدها ترتجفان وتظهر تعبيراً مخيفاً وبارداً على وجهها لتخفي خوفها.
فجأة رأت قنينة ماء أمام وجهها نظرت إلى يمينها كان سونغ يول يقف محرجاً ينظر إلى يمينه وكان يضرب الأرض بلطف بقدمه اليسرى ثم قال بصوت متقطع: لا تتوتري.. رجاءاً.. أنا أيضا كنت متوتراً حتى تذكرت إنني أؤدي مع شخص محترف بدأ مسيرته منذ سنين ..(نظر إلى الأعلى) أنا واثق من أنك ستؤدين بشكل جيد.. أنا أثق بك أيتها الأرشد.
جي يون (أخذت القنينة وظلت تحدق به):شكراً جزيلاً .. حظاً طيباً.
سونغ يول: أنت اليوم .. للغاية..
جي يون(تحدق به): ماذا؟
سونغ يول: جميلة..
جي يون (ضحكت بلطف) : وأنت أيضاً .. تبدو رائعاً.
سونغ يول (تغيير لون وجهه إلى اللون الأحمر):شكراً أيتها الأرشد.
جي يون: لنفعلها معاً .. لنجعلها لا تنسى. (وضعت قبضة يدها بالقرب من وجهها)




سونغ يول : هيا بنا. لنريهم من نحن أيتها الأرشد. (وضع قبضته بالقرب من وجهه أيضاً)
سار العرض بأروع مما كان يُتوقع، تعالت صرخات الجمهور وأزداد حماسهم عند دخول سونغ يول الذي دخل كرجل ساحر ذو كاريزما قوية.

(14)

في صباح اليوم التالي كان هناك وقت كافي للتجول في البرازيل حتى إقلاع الطائرة خرج معظم الفنانين للتجول في الأسواق وتناول الطعام المحلي جي يون خرجت برفقة آيو و(غيرلز داي) ومين و فاي وسو جي .
الفتيات تجولن هنا وهناك مندفعات بدون قيود او حواجز .. التقطن صورا مرحة سويةً وقمن بتحميلها على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي.
في مجمع تجاري التقين ب(جيا و غا يون وأن أس يون جي و أون جي )
سألت سوجين: أيها الأطفال! هل أتيتم وحدكم متى ؟
آيو: لسن وحدهن.
أشارت أون جي إلى متجر ما وهي تضحك ضحكة غريبة تظهر فيها كل أسنانها وتغلق عينيها تماما:ما المتعة في أن نأتي لوحدنا أختي ؟... إننا ننتظرهم .
جي يون: من؟
خرج خمس شباب من المتجر ( جون هيونغ/ سونغ كيو/ سونغ يول/ دونغ جون/ لي هونغ كي)
سوجين : لا عجب.. أنكن الأفضل فتيات.
لاحظ المعجبون وجودهم في السوق ونشروا الخبر بسرعة عبر مواقع التواصل وبعد دقائق كان السوق يضج من المعجبين..
اغتنم سونغ يول هذه الفرصة وأمسك يد جي يون وسحبها بعيداً حملقت فيه باستغراب شديد. أشار لها بأن تهدئ قليلاً
هدأت جي يون لتحمي نفسها من اللغط .. وحين أصبحا بعيدين ترك يدها وقال: آسف أيتها الأرشد.

جي يون: ما الذي تنوي فعله؟
سونغ يول(بطريقة رجولية وبهية) : هل لك إعارتي ساعة فقط من وقتك؟.
جي يون(ارتجف قلبها):حس..ناً ... (اعتدلت في وقفتها وغيرت طريقتها في الكلام) يبدو إنك تمتلك شيئاً مهماً.. لن تضر ساعة واحدة .. ما زال هناك وقت كاف.
ابتسم سونغ يول بسحر : شكراً (إقترب من وجهها قليلاً)

جلسا قرب نافورة ماء تتوسط مركز مجمع تجاري نظر سونغ يول إلى نافورة وقال: أنا .. في الحقيقة ..
جي يون (بصبر نافذ):ماذا هناك؟
سونغ يول (يحاول تحاشي نظراتها): أنا .. رجاءا كفي عن التحديق بي.
جي يون:حسناً.. لنرى.. يمكنك التحدث بصراحة معي... سأتفهم.. انا شخص متفهم.
سونغ يول (شهق وزفر بصوت مسموع):أنا .. معجب بك.. لا تفكري في أحد غيري ولا تقع في حب شخص غيري.. هل يمكنك ذلك آنسة جي يون؟ (مستنفذ القوى)
جي يون (وكأنها شبح): عظيم! أنت معجب بي .. لماذا؟
سونغ يول: لأن في داخلك شخص خائف وعطوف .. مثلي تماماً ولكنك تظهرين جانباً مخيفاً تحسباً من أن تؤذي.
جي يون: لا أستطيع قبول مشاعرك.. رغم إنني شاكرة جداً.. آسفة.
وضع سونغ يول يديه على ساقيه وشنجهما بشكل مستقيم ثم قال مبتسماً خجولاً: اعلم نحن في مجال عملنا علينا أن نكون مثل تلك النافورة نرتفع عالياً و لا ننحرف عن المسار الذي رسم لنا حتى يتم إطفاؤنا في آخر النهار.. نحن اخترنا هذا الطريق والكثير يتمنى الوصول إليه .. لا يحق لنا ان نتذمر.
جي يون (عينيها تلمع من الدموع):ساعتك ستنتهي أيها الأحمق.
سونغ يول: لما تبقى من الساعة هل يمكنني أن أحبك؟ يمكنني نسيان كل شيء بعد رحلة العودة الطويلة ولن أزعجك .. أعدك.
جي يون: يمكنك ذلك..
سونغ يول: حقاً؟
جي يون(بخجل) :قد لا تصدقني ولكني وددت أن أكون قريبة منك. سأنسى كل شيء أيضاً بعد الرحلة ولكن أرجو ان تبقى بقربي كصديق.
سونغ يول(بحماس طفل): هل يمكننا ان نؤدي رقصة (فقط واحد) ل  بوآ الأرشد في إحدى البرامج لنظهر للعالم مدى قربنا من بعض؟
جي يون (وضعت يدها على رأسها وضحكت): هل نجرب؟
..
جاء معجب من بعيد صارخاً : إنها جي يون.
جي يون (بصوت يحتوي نبرة أكشن) :هل علينا ان نهرب أأأ أوبا؟.
سونغ يول: لا اعتقد إنه بإمكاننا .. إننا محاصرون... أووو .. ماذا؟
جي يون (بطريقة ظريفة): ماذا ؟ ماذا؟  أووبا... لقد أصبحنا مقربان.
جاء معجب وحضنها ل (جي يون) بقوة ..
سونغ يول(غاضب): ماذا يفعل هذا؟
جي يون (أبعدت المعجب بلطف):يبدو إنها من عاداتهم عند التحية.

ثم جاءت فتاتان ترتديان ملابس فاضحة وترقصان وقبلا سونغ يول من خده بشغف وطلبا توقيعاً .. كان سونغ يول مرتبك مع هذا الوضع الغريب.
جي يون (تضحك): ما هذا؟
سونغ يول : يبدو إنهم شعب شغوف يحب الأكل والرقص والتحيات الحارة.
سألهما معجب بالأنجيلزية لماذا هم هنا؟
سونغ يول: we are ضائعون.. أحمم مم.
جي يون ضحكت كما لو إنها لم تضحك منذ زمن وقالت :we are lost
سأل المعجب: أين فندقكما؟
جي يون (أدخلت نهاية ساعدها في خصر سونغ يول): تصرف الآن لا اعرف أكثر من ضائعون في الإنجليزية.
سونغ يول(ساخراً): أيتها الأرشد..

ساعدهما المعجب للعودة إلى فندقهما وحين وصلا سألهما الجميع أين كانا فقد بحثوا عنهما..  
قالا سوياً في نفس الوقت: كنا ضائعين.
سونغ كيو (هز رأسه) : حسناً .. من الجيد إنكم عرفتما طريق العودة.
جي يون (عقل فارغ):لم نعرفه .. المعجب ساعدنا.
سونغ يول (عقل فارغ):أجل لقد عانينا وقتاً صعباً حتى فهمنا.
سونغ كيو: تهيئ سونغ يول سنذهب بعد قليل.


آيو سحبت جي يون إلى مكان منعزل وقالت :ماذا يحصل بينكما أنتما الاثنان؟
جي يون:أصبحنا أصدقاء مقربين موخراً.
آيو: حسناً .. احذري >>الرجال مخيفون.
ضمتها جي يون وقالت:شكراً يا أفضل صديقة في العالم.
النهاية

شكرا لكم نتمنى لكم وقتاً طيباً وأتمنى أن تنصحوا من تحبون بقراءة قصتنا.





بالمشاركة مع @b4sunset2000

تعليقات