التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماذا تريد؟



ماذا تريد؟
عند الرابعة بينما كان ذاك الجزء من العالم يغط في ظلام عميق رن المنبه مفتعلا ما يكفي من الضجة ليحطم سكون الليل المخيف والمسالم في آن واحد.
أغلقته وعادت للنوم ..
ثم قالت لنفسها بينما كانت تكمل حلمها الغريب ذاك " ألم يرن المنبه لأن الوقت حان لأداء فريضة الصباح "
تابعت النوم ثم استيقظت بعد خمس دقائق كما ظنت ..
بحثت عن هاتفها الجوال فتحته وقالت " يا الهي إنها ليست خمس دقائق, لقد نمت لنصف ساعة "
تململت في سريرها قرابة دقيقة ثم غادرته على مضض.
قالت في نفسها " إنه الشيطان . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
توضأت وصلت فريضة الصبح بقلب متألمٍ يرجو الصفح والعون.
إنها ما زالت تشعر بالنعاس بعد أداء الفريضة تريد العودة لسريرها المريح ولكن لديها بعض المهام التي يتوجب عليها القيام بها قبل التوجه للعمل.
على أي حال انتهى الحال بها بالنوم قليلا ثم القيام ببعض الأعمال بشكل غير متقن في أخر الوقت وتفويت البعض الآخر.
شعرت ببعض الجوع أرادت تناول الطعام ولكنها أرادت ايضا ألا تتأخر، لذلك انتهى الحال بها وهي تأكل شطيرة صغيرة في أثناء قيادتها للسيارة.
عند عودتها للمنزل..
يبدو إن والدتها قد أعدت طعاماً شهياً ولكنها كانت متعبة،
 لذلك انتهى بها الحال تأكل بعض من الطبق الذي أعدته والدتها وهي شبه نائمة لكي لا تشعر والدتها بالمزيد من الاستياء،
لأنها تعلم إنها مصدر القلق الأكبر لوالدتها هي لا تريد أن تتزوج، وقد رفضت مؤخراَ شخصاً تعده الوالدة لا يعوض، وترهق نفسها بالعمل دائما ولا تعتني بنفسها كالنساء الأخريات ، بينما والدتها ترى إن المرأة السعيدة والجيدة هي من تستطيع أيجاد رجل محترم والعيش بهدوء في ظله.
خلدت إلى النوم واستيقظت على صوت أذان المغرب الصادر من الجامع الواقع على مقربة.
رددت جزء من الأذان وأكملت نومها ، حيث إن جسدها يئن من الوجع دون سبب يذكر.
ربع ساعة إضافية واستيقظت وهي تصرخ من فظاعة الكابوس الذي رأته.
تريد أن تقوم من السرير لتصلي، وتعد بعض الحلوى وتذهب برفقة والدتها لزيارة جارتهم أم سعيد الطيبة ولكن..
هي لا تريد ذلك أيضاً لأنها تعرف جيداً إن ابنتها التي كانت في يوماً ما صديقة لها، كانت متعلقة أشد التعلق بأخ بطلتنا، ولكن لم تستطع أن تساعدها في نيل قلبه وباركت زواجه بعروسه الفاتنة قبل بضعة أشهر.
مواجهة تلك الصديقة الحانقة والغاضبة أمر ليس مرغوب فيه.
ولكنها إستجمعت قواها أخيرا وقررت عدم تأجيل المواجهة.
عند الانتهاء من الصلاة ..
رن الجرس..
تدعو وتفكر بعمق حتى إنها لم تسمع صوته..
ثم اخترق ضجيج أفكارها صوت صراخ أبن أختها الكبرى المدلل.
وهكذا انتهى بها الحال بتأجيل المجابهة التي لا بد منها لوقت آخر.
ثم وصلتها رسالة على الهاتف المحمول قطعت كلامها المشوق مع أختها.

هل سينتهي بها الحال بفعل ما تريده ؟ ولو لمرة؟
النهاية

تعليقات