التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحياة سلطة الجزء 4 (الحان عذبة)

الحياة سلطة 

الجزء الرابع 

ألحان عذبة

من الرائع أن تستمعوا بالقصة برفقة الموسيقى المصاحبة

  

(25)
بقيت في العاصمة تجولت وحيدي كنت اشعر بالغيرة من الثنائيات السعيدة الأحباب الذين يمسكون بأيادي بعض لكني كنت سعيدة و طفولية وعابثة كنت استلقي على سريري وانثر الطعام والملابس والتقط صور مجنونة وبشعة وانزلها على الموقع الاجتماعي شعور رهيب ومضحك ومؤلم في الوقت عينه.
في اليوم الثالث خرجت ليلا لإحدى المقاهي فوجدت السيد سليم يغفو على أريكة هناك أيقظته فصرخ وقال: سمير ألم أخبرك ألا تزعجني؟
قلت: إززز ...أمر غريب سيد سليم غاضب؟ ماذا فعلت لك؟
قال: أسف لم أعرف إنه أنت.    (مرتبك وخجل )
قلت:لا بأس.. ماذا هناك؟ أترغب في التحدث؟
قال: فقدت الرغبة في الحياة.
قلت(متحاملة): لا يمكن هذا. ليس أنت، لديك خطيبة، وعمل, وعائلة لطيفة.
قال: أنا تخليت عن حلمي، وقلبي يؤلمني لانني فاشل في عملي.
قلت: لا يمكن. الضوء إبداع كالموسيقى تعامل مع الضوء كالموسيقى لتحصل على التناغم والانسجام.                                                                                            
      ثم ان حياتك ليست أسوء من حياتي أنا لم أؤلف كتاب، ليس لدي مطعم خاص، أو معهد أو برنامج ولا أعمل في مطهم مشهور، فرصة اكتشافي صفر بالمائة اكبر نسبة حصلت عليها. المطعم الذي قدمت للعمل فيه لن يقبل طهاة حتى نهاية العام المقبل وأنا أريد ترك عملي لانني أصبحت مسؤولة عن تدريب شاب وبنت لا يعرفان كيف يسلقان البيض بل لا يعرفا ما معنى السلق, مجرد أن أؤنبهما أو أؤكل لهما مهمات لا يجيدانها يأتي رئيسي ويخصم من راتبي, لأنه قريبهما, وأنا  أعمل كل الأعمال نيابة عنهما، (ازداد غضبي بشكل مطرد) عليهما ان يذهبا لمعهد طبخ قبل أن يأتيا ويأكلا بطني.هل تريد المزيد ؟ أنا لا أرى أهلي ألا كل مدة طويلة لنقل إنها ضريبة الأحلام لكن أنا أيضا ليس لدي حياة عاطفية وحتى خطيبي أنا لا ...  أنا منهكة من الحب لقد انفصلت خمس مرات وهُجرت مرة وهَجرت رجلا مرة وتعرفت على الكثير من الرجال الكثير حقا، ما لا أستطيع عده على أصابع يده, لكن لا شيء يسير جيدا. الصدق أخبرك ما زلت سعيدة انا كطفلة يائسة لكني مازلت طفلة نضرة من الأعماق حينما اريد أعود طفلة لكي احقق حلمي. يوجد دائما من هو أشقى منك,فابتسم.
قال وعيناه تنطبقان على بعضهما من عدم الاكتراث:إبتعدي عني من انت لتبدي رأيك ؟ اها؟ سمعت كلام كهذا مئات المرات.
قلت ضاحكة:فتاة أحبتك. (التفت لنفسي فوجدتني قلت أمرا لا يجب قوله)إززز لساني الطويل (ضربت فمي وكنت نادمة بعض الشيء)
قال: لا تفعلي ذلك.
قلت : من أنت؟ هذا فمي وهذه شفتي وهذا لساني وأنا غاضبة ما شأنك؟ (أشير بإصبعي الوسطى والسبابة إلى فمي)
قبل جبيني واحتضني بين ذراعيه وهمس في أذني وقال: هل يعطيني هذا الحق؟
شعرت بشعور غريب لم أكن رافضة ولست موافقة لم أحب الأمر لكني أحببته كنت سأحب ذلك أكثر لو كان سامر من فعل ذلك لكن ربما انا ما زلت أحب سامر لأنه لم يفعل ذلك "الحياة سلطة"
قلت وأنا اضربه على كتفه بينما كان يطوقني بذراعيه:ماذا فعلت الآن ؟ اخبرني (نظرات مخيفة) تبا لك.. تبا لك
سليم :أسف    (لا تعبير)
قلت وأنا اضحك كالمجنونة:لا تتأسف أحببت ذلك..إززز لساني ثانية خسئت لو كان لساني هادئا قليلا فقط لكنت بخير الآن الحياة سلطة.
سليم :يبدو لي ذلك. لديك خطيب ولدي خطيبة لكني أحببتك منذ أمد بعيد في وقتها كنت ناصعة بالنسبة لي.
قلت:كنت استخدم مسحوق غسيل جيد تايد أو برسيل, لا أذكر.
سليم (يضحك من أعماق قلبه): ما زلت ناصعة. كنت تحضرين الأمسيات التي أحييها في النادي، كنت تزوديني برغبة للشغف المستمر بما أفعل، ثرثرتك العديمة الفائدة، تشبيهك الحياة بالسلطة والموسيقى بالعصير المشكل والكعك المتنوع كلها أشياء ذات معنى لي.
قلت:لا أعرف كيف قلت هذه العبارة ثانية فأنا لم أعد أكررها هذه الأيام ... أريد أن اطلب تعويضا ؟
قال:  لماذا؟ وما هو؟
قلت :تعويض عن القبلة، اريد رؤيتك تعزف على الناي و الغيتار ثانية وتغني ولا اريد مفارقتك إلا في الليل طوال الايام القادمة لان حالنا متشابه.
قال : بالنسبة للعزف نسيته، بالنسبة للوقت خذي ما شئت من وقتي فهو يمر ببطء معي .
عض شفته مبتسما وأمسكت يده التي كانت ترتجف لسبب أجهله.
‏17‏/08‏/2012‏ 04:12 م
     (26 (
في صباح اليوم التالي أخذت سليم إلى مطعم كنت أعمل فيه نادلة الكل هناك أصدقائي المديرة والعازفون، بعض العاملين هناك، طلبت من سليم هناك عزف مقطع صباحي  خفيف سعيد وغناء أغنية جميلة، كان مترددا بعض الشيء اخبرني إنه لا يتذكر كيف يعزف فأخبرته ان من أحب شيئا يمارسه دوما بروحه حتى وان فرضت عليه الحياة غير ذلك شجعته المديرة وطلبت من الجميع الاستماع لعزفه وغنائه  جلس على المسرح الصغير في الزاوية البعيدة كان الحاضرون مترقبون ويهيمون بالسعادة كما تهيم الورقة كما تهيم الورقة في الهواء وعلى سطح الماء فعزف بالغيتار أغنية.
في البدء كان حقا سيئا لكن هناك فتاة كانت تصفق وتحرك رأسها يمينا ويسارا وتهتز برشاقة مع الموسيقى ربما تحب هذه الأغنية لا أعرف أو مزاجها جيد فقط. صرخت: أنت الأفضل
فأشرق تدريجيا غناء سليم وأصبح مبهجا كلنا أصبحنا كتلك الفتاة، نتراقص وكأننا نطير بالهواء نهيم مع الموسيقي ننسى كل شيء ننسجم مع الموسيقى ونذوب فيها ان كان هو التعبير الصحيح انا أخبركم إحساسي فقط.
بعد الانتهاء وكان سليم على وشك ترك المسرح الصغير فسارعت الفتاة بطلب أغنية [الشخص الذي أحب \لينا بارك وكيم بوم سو]  وقالت لي أن أؤدي معه أن أغني مقطع لينا بارك ضحكت واعتبرتها مزحة لكنها أصرت وانا في الحقيقة الاسوء في الغناء ليس الغناء مطبخي أنا متذوقة للموسيقى فقط.
صعدت وغنينا سويا كان للغناء على المسرح شعورا يشبه المشي على السحاب والطيران على البساط السحري, تصبح أقوى تدريجيا وأكثر سعادة وتُمنح إعجابا و حبا لا يصدق, كل ابتسامة ستجعلك فخورا.عرفت لماذا أحب الغناء، كما انه موهوب ومبدع موسيقى يعزف الغيتار بإتقان يغمض عينيه في المقاطع الأصعب ويحلق بنا إلى فضاءاته وأخيلته وأحلامه انه عالمه المتكامل الخيالي الجميل.
لم أستطيع سوى ان أغمض عيني ايضا واخفضت صوتي وقد غنى سليم جميع المقاطع معي حسنا لم نتلقى الكثير من الإعجاب والتصفيق لكني أحببت ذلك لان الفتاة أحبته وكانت راضية تماما وهذا الأهم.
شكرتنا الفتاة بعد الانتهاء فسألتها سبب طلب هذه الأغنية بالتحديد ثم اعتذرت عن تدخلي قالت:لدي ذكريات مع الأغنيتين.. ذكريات جميلة إنما الأغنية الأخيرة كانت سبب لقائي بمن أحب.
كانت سعيدة جيدا بينما تتكلم عن حبيبها الرائع كانت عينيها تومضان ويديها متماسكتان دائما بالقرب من قلبها أسفل وجهها ثم أردفت: كان حبيبي مميزا لكننا انفصلنا ...ماذا يتوجب علي أن افعل؟ وفي الحقيقة تركني لاني فقدت ساقي اليمنى في حادث سيارة وضعت ساقا اصطناعية لكنه اخبرني انه يحبني لدرجة انه لا يستطيع رؤيتي هكذا كما انه يحترمني ولا يريد الإشفاق علي لذا الاحتفاظ بالذكريات الجميلة أفضل من بقائنا معا .
قلت والألم يدب في صدري : الم يكن مؤلم؟ انه سيء جدا.
قالت مبتسمة: ليس سيئا مطلقا انه رجل في قمة من التفهم ولديه إحساس مرهف، تألمت في البداية لكني شاكرة له الآن ما زلت أحبه لكني لن أموت بسبب رجل على الأقل، وان مت بسببه سأكون سعيدة لا تعلمين كم تطورت في عملي و نجحت بسبب ذلك الرجل الوحيد الذي عرفته في حياتي.
قلت:الوحيد؟(في الحقيقة انا لا أتصور كيف لامرأة ان تتقبل فكرة البقاء مع رجل واحد طوال الحياة)
قالت: انه حبي الأول كان خطيبي, قلب الفتاة شيء ليس قابل للتغيير بسرعة لا يبدل الرجال كما لو إنهم ملابس(ضحكتٌ ضحكة خفيفة) انا الآن سأتزوج بعدما حققت ما اريد في الحياة بساق واحدة.
قلت: سأكون فضولية لو سألت ما كان حلمك بالحياة؟
قالت: لا, أبدا.  كنت اريد ان أصبح عداءة و أفوز بالميدالية الذهبية وفزت وأردت ان ادخل كتاب غينيس و دخلت.
قلت: رائع عظيم.
كنت منذهلة تماما مما سمعت كانت فتاة ضئيلة وتبدو اصغر مني و لا تبدو كأحد عظيم لكنها لقنتني درسا ثم ودعتني و غادرت.
بعد ذلك عرضت المديرة على سليم ان يأتي كل جمعة و سبت أو كلما رغب على ان تدفع له مبلغا جيدا ذلك الأحمق انه موهوب.
ثم طلبت من المديرة ان استخدم المطبخ واعد وجبة خفيفة تكون الوجبة المميزة لهذا اليوم كطريقة لشكري، وافقت فدخلت للمطبخ مع سليم ألقيت تحية على أصدقائي القدامى، وقد كانوا غاضبون لاني لا أزورهم كثيرا، لكننا بعد ذلك استمتعنا بإعداد الطعام سويا لكن إصبعي جُرح _أحيانا تحصل للطهاة عندما يكونون سعداء جدا مثلي أو حزينون_ فزع سليم وراح يسال صديقتي عن مواد معقمة وقطن فضحكتُ قائلة : هذا لا شيء سأكون بخير في غضون دقائق .
سليم:أتعلمين انك قد تموتين ان اهملتيه؟
قلت:لن أموت قبل ان أرى يوم زفافي، انا انتظر ذلك.
قالت صديقتي: انه يحبك ويريد رؤية يوم زفافه ايضا.
ضحكت بصوت عالي وكأني لم أضحك منذ مدة وقلت: انه صديق.. صدقا انه صديق لكننا بالفعل أصدقاء حقيقيون (ضربته على ساعده ونظرت له بحدة:أرأيت جعلتهم يخطئون الظن بنا؟
بعد ان أكملنا إعداد الطعام ودعنا الأصدقاء  ثم ذهبنا لنسير لكن الجو كان بارد رغم ان الساعة ما زالت الرابعة قلت وانا ارتجف :أين سنذهب؟ لا أستطيع ان أفكر.
سليم: الجو ليس باردا ما بك؟
قلت: اعلم لكني ارتجف كما لو أن البرد ينخر في عظامي لنذهب لشرب شيء دافئ.
سليم:انا لدي فكرة ولا تسالي فلن أجيب.
ضربته على ساعده قائلة: لا يمكن مخاطبة فتاة هكذا، كما اني لست شخصا يذهب إلى المجهول.
لكنه مسك يدي فسحبتها فأعاد إمساكها فسحبتها وقلت: سآتي.
ركبنا قطار الأنفاق كان الجلوس بجانبه والحديث معه مريح جدا. بالرغم انه لا يتحدث كثيرا، لكننا قد عبرنا عن أحلامنا وآلامنا في صمت. كان سابقا لي كأخ اما الآن يبدو لي كرجل أكثر ، الوقت الذي قضيته معه قليل هذه المرة لكنه كان مختلفا عن السابق الآن هو ليس أخي، لا اريد ان يكون أخي، لقد قبلني ماذا علي ان افعل مع مثل هذا النوع من التفكير؟ هو لديه خطيبة وانا لدي خطيب.. هذا مخيب للآمال قليلا لكني لست متزوجة على الأقل. كما ان نمير لا يبدو انه مهتم انه لم يتصل منذ ان خطبنا ربما انه نادم على التقدم لخطبتي لا ...لا اعلم.
 ذهبنا إلى احد المجمعات التجارية الكبيرة التي اسمع عنها وأشاهد إعلاناتها ولم  لكني لم أرها لاني مشغولة دائما، كما ان الذهاب إلى هناك مضيعة للوقت فكل شيء غالي. لماذا اذهب إذن؟
في ذلك المجمع كسب سليم قسيمة شرائية لمطعم من خلال مسابقات تقام هناك بمناسبة العيد وقد اتفقنا ان نسجل أسمائنا في تلك المسابقة التي تبدأ الساعة السادسة مساءا تجولنا قليلا ثم جلسنا على حافة النافورة  بينما ننتظر المسابقة تبدأ  كنت أتخيل اني  استمع أغنية (آيو نهاية كل يوم)  وفجأة جاء رجل وامسك سليم من ياقة قميصه وأوقفه ولكمة سليم على خده ثم طرحه أرضا توقفت الأغنية فجأة وبدأت أغنية (2 بي أم \بدونك) ...
وتوقفت عن الحركة تجمدت من هذا يا ترى هل هو نمير؟ لا يمكن انه يعرف ان لدي أصدقاء من الرجال بقدر صديقاتي الفتيات, هل غضب لأنه اعتقد انني كذبت عليه ولم أسافر؟ هل رأى نظراتي المفعمة بالإعجاب؟ ثم صرخ جمال في وجهي: انت حقا امرأة سيئة لم انت هكذا ألا تتعبين؟
قلت (حاقدة ومتألمة من أجله): ماذا ؟ من أنت؟
سليم بنظرات متعجبة: صحيح من انت يا سيد؟
جمال: أنا.. أنا من أنا؟ ألا تذكرني؟ في المدرسة.. لقد قابلتك.
سليم(بأسلوب راقٍ):يا سيد أرجو ان لا تتدخل في المستقبل وسأغفر لك.   
لا اعرف لماذا لكن (موسيقى لا تذهب \تيارا) الراقية كانت تدور في راسي في هذه اللحظة ربما لانني تأثرت بطريقة سليم الراقية والمكان الذي كنت فيه وإننا في تلك اللحظة كنا اشهر من تيارا في ذلك المجمع التجاري الفاخر
جمال: هذه اللعوب سم إنها أفعى كما إنها بالتأكيد لم تخبرك إنها...
سليم: مخطوبة مثلا؟ يمكن لأي احد ملاحظة ذلك من الخاتم.
جمال:إنها ساحرة تسرق القلوب.
سليم(ضحك برقة):يا الهي! هذا غير ناضج للغاية انا مرتبط وهي كذلك وكلانا ناضجين،ندرك ما معنى الصداقة اننا نفهم ذلك بروحنا، نحن صديقان منذ ست سنوات.
قلت:لماذا لا تعتذر؟ لقد أزعجتنا ووبختنا بأي حق؟ اعتذر ل(سليم) ولي.
جمال:أنت...
قلت: جميلة ؟     ( متألمة من كون كلامه صحيح ومتأسفة له وساخرة بالوقت ذاته)
سليم:نحن مضطرين للمغادرة. آسف، واشكر حرصك كل عام وأنت بخير. سنة سعيدة.
جمال:أعتذر,عطلة سعيدة.
جرني سليم مرة أخرى من يدي فسحبت يدي وقلت :لّستُّ ط~فَلة اعرف الطريق كما انني لا أحب التلامس اكره ان يمسكني احد من يدي.
سليم:حسنا انت تفكرين كثيرا. هذه الحياة لا تحب أشخاص مثلك.. فقط كوني رقيقة برجل يحبك كثيرا، وتأكدي انك لن تجرحي احد.
قلت وانا متحيرة فيما يعنيه:إززز
سليم:سنذهب للمسابقة هي على وشك البدأ لنجرب ما يقود العالم الحظ
اشتركنا انا وسليم بالمسابقة كثنائي كل ما تحتاجه بعض المعلومات العامة بعض المعلومات عن المجمع التي كان سليم خبيرا بها وبعض المرح والتسلية والتركيز خلطة جيدة تجعل الزائرين متحمسين .
ثم فقرة المهمة الخاصة اختار سليم الغناء وغنى مقطع من أغنية ( يستمع لك من مسلسل باستا \كيوهيون) بينما قمت ببعض ألعاب الخفة التي تعلمتها من العمل بالمطبخ ثم حصلنا على مجموعة من العطور ونظارات الشمسية و الكثير من القسائم الشرائية والحسومات التي تصل ال90% بالإضافة إلى البطاقة المجانية التي تضمن لي الحصول على تدليك للرأس والعناية بالشعر و والأظافر ببشرة الوجه من احد مراكز التجميل الموجودة في المجمع.

فقمت بقص شعري وطليت أظافري لم افعل هذا منذ مدة طويلة  كان أمرا رائع ومنعش ومجدد للقوى وكذلك زرت برفقة سليم متجر للملابس الذي حصلنا منه على قسيمة شرائية بمبلغ كبير اشتريت فستان وقميص، ووشاح رقيق طلب طلبت من الموظفة ان تلفه وأعطيته لسليم لكي يهديه لخطيبته ويبدو انه فكر بما أفكر فيه وأعطاني ربطة عنق لكي اهديها لخطيبي.
ثم تناولنا شاي دافئ في أحدى المقاهي وتبادلنا حديثا قلبي دافئ حقا ولم انس ان اعتذر عن الموقف الغريب الذي حدث بسببي.
وهكذا مضى يوم آخر رغم انه جميل لدرجة إنني لم أرده ان يذهب بهذه السرعة، لكني كنت أعاني بعض الألم في قلبي بسبب هذا الشخص الذي عرفته منذ زمن هذا الشخص الشبيه بالقهوة أو شراب الشوكولا الساخن في قلب ليلة هذا الشتاء البارد , تطابق الأفكار والأرواح بيننا أمر غريب انا في داخل أفكاره وهو في داخل كياني، عرفت إن هذا ما يسمى الوقوع في  الحب، كل شيء يخبرني انه ذلك النوع من الحب الذي انتظرته كل شيء يصرخ ان علي رؤية ذلك الحب الحقيقي.
هناك حقيقة انه مخطوب وانا كذلك تؤلم قلبي لكن... لا يهم انا اهتم به منذ السابق كان صديق حبيبي الذي قضيت معه وقت أطول من قضائي الوقت مع حبيبي (استلقيت على الأرض وضربت راسي بالحائط)لدي عمل لدي حلم،  يجب علي فعل الصائب فقط. ان لم افعل ذلك ...ماذا سيحدث؟
(27)  
 ‏24‏/08‏/2012‏ 06:37 م    
اليوم التالي اتصلت بسليم وأخبرته ان لدي بعض الأعمال وإنني لن أستطيع مقابلته اليوم
لقد بحث عن نمير لكن محاولاتي باءت بالفشل لذا عدت للمنزل لأعد بعض المافن من اجل ان اهدي بعض منها ل(سليم).
وفي المساء ...اتصل سليم وطلب مني ان أقابله ولكني كنت منهكة جدا فرفضت لكنه أراد رؤيتي بصورة ضرورية وطلب عنوان بيتي ليأتي لرؤيتي لقد قلقت حقا بشأنه كان صوته مشحرج ولم يكن يخرج بسهولة وكأنه يبكي فأعطيته عنوان شقتي، وبينما كنت اعد الشاي اتصل بي وطلب مني النزول لمراب المبنى.  نزلت بسرعة كان واقفا أمام سيارته ويبدو على أحسن ما يرام كان أنيق للغاية شعره مصفف بطريقة جميلة عند مزين ،وهذه ليست عادته.
ألقى التحية ثم اكتفى بابتسامة صغيرة زائفة و رمشة عين. فقلت لأغير الجو الحاد والممل: ألا تريد ان تشرب الشاي؟
سليم: لم لا ؟ لنشرب الشاي.
قلت:ما الذي يجري معك؟ سأجرب ذلك الأمر ان لم تجيب.
رمقني سليم بنظرة باردة وأعاد رأسه ثم نظر للأمام ثم زفر وقال:ووو~ه
قربت رأسي من قلبه وأبعدت جسدي وكنت أغمض عيني من التردد والقلق وكلما قرب راسي أكثر ابتعد جسدي وارتجفت قدماي وتعرقتا فامسكني من شعري وأبعدني قائلا : ماذا تفعلين ؟ لو سمحت اريد المعرفة. (ساخر)
كنت ارتجف فقلت وانا انظر إلى إصبعي السبابة وهما يتماسا من رأسهما: قالت إحدى صدقاتي إنها قرأت ذات مرة في إحدى المدونات أسرار دقات القلوب ومنها إنها تخبر عن حالة الشخص ومزاجه.
فقال: ما بالك تبتعدين كلما اقتربت؟
قلت: انت تحب التلامس.
فامسكني من ذراعاي وقرب وجهه من وجهي وقال بجد وغضب :صحيح انا أحب التلامس، انا إنسان سيء أتذكرين ؟ مذ كنت صديقة أختي كنت إنسان لعوب.
نظرت بعيدا وقلت :لا اعني هذا صدقني انت رجل جيد وانا اعلم ذلك جيدا .وانا كأختك وربما لذلك تلامسني بطبيعية ... بطبيعة الحال يداي تؤلمانني.
ثم استدرت لأغادر فوضع رأسه على كتفي الأيسر فقلت وانا لم اتجرا على النظر إليه:سيدي اريد...
فقال بصوت هادئ وواضح:ابقي هادئ. (ثم امسك يدي بقوة)
فقلت:أهناك أمر ما يشغل بالك؟
انهمرت دموعه وبللت ملابسي وكان يتنفس بقوة كنت اشعر بصدره وهو يعلو وينخفض ثم قال:ألا يمكنك إخباري من دقات قلبي؟
 استمر يبكي بهدوء وهو يرتجف مما أيقظ بعض المشاعر الدفينة لدي وبكيت انا ايضا  ثم مسحت على رأسه بكفي الأيسر.
تلك اللحظة علمت اني لا اعرفه ولا أشبهه في شيء سوى ان لكلينا حلم،
 لقد تسرعت بالحكم ثانية لكني لست مخطئة أليس كذلك؟ باني أحب هذا الرجل على كل الحياة مازالت سلطة ولن تصبح عصيرا أبدا.

25‏/08‏/2012‏
في تلك الليلة بقينا معا حتى الواحدة ليلا نشرب الشاي بصمت لا شيء حتى يقال فقط الصمت هو ما يمكننا الإفصاح به فأننا لو فعلنا غير ذلك لندمنا واستأنا وتألمنا أكثر.
في اليوم التالي تأخرت في الاستيقاظ لم أدرك ذلك حتى رأيت ان الساعة تشير للواحدة مساءا عيناي تؤلمانني من البكاء و رأسي لا أكاد أستطيع رفعه ومشيتي مترنحة تماما. كنت اشعر ببعض الحمى لكن حمى في العيد وخطيب هارب، أليس هذا كثير؟ قلبي ينزف من الأعماق وكان احدهم قطعه لشرائح و شواه على درجة حرارة مائتين مئوي وما زال ينضح دما، وعلى ما يبدو هناك أشخاص مقيتون يستمتعون بأكله.
ليس لي أي رغبة في الحياة أتعرفون تلك الايام التي تشعرون فيها وكأنكم ميتين لا وبل تحسدون الأموات لأنهم تركوا هذه الحياة البائسة؟. انا هكذا كنت اشعر عندما اتصل سليم عند الساعة الرابعة وطلب من الحضور فورا لشارع (عين) المزدحم بأماكن الترفيه كالمطاعم والحدائق والمقاهي وكلها ذات الطابع الريفي وكأنه شارع بضواحي العاصمة.
هرعت بسرعة إلى الشارع وانا احمل حقيبة ظهري المعتادة التي أضع فيها إبريق الشاي رغم انني  لم أكن في مزاج للخروج مطلقا لكنني كنت قلقة  عليه بشأن أمس.
كان الشارع مزدحما بسبب العيد فلم اعثر على سليم اتصلت به فإذا به يمسك ذراعي من خلفي توقف قلبي ظننته رجل سيء من اؤلئك الذين يوجدون في الازدحام، حاولت التماسك لكني لم أقاوم رغبتي في الصراخ فأطلقت صرخة قوية وقلت :اتركني وإلا..
سليم(متعجب):ما بك؟
قلت: ماذا تفعل خلفي؟ لقد فزعت. (جفت شفتاي وخارت قواي)
سليم:لقد تأخرت.
قلت: انا بالفعل مستاءة ومريضة وغاضبة ولا تسال لماذا؟ لاني لا اعرف لكني أتيت لانني قلقت عليك و يبدو انك في مزاج جيد لتمزح وانا لست في مزاج يصلح لأي شيء.
سليم:آسف حقا. (يخفي ابتسامته)
قلت: لا يهم ماذا كنت تريد مني؟ إززز...قبل ذلك أردت ان أسالك لم لا تقضي وقتا مع أسرتك أو مخطوبتك.
سليم:لنجلس أولا لقد أعددت شيئا ما. كانت مخطوبتي تفعل هذا عندما تريد مناقشتي بأمر ما
في زاوية هادئة نوعا ما قرب السياج الحديدي لحديقة محاطة بالأشجار النصف خضراء، بعض الأوراق المتفرقة على الأغصان. فرش سليم سجادة من تلك السجادات الصغيرة والملون.
وضع صندوق مكعبات الأطفال و صندوق حافظ للحرارة وقال: لنجلس.
قلت: أين ؟هنا ؟ في منتصف الشارع. حسنا. غير اني توقعت دعوة في مكان جميل لأنك ثري مثلا.
ضحك سليم  وهو يحدق في صدري وضعت يدي على صدري وقلت :إلام تنظر؟
قال: اوووه(أشاح بوجهه) آسف لكني كنت أتسائل ألا تشعرين بالبرد؟
قلت:انا ارتدي ملابس كثيرة...إززز (تحسست الأزرار)الزر لم..(أسرعت في إغلاقه)كل الطريق كم شخص (وضعت قبعة سترتي على الراسي وأغمضت عيني حتى أنسى قليلا وأعود لطبيعتي)
جلس سليم على السجادة واخرج أكواب كبيرة الحجم وافرغ فيها حساء ساخن ودعاني للجلوس.
كنت محرجة بادئ الأمر والبرد يكاد يقتلني لكن شيئا فشيئا زال كل شيء بعد اخذ رشفات من حساء الفطر بالكريما السلسة حساء مسحوق بعناية وهو خفيف، لكنه ليس خال من النكهة انه محفز للحواس تسائلت:هل هذه من إعدادك؟
سليم:لا انه الطاهي.
قلت:عرفت.
سليم:سنبني عمارة عمودية. هل تريديها من الأقداح البلاستيكية أو من المكعبات؟
قلت:لا فرق.
سليم: المكعبات لاني أفضلها أكثر ولا يوجد أقداح بطبيعة الحال. (ملامح جادة أضحكتني)
ثم أردف:ستسألني سؤال و أسالك سؤال بينما نبني العمارة من يضع القطعة التي تسقط البناء نربط له بالونا في أصبعه والذي لديه اكبر عدد من البالونات في أصابعه ينفذ كل ما يطلب منه .سأبدأ متى استيقظت هذا الصباح ؟ وماذا فعلت حتى أتيت إلى هنا؟
قلت: الواحدة ظهرا كنت مريضة تناولت مجموعة من الأدوية المختلفة.
قال:دون وصفة طبيب ؟ انت تؤذين نفسك.
قلت: لا اهتم ثم أعددت البراونيز والشاي وأحضرتهم معي-كما أخبرتني سابقا الطرق للتنفيس عن الغضب منها افعل ما تحب-, اها, بكيت قليلا . هل أضع قطع أخرى؟
قال :لست محددة بعدد. دورك الآن....إممم انا سعيد انك تتذكرين
قلت: اقضي بعض الوقت مع عائلتك أتمنى لو كانت عائلتي هنا معي أمي أبي أخي أختي ربما سأسافر في الايام الخمس الأخيرة الكل مع عائلاته .أتمنى لو كان خطيبي معي انا أحبه كانسان انت لا تعلم كم هو شخص نبيل ولطيف و مهذب ماذا بشأنك؟
قال:عائلتي. أبي مشغول هو المدير- تعرفين- لكنه جيد هو شخص لديه نظرة ثاقبة.
قلت:مثلك يعني.
قال: ليتني كنت نصفه لقد ترك لي الحرية. هذا العالم بحاجة لرجال مثل أبي وليس لفشلة مثلي.
قلت: انت لست فاشل لكن لم تجد طريقك بعد.
قال:عمري ثلاثون سنة، لكن لنفترض انك محقة. أمي امرأة طيبة مرهفة المشاعر حيال أولادها مهما كانت قاسية مع الآخرين لذا انا أقابلها في الوجبات الثلاث نبتسم نحي بعض , مع ملخص الأحداث الخفيف، مهما كانت الحياة تفترسني سأبتسم,اما أختي فلا افهمها لا تحب قراءة الروايات الأدبية والكتب العملية المسلية لا تحب مشاهدة التلفاز، الاستماع للموسيقى, حين تتعب من الدراسة تدرس الدراسة فقط.
قلت: لم تكن هكذا لقد داومت على حضور صفوف الطبخ لكي تتزوج..غريب أمر البشر. وخطيبتك؟
قال ضاحكا:لقد تشاجرنا قبل شهرين عندما عدت من المدرسة كلمتها عن الحدث، وذكرتك لها لأنك صديقتها، وستحب معرفة أخبارك، لكنها بكت كثيرا وصرخت ولم اعرف السبب.
قلت: صديقة؟ ليس لدي صديقات انت تعرفهم.
قال: كنت مقربة منها، و لكنك تركتها.
قلت(غضبت): لا تقل هذا. انا لا اترك صديقاتي. لقد قلت لي مرة ان من يفقد أصدقاءه خاسر وهو أكثر إخفاق من الذي ليس لديه أصدقاء إلا إذا فرضت علينا الحياة ذلك أو تزوجن
قال مستنكرا: الزواج لا يفرق الأصدقاء.


قلت: اعتقدت هذا ايضا لكن اثنان من اعز صديقاتي عاملاني وكأنني خاطفة الرجال وابتعدوا عني حين تزوجتا أحداهما كان زوجها صديق لي انا عرفتها به. انت لا تعرف شعور ان تعامل كحثالة أو قمامة غير مرغوب بها من قبل اعز الناس. انا لست سيئة لست متعددة علاقات أو لعوبة انا سيئة الحظ فقط  قلبي تواق للحب والرجال يحبونني وعلاقات في حياتي ليست كثيرة، وكنت جادة صحيح أحببت رجال كثر وأحبوني، لاني فتاة محبوبة من الرجال، لكنه أمر يثير الشفقة حقا أن انا اعتبر نفسي سيئة الحظ بينما إحدى صديقاتي التي تزوجت حبها الأول تعتبرني محظوظة.
قال:اعلم.
انهمرت دموعي رغما عني وقلت: لا تتفوه بكلام لا تعرفه انا وحيدة، كل من أحب يتركونني، حتى من اعتقدت اني لن اتركه تركني، عملي دُمر، بسبب ولعي وشدة رغبتي في لقاء حبيب لا يهجرني، ولا يصبح وغد بعد شهرين. ان رغبتي في الحب سببها الرجال الذين يطلبون مني ان أكون بجانبهم ويتخلون عني عندما احتاج احد ما إلى جانبي وبسببهم أصبحت مسجل خطر لدى صديقاتي.
بكيت لفترة من الزمن ثم قال سليم :يمكنني القول انك طاهية بمستقبل مشرق سألت الطاهي الذي يعمل في منزلنا كم يستغرق من المرء حتى يكون الطعام الذي يطهوه لذيذ ومميز وذا نكهة سحرية خاصة قال خمس سنوات ولكي يكون طاهي رئيسي يلزمه ثلاث سنوات وسيبقى قليلا في منصبه ثم يبدأ المضي قدما في طريق المجد.
قلت: ربما كان يتحدث عني انا طاهية رئيسية منذ سنتين(حاولت الابتسام)
قال:استريحي قليلا وخففي عن نفسك كم نسبة ذهابك لحفلة ما؟
قلت: ربما 99% اذا أردت الذهاب .لم هذا السؤال؟.
قال:فرصة الذهاب1% لأنك قد لا تريدين الذهاب، وان أردت الذهاب قد لا تجدين ثوبا مناسبا وان وجدتيه قد تتصل عائلتك وتخبرك ان والدتك-حفظها الله- مريضة، او قد يتصل بك احد أصدقائك فتعدلين عن الذهاب، وإذا لم يحدث هذا، قد لا تجدين من يوصلك او تكون سيارتك معطلة، وإذا سارت الأمور جيدا ووجدت صديقة  تقلك مثلا فقد تتعطل السيارة او يحدث إعصار او يهطل المطر، بشدة فتنزلق السيارة وان صادف ولم يحدث هذا قد تصلين بعد انتهاء الحفل و تصلين وتقول لك إحدى السيدات في قاعة الحفل لن يقام الحفل اليوم او..
قلت:كفى!! انا أنهكت من صفحة الحوادث تلك, احتفظ بها لنفسك.
قال: الحياة هكذا تريدين شيئا لكنك ليس بالضرورة ستحصلين عليه رغم انني لا اريد تصديق هذا لكن رغم عني حصل في حياتي,كان لدي حلم فتخليت عنه رغما عني أبشع تخلي لم اغني حتى إلتقيتك، مثلا لان خطيبتي تعتبره هراء. لم أحب في حياتي سوى فتاة واحدة وتركتها تذهب دون أن ابتسم في وجهها او أتحدث معها مرة لوحدنا.
قلت: اعرف هكذا نوع من الرجال إنهم يجعلون الفتيات يمرضون، وكذلك هذا النوع من النساء الغبيات عديمات المشاعر والأحاسيس. يمكن رؤية الحب في وجه الرجال هذا أسهل من رؤية الشاي في قدح زجاجي.
قال: صحيح. ماذا ترين في وجهي الآن؟
قلت: رجل محطم كإمبراطورية مدمرة، وهو ضال لا يعرف ماذا يريد ويبحث عن الحب وأي شيء سيجده الآن سيطلق عليه كلمة حب, الموسيقى حبه الوحيد قد لا يصبح مغني لكنه لن يتوقف عن الغناء.
قال:ربما انت محقة...آه سقطت العمارة لنربط لك بالون في إصبعك.
ذهب سليم لشراء بالون وعاد كنت قد أخرجت البراونيز والشاي وقد كنت احتسي الشاي. طلب سليم يدي فمددتها وانا محرجة قليلا لان يدي يد طاهية مليئة بالجروح والحروق فقال: نربطه حول الخنصر ويكون لدينا خاتم البالون.
قلت وعلامات الدهشة مرسومة على وجهي:نعم... (ضحكت وأردفت:فكرة جيدة من أجل الخطبة.
سليم:بالتأكيد .هكذا خطبت شفق.
قلت: شفق ابنة ابن عم والدك صحيح؟ الم تكن بدينة؟
قال: لا يهمني الشكل لكن ألا يمكن ان أتزوج بفتاة بدينة؟
قلت: انت..لا ..كل صديقاتك المغنيات والمهندسات كل زميلات الدراسة كن نحيفات، كما ان والدتك لا تحب ان تكون زوجة الوريث الوحيد بشعة، اعرف والدتك لقد زرتكم ثلاث مرات كانت تنظر لي وكأني تفاحة عفنة لكنها حاولت معاملتي بلطف ..آسفة (أغلقت عيني وابتسمت)لنحتسي الشاي.
سليم:شكرا.ما سبب كره شفق لك؟
قلت عضضت شفتي السفلى: لا يجب علي القول ...إززز , كانت تحبك منذ كنا صغارا وحاولت ان تصبح نحيفة عدة مرات لتكون جذابة بالنسبة لك، وفي تلك النزهة التي قررت مصارحتك بحبها انا كدت اسقط من أعلى السلم بسبب الدوار ولم ينقذني صديقك الأحمق وأنت أنقذتني لذا..
سليم: عرفت (لم يولي اهتمام كبير لي) ما اسعد لحظة في حياتك ؟وما أتعس لحظة فيها؟
قلت وانا انظر للناس:المزاح او الحقيقة؟
قال محدقا في السماء:كلاهما ان أحببت.
قلت:الحقيقة ,أتعس لحظة الآن لانني مريضة ويائسة ومتروكة ومتعبة والجو بارد –مزحة-
قال:واضح.
قلت بعد اخذ رشفة من الشاي: اة~.الآن انا سعيدة من الجيد التكلم عما أضمرته سنين في قلبي حتى تخمر وأصبح كبيرا لا يحتمل (أخذت نفسا وأردفت:العب انا أضع القطع وحدي وتناول البراونيز خاصتي إنها لذيذة.
قال: لم أسالك سؤال صعبا.
نفخت خدي ثم قلت: إنهما الأصعب. لنرى, اسعد وقت في حياتي عندما استيقظ من النوم وأسال نفسي ماذا حققت طوال عشر سنين من الوحدة هنا وتحمل المشاق فأجد ان المشاق أضحت ذكريات جميلة وتحولت لمجد ونجاح فاشكر الله واقدر لنفسي إنها جازفت من اجل حلم واشكرها لأنها تحملت الكثير واخبرها ان علينا ان نكون متحدين أكثر نمضي بروح الفريق للتغلب على المصاعب من اجل الوصول لحلمي وأقول لنستمتع اليوم انه محض يوم جميل.اما أسوء وقت حين استيقظ وأقول هل سأذهب للعمل عديم الفائدة ذلك.. مرة أخرى. مرت كل هذه المدة ولم افعل شيء، كان علي ان احلم بحلم أفضل، ربما ان أكون في فرقة غنائية او ممثلة إعلانات كان سيضمن لي عيش أفضل، ما هذا الحلم ؟ تقطيع الخضار وتشريح اللحوم والوقوف قرب النار وخبز أنواع مختلفة من العجائن أي نوع من الأحلام حلمي هذا ؟في هذه النقطة عندما أتفوه بهكذا تفاهات عن حلمي الثمين العزيز واردد الكلمات التي اسمعها طوال الوقت، اشعر وكان احدهم طعنني بسكين مباشرة في قلبي اشعر اني ميتة ولا فائدة من حياتي (أشحت وجهي بعيدا عن ناظري سليم وأردفت قائلة:يمكنني القول هذا عن الحب ولكن بدرجة اقل حين أقع في الحب-وانا دائما أقع في الحب. لدي عيب خلقي في قلبي ربما او إنها من ضروريات الطهي فنحن نتعلم ان الطهي لا يتم إلا بوجود احد تريد ان تجعله سعيد _ اشعر اني سعيدة جدا وحين أحطم قلب احد او يحطم قلبي احد او يصبح حبي تافها وسخيفا وبلا معنى العن الحب وأغاني الحب حتى انني أحيانا ابكي حين اسمع أغاني الحب وأحيانا اريد التقيؤ منها قال الحب قال (أوشكت على البكاء)
سليم:خففي عن نفسك انا أحيانا... حين اغني اشعر بالتقزز والإعياء انا لا اعرف الحب. وخطيبتي تريد ان تكون زوجة الوريث ليس زوجتي.
قلت: البالغين لديهم مشاعر غبية ومعقدة من لا شيء.. ماذا عنك؟
سليم:انا رجل.
أصبت بنوبة من الضحك: آسفة. هل انت قطة مثلا او كلب؟
قال:لا اعني اني رجل، وهذا يجعل التعبير عن  مشاعري أمرا غبيا، وحتى ممنوعا تعرفين الحلم و الحب والوحدة والحزن أشياء لا يمكن للرجال التعبير، عنها بسهولة حتى انني لا ابكي, اريد ان ابكي لكن نسيت كيف يبكون حتى ذكرتني بالماضي, بالوقت الذي عبرت فيه عن نفسي, حلمت ,بكيت، وضحكت, واخترت، اما الآن فانا مسلوب الإرادة إلا فيما يخص طعامي ووقت استحمامي أتمنى لو كنت ك(مريم) النوع المفضل للعائلات الغنية. كما ان أسوء وقت عندما أكون مع خطيبتي فهي تريد رؤية ابتسامتي كلمات حب وانا اكذب وهي تعلم لكنها ما زالت تريدني, لقد جعلت مني شخصا كاذبا وسيئا رغم اني أخبرتها بكل هذه الحقائق يوم خطبتها قبل أربع سنين. واسعد وقت في حياتي فانا لا اذكره لكن يمكنك القول يوم معتدل او بارد وانا أقرا الكتب بشغف كما في السابق او أحاول العزف على البيانو في منزلنا الفارغ وسرعان ما تدخل أمي برفقة شفق ويفسد كل شيء. الحياة سلطة صحيح الحياة ليست سهلة ليست طريقا وتختارين احد الطرق الحياة كافعوانة اما تصلين وتركبين او تتأخرين وإذا وصلت في الوقت المحدد وركبت سينالك من الرعب والهلع ما يوقف القلب لكن هناك من يستمتع. أليس هذا غريبا؟
قلت: انت رجل متفلسف..هل تشرب المسكرات؟ او المخدرات؟
قال:لا , لماذا؟
قلت: الموسيقيون والفلاسفة الفاشلون يدمنون غالبا كما انك فعلت شيء ليس يشابه أخلاقك وأدبك انت لست فتى سيء انت تعلم أول يوم (رفعت كتفي الأيسر قليلا ووضعت راسي عليه ويدي على قدمي اليمنى)
قال: أتذكر اني فعلت شيئا أحمقا لكني لست واثقا ما هو ؟ انا أصاب بصداع والآلام في العضلات ونوبات غضب والسبب نفسي لذا انا أتناول مجموعة من المسكنات والمهدئات وصفها لي الطبيب وذلك اليوم تناولت مجموعة منها كنت متألم جدا. سامحيني ان كنت فعلت أمرا مزعجا وسأغني أغنية ( انا آسف \لي جين سونغ)
غنى بصوت دافئ كشمس أطلت من الصيف لتذيب برودة الشتاء ورغم ان بعض الناس قاموا بقول عبارات شتم لغناء أغنية قديمة وحزينة كتلك، شعرت بشعور جيد وصفقت له عند الانتهاء قائلة:اختيار جيد.عليك غناؤها لخطيبتك.
قال:اتركيها وشانها.
قلت:اعطني بريدها الكتروني او عنوان صفحتها على الموقع الاجتماعي وسأكلمها وسأخبرها اني حبيبتك وسيجن جنونها وستصبح كما تريد.
صرخ بعد ان امسك بيدي وحدق بعيني عن كثب كانت عينه محمرتين وبارزتين ووجهه مليء بالدم وقال: قلت لا تتدخلي انت لا تعلمين شيئا.
قلت: لا باس لن أتدخل, لا اريد ان أتدخل ,كنت أتناقش معك فقط ..انظر أوقعت العمارة.
قال:آسف لا بد ان يديك آلمتك.. هذا الموضوع معقد اتركيه فقط. آسف لا بد اني أفزعتك.
قلت:حسنا لكن لا تمسك ذراعي مجددا أخبرتك اني لا أحب التلامس.. كما علينا المغادرة سيهطل المطر.
قال:لن يهطل المطر .                   _ قلت: سيهطل.
قال: لدي حاسة جيدة.
قلت: سيهطل لنركب في سيارتك.
ثم هطل المطر وتبللنا..
اعتذر سليم جدا لكني لم استمع له لاني كنت مبتلة جدا ومريضة, عرض ان ياخذني لمنزله لأجفف نفسي فرفضت وطلبت الذهاب لمنزلي بسرعة لكنه أبى إلا ان يشتري بعض الثياب الجافة وبعض  أدوية الرشح والزكام والصداع ثم أوصلني للمنزل.
  (29)
في اليوم التالي اتصلت بمديرة ذلك المطعم فطلبت مني إحضار ذلك المغني الموهوب بأي وسيلة كانت وستقدم لنا دعوة لست أشخاص، وجدتها فكرة جيدة للغاية وتحتم على إقناع سليم العنيد لكي يغني_الأمر ليس سهلا لكني لن أضيع أمر كهذا من يدي, أبدا_  لكنه اقتنع بسرعة توقعت جدالا أكثر ومتعة أكثر.
في المساء عند السابعة تقريبا جلست في المطعم انتظر قدوم الأصدقاء,وصل سليم أولا ثم لين ووعد برفقة جمال رغم انني لم اتصل بجمال لكنني عرفت لاحقا انه يبدي إعجابا ب(وعد)  ثم ميساء و تحسين وتبعا بالسيد وميض والآنسة مينا الجميلة سكرتيرته وبإضافة إلى أربع أصدقاء آخرين والمديرة. كان أمرا رائعا رؤية كل هؤلاء الأصدقاء معا واجتماعا محببا دافئا.
آه, نسيت ان أعرفكم بوميض لا تقلقوا انه رجل متزوج لديه ابنتان يدير مطعما ايضا يعود لعمه.
فيما مضى تدربت لدى طاه شهير يعمل في ذلك المطعم ومن خلال التدريب تعرفت على السيد وميض كان مهذبا وراقيا يعطي كل ذي حق حقه مثال في الالتزام والانضباط وتحمل المسؤولية والجد لكنه لا يمانع ان يغلق المطعم ويغير الإضاءة لتكون كما لو إنها ناد ليلي ويبدأ بالرقص مع العاملين للترفيه عن نفسه وتخفيف الضغط وهو يسمح بدخول بعض الناس ان أرادوا الرقص لا لشيء أخر، لان العاملون مشغولون بالرقص على حد تعبيره كما انه بطريقة غير مقصودة ينظر للنساء الجميلات واللواتي يثرن إعجابه بطريقة مريبة وهو يقضم القصبات البلاستيكية عندما يكون متوترا من الزوجة او أحيانا من العمل لذا حين اعرف انه سيكون قي مكان ما ارتدي وشاحا كبيرا حول عنقي و اتحاشا ارتداء الملابس القصيرة او البناطيل الضيقة.
وهو يفقد صوابه حين يشم رائحة لحم مشوي تعجبه لأنه دقيق وحساس جدا في روائح الشواء الجيد.
مثلت مرة معه تمثيلية سخيفة كنت فيها المرأة التي تواعده ليثير غيرة زوجته التي نسيت نفسها وزوجها وأصبحت قبيحة للغاية غير مكثرة بعد الزواج ومنذ ذلك الحين نحن أصدقاء لكنه صديق سيء ولا يعرف الاهتمام بامرأة كصديقة او حبيبة.
وبالعودة سليم لقد أذهلني ذلك اليوم لقد جعلني ابكي لقد بدا الغناء بأغنية (يوما ما \آيو) ويبدو انني لست الوحيدة التي تأثرت بهذه الأغنية ثم  قال "هذه من أجل قلوب الرجال" فغنى أغنية (يعذبني\سو ان غوك) كنت جالسة بجانب تحسين فهمس في أذني قائلا : هل يشير إليك يا ترى في هذه الأغنية؟ هل بينكما في أي حال من الأحوال أي نوع علاقة ؟
قلت:كما تقول المحطم يحب أي شخص واعتقد هو من هذا النوع.
قال مستفسرا ينظر إلى وجه سليم: وأنت؟
قلت:انا؟انا مخطوبة .
قال:انظري إلى وجهه المتقد من الغيرة انه ينظر إليك، سأذهب إليه يبدو انه سيغني(تخيل\سي ان بلو) لقد تعدى الحدود كثيرا وسأريه انك لست فتاة ضعيفة لا أهل لها.
قلت: انتظر لحظة.
لكنه ذهب وهو يغلي فوقف تحسين على المسرح الصغير وقام بغناء مقطع الراب وهو مبتسم ينظر بتهديد لسليم بالأغنية مما جعل سليم يتوتر ويبدأ بالغليان لكنه كبح جماح نفسه حتى أكمل الأغنية، ونزل من المسرح . لقد أدهشني تحسين بغنائه مقطع الراب كان مجرد رائع، كما انه أعجبني جدا حين دافع عني شعرت ان لي أخوة في المدينة وذلك شعور يمنح القوة حقا انا شاكرة له حقا.
عندما أردنا الخروج كان الوقت متأخر حقا سألني السيد وميض اذا كنت احتاج توصيلة لكني قلت لا وطلبت من تحسين ان يوصلني بطريقه لكن سليم جاء وسحبني من يدي وقال: انا سأوصلك.
سبحت يدي وقلت: انت تعلم اني لا أحب التلامس اتركني اليوم(لم أرد إعطاءه الكثير من المجال وخاصة أمام تحسين)
لكني بعد خمس دقائق وجدت نفسي في سيارة سليم طوال الطريق ظل صامتا لم ينبس ببنت شفة وحين وصلنا مقر إقامتي لم ينزلني من السيارة  بل دخل إلى مراب العمارة وقال:هذه الايام ....لا منذ أربع سنوات انا لست حي انا اقرب لميت مني لحي انا يائس لا اعرف كيف ابتسم.
قلت: ربما تعاني مرض عضوي او لا تأكل جيدا. تناول المزيد من الخضار.
قال وهو يبدي استياء: أتمزحين؟
قلت: لا لان المدة طويلة انا أقول اذهب للفحص وتأكد.
قال:انا حاولت الانتحار أكثر من مرة في ايام لم استطع أتنفس, شعرت ان أحشائي كانت تتقطع من المرارة والغيظ , تساءلت عن سبب عيشي مرارا , كنت بائسا حتى اني أصبحت سما لنفسي ولمن هم من حولي, أصبح الحزن يشعر بالسعادة حين يراني, لا إبداع ,لا طاقة جيدة ,الكثير من الطاقة السلبية فقط .
أوشكت على الخروج و قلت: يمكنك التعافي ان أردت, لا تكن ضعيفا للغاية, واجري فحصا شاملا.
نزلت من السيارة وانا على وشك قتل نفسي حمقاء لم أرد قول هذا, أردت القول انا منذ مدة اشعر بنفس الشيء , أردت مؤازرته, أردت إخباره ان كل شيء سيكون بخير أردت تذكيره كم كان شابا رائعا وطموحا , أردت القول ان كل شيء سيكون بخير هل انا أتظاهر بالمبادئ الآن؟ هو لا يحب خطيبته وانا أنسى اني مخطوبة انا اجبر نفسي على التذكر انا  لا اعرف ماذا افعل حقا ؟ بدأت اختنق من نفسي. ارتفع صوتي تدريجيا وبعثرت شعري وكان على جانبي الأيسر عمود فضربت راسي به مرة وأردت ان اضرب راسي مرة أخرى لكن أحدا كان وقف خلف كتفي الأيمن وضع يده على العمود ورغم ان الضربة قوية لم أتأذى التفت لأرى من ذاك الشخص ،كان سليم. قال وهو مبتسم: انت تتحلين بالمبادئ و لا تتظاهرين بها . لا تفعلي هذا مجددا قد تؤذين.
قلت وانا اسحب طرفي وشاحي بكلتا يدي واخنق نفسي: لقد سمعتني لان الحياة سلطة لكن لمَ تبعتني؟
قال:تصرفتِ بغرابة.                        _قلت: ابتعد عني.
شعرت بان عقلي وجسدي توقفا فجأة ثم تزحلقت وظهري مسند إلى العمود ووقعت أرضا, لقد ضحك الحارس الذي دائما يضحك علي كلما راني اسقط.
(30)
اليوم التالي استقليت القطار وذهبت إلى مدينتي الجو بارد لكني كنت سعيدة.بعد سبع ساعات وصلت لمدينتي منذ العيد الماضي لم ازر هذه المدينة,غالبا ما يأتي الأهل للعاصمة . أجمل شيء في مدينتي أنها بسيطة و تتطور ببطء أنها عالم من نوع أخر او انني أراها بهذه الطريقة لانني اعشقها.
وصلت لمنزلي مازال في نفس المكان وكأنني كنت بالأمس فيه , مضى عام بسرعة لقد حدث الكثير هذا العام حتى انني لا اصدق انه على وشك الانتهاء اشعر بالراحة الآن.
قضيت أياما ممتعة في منزلي, وغرفتي مع أبي وأمي واخوي واختاي وأبنائهم والأعمام والعمات والخالات والأخوال وأبنائهم والجيران, لم اعلم اني كنت مشهورة في مدينتي وان أهلي يفخرون بي لان الجميع كان يعارض حلمي ولو كنت قاتلة لكان الأمر أسهل لكنهم الآن يقولون إنها طاهية ممتازة تعمل في العاصمة . في الحقيقة لم أطهو هناك كثيرا لاني أحب تناول طبخ أمي وأختي الكبرى وزوجة أخي, انه ألذ من ألذ طعام يعده امهر الطهاة, وانا في الحقيقة لا أجيد إعداد طعام كهذا أبدا لأننا نحن الطهاة في محاولتنا للوصول للبساطة متكلفون .
في مطبخ أمي هناك الكثير من الأوعية المملوءة بالمخللات مخلل الخيار، مخلل الشمندر، والجزر، والملفوف، واللفت، مخلل الزيتون، مخلل الباذنجان، ومخلل الباميا ,والكثير من الخضار الجاف_لا بد اني ورثت حب تجفيف الخضار وصنع المساحيق المختلفة من الخضار المجفف من أمي_ فهي بالرغم من إنها تمتلك برادا فبالغالب هو خالٍ إلا حين أزورهم لان أمي تطلب مني إعداد الأطباق الشهية وحفظها بالبراد.
طوال سبع ايام كنت أقيم دروس لأولاد إخوتي وأولاد الجيران في الطبخ في بادئ الأمر ظننت انني سأعلمهم بعض تقنيات التقطيع البسيطة ونعد سلطة في اليوم الأخير لكني كنت مخطئة لان الأطفال كانوا أذكياء جدا ويتعلمون بسرعة . بعض الأمهات أرسلن لحما وهناك من أرسلن طحينا وسكرا.
ولرغبة الأولاد الذين كان عددهم عشرة في تناول أطباق شهية أصبحت انا من يعد الطعام وأوكل لهم المهمات التي يستطيعون فعلها وكنا نعد أطباقا رائعة ونتناولها سويا, وقد يأخذ بعض الأطفال حصصهم من الطعام للمنزل يشاركوه عائلتهم او يروهم ما أعدوه, وفي اليوم التالي تخبرني أمي ان الجارات مسرورات جدا مني وان أحداهن تريد خطبتي لابنها وهنا يبدأ الشجار تعتقد أمي اني عانس وعلى إيجاد رجل، وانا اخبرها اني مخطوبة كما ان الحياة لا تتوقف عند الرجال فالزواج ليس هدف إنما هو طريقة، وحين يصبح من المقدر لي الزواج سأتزوج. تتدخل أختي الكبرى لإيقاف الشجار وتأخذني زوجة أخي لمنزلها الذي يقع على أمام منزلنا حتى يهدا الوضع .
 (31)
‏19‏/09‏/2012‏ 03:52:30 م12 9 19 15 52 44
أراد تحسين الاعتذار من ميساء لأنه عاملها بفضاضة واجبرها للدخول للجامعة كي يتقدم لخطبتها لان والدته لا تحب أخبار الناس ان ابنها المهندس تزوج نادلة وإنها تفضل إخبارهم إنها طالبة فنون او أي شيء, فطلب مني إعداد كعكة مميزة ومساعدته في إقامة حفل لتقدم لخطبتها بشكل رومانسي  وخاصة حين علم إنها تركت التعليم قبل أربع سنوات حين أفلس والدها لتعيل عائلتها وقد كانت في المرحلة الثانية من في كلية الآثار , ومقابل إعداد كعكة مميزة سيعرفني على رئيس تحرير جريدة أسبوعية لعلي احصل على عمود في إحدى الأسابيع او احصل على عمود دائم ربما.
بعد نهاية العمل ذهبت و تحسين إلى مركز تجاري لشراء ما يلزمني لإعداد كعكة أحضرت كل اللوازم وبينما كان تحسين يدفع الحساب مر شخص يشبه نمير ركضت خلفه لكني أضعته ثم سمعت صوت نمير يناديني  التفت نحوه ومن شدة شوقي احتضنته بقوة حتى سعل اتصلت بتحسين وقلت له ان يأخذ الأغراض ويسلمها للحارس وانا سآخذها لاحقا.
في المقهى ....
جلست بهدوء انظر ل(نمير)الذي بدا ألطف بمائة مرة من ذي قبل كان كدمية محشوة قد ازداد بعض الوزن لكن يمكن ملاحظة بعض الشحوب في وجهه وسواد تحت عينيه , ثم اخترقت الصمت لأقول  وانا اصنع تعبيرا لطيفا بحاجبي المقطبين وشفاهي الملمومة :إززز.. لنرى.. انت لم تسال لمدة طويلة لماذا ؟وهل هذا أمر صائب؟
نمير(مرتديا رداء الجد على غير عادة):لا, لا يبدو صائبا.
قلت:ماذا بك؟ ابتهج, لم اعتد عليك هكذا. أتعلم يا دبّي المحبوب اني لا اشرب الماء كثيرا هذه الايام؟ كلما انظر للمصباح أتسائل متى ترجع, ولو لم اعثر عليك هنا لم أكن لا أجدك.
قال وهو يسعل:لا تهتمي كثيرا سأعود يوما.
كنت على وشك الصراخ من غضبي ما به؟ انا أتصرف بأخلاق وهو يفعل هكذا انا محبطة منه جدا.
ثم تمالكت نفسي وفكرت ان أمرا ما يحصل قلت:ماذا تعني؟ أيها الدب المحبوب(وضعت رؤوس أصابعي فوق رأسي ورسمت شكل قلب بجسدي وقلت:لا يليق العبوس بدبّي ابتسم دائما فانا أحب ابتسامتك .
قال نمير مبتسما : شكرا لك. دعينا نبقى أصدقاء جيدين ولننسى أمر الخطوبة أفضل.
قلت وأنا أهتز من الضحك: ماذا تعني؟ انت لا تريدني وانا لا اريد شخصا مثلك لا اعلم لم حاولت التصرف بمبادئ؟ لا اعلم لم اعتقدت اني قد احبك ؟ربما انت محق من الأفضل ان نكون أصدقاء لكني لا اريد ان أكون صديقة لعديم الفائدة وغبي ومتبلد. كنت ابحث عنك لأخبرك اني لا اريد إتمام الزواج.
خرجت غاضبة جدا انا لست فتاة تترك من قبل الأغبياء لا اعرف كيف يراني الرجال حتى الذي ظننته لطيفا تركني لا بد اني طيبة للغاية.
ركضت بأقصى سرعتي ,لا يهم إلى أين؟ ظللت أفكر هل انا فتاة ملعونة ؟ أم تراني سيئة كما يقول الناس؟انا سيئة ,انا مخطئة, لا بد إنني احصل على عقوبتي السماوية , ركضت حتى انقطع نفسي ودون ان ادري دخلت لمركز ألعاب الكترونية واخترت جهاز ألعاب به مسدس وبدأت أطلق النار بغضب على الأهداف وحققت رقما مميزا ثم تذكرت ان مستلزمات الكعكة عند الحارس وقد مضى عليها ما يقارب الساعتين عنده .عدت مسرعة باستخدام سيارة أجرة وأخذت المستلزمات شاكرة للحارس حسن صنيعه , ثم عدت لمسكني كان الجو باردا والسرير دافئا للغاية وقلبي متألم ومكسور أردت ان أغفو قليلا لكن لا يمكنني ترك الكعكة وقلت لنفسي غدا هو يوم عطلة ويمكنني عدم الذهاب للحفل والنوم قدر ما شئت لقد وعدت تحسين ان أسلمه الكعكة بحلول صباح الغد و لا يمكنني ان اخلف وعدا قطعته على نفسي , علي أولا ان اتصل بأحد وأدردش معه فان بقي كل هذا الألم في صدري قد اتلف الكعكة ونفسي في آنٍ واحد. من سأكلم يا ترى لين؟ اجل لين لكن لين لا ترد على هاتفها, من سأكلم الآن يا ترى؟ إزز.. وعد ,لا ستلومني كثيرا أنها لا تفهمني لأنها لم تواعد إلا واحد وقد تركته هي ,  ثم خطرت ميساء في بالي ولمَ لا؟ فهي ستفهمني مؤكد, إنها متألمة مثلي.
اتصلت بها وحييتها لكنها ردت بجفاء اعتقدت أنها تشتعل غيرة لأنها رأتني حين ركبت السيارة مع تحسين لكني تجاوزت الأمر فلو اني فكرت به أكثر لكنت انتحرت فحتى صديقاتي يسئن الظن إنما يبدو إنها لم تتجاوزه لأنها قالت : أتعرفين ان سليم يواعد المغنية والممثلة الجديدة سي-لين؟ انت معجبة به, انا اعلم فأنت تحبين كل الرجال وتعيشين معهم قصص حب ,هذا مؤسف.انا أقول هذا لاني احبك,هذا حقيقي.
لم يؤلمني ما قالته عن سليم كثيرا فما المني حقا هو أنها تشك بي وتحدثت معي بطريقة مشينة وجافة وخصوصا انا اكبر منها . أردت ان اصنع كعكة رديئة ثم تراجعت لانني لن أؤذي صديقي ثم انني طاهية محترفة.
‏21‏/09‏/2012‏ 11:07:37 م
 (32)
الايام التالية ....
اجتنبت الأحاديث الخاصة والجانبية, ما زلت ابتسم واحيي الأصدقاء بلطف لكن لست مثل الفتاة القديمة, اريد منهم ان يعتذروا مني حين يخطئون,ويعتنوا بي ولو قليلا كما اعتني بهم كثيرا .
عندما يبدأ أمرا بالانحدار في الحياة تسوء كل الأمور بشكل متتابع وتنحدر حتى تصل للقاع . انا اصدق هذا لاني فقدت الحبيب والصديق وظروف العمل الجيد فرئيسي أصبح سيئا , ويعاملني بقسوة بسبب تهرب أولئك الحمقى الخبيثون الذين يأكلون بطني .
سليم انه مزعج. دائما يوجد حولي ومعي أحاول ان اتحاشا نظراته وأحاول ألا اختلس النظر إليه لكن عيني اللعينة لا اعرف ما بي, انه يشبهني جدا في الوقت الذي يختلف عني جدا,الحياة سلطة بسيطة لكن متداخلة وممتزجة جيدا.هل أسامحه أم انتظر أم من الأفضل تركه؟ لقد أساءت التقدير حين لم اخبره بقصة سيلين لو اني ناقشت الأمر لما كنا ابتعدنا إلى هذا الحد لما كنا وصلنا إلى هنا , فمن عدة زوايا اشعر وكان هناك أمرا لم اعلمه, حقيقة مخفية ومع ذلك انا لا اريد معرفة أي شيء.
                                                  (33)  النهاية1_المفضلة لدي
موسيقى مصاحبة

لقد طردت من العمل فعرضت علي صديقتي العمل في مطعمها حتى اقبل في مطعم الحمراء الوردة. أصبحت التقي سليم كل يوم عطلة يأتي ليغني بعض الأغاني الجميلة لم أكن اريد ان اكلمه نسيت لماذا , أيمكن انه القدر؟ لا بل لعنة نمير, انه يرانا من السماء انه يعاقبني على شيء لم أستطيع معرفته في حينها. لقد كان مريضا يعاني بمفرده توفي دون ان اعرف, دون ان أراه, لم احضر الجنازة ,لم أقدم التعزية عرفت بعد مرور شهر لقد كرهته عندما اخبروني انه أوصى ان لا اعرف بمرضه وموته ,لماذا هذه القسوة؟ لماذا لم يمنحني فرصة لأرد له ديوني واكفر عن أخطائي وأريه كم انني أحببته؟ ماذا فعلت له؟ علي مسامحته لن يستطيع ان يقول أي  شيء آخر بعد ألان , سابقا قلت انني لا اريد معرفة شخص مثله ,لم اعني هذا بالطبع, كان شخصا عزيزا . آسفة لاني لم اعرك الاهتمام الكافي ,آسفة لاني لم انتبه ماذا يعني عائلة سياسية معارضة, آسفة لاني لم اعرف انك كنت تتناول سما في طعامك فلو عرفت لكنت أعددت لك الطعام كل يوم دون ان اسأم ,آسفة لانني لم أكن إلى جانبك,و آسفة لاني آسفة لاني لست آسفة مطلقا ولم أستطيع ان اذرف دمعة من أجلك.
هل عرفت انك ستموت حينما عدت للوطن ؟ هل عرفت ان أعداء الوالد سينتقمون من الابن؟ اذا كنت تعرف عزيزي فلمَ عدت؟ لا فائدة من الكلام الكثير أرجوك سامحني فقد اخترتك بشكل خاطئ ولم اعني إيذائك, واطلب من ربي ان يسامحني فأنت رجل طيب ونقي دعاؤك مسموع .
‏23‏/09‏/2012‏ 04:35 ص
 (34) النهاية2 _لمحبي النهايات السعيدة(^_^(»
لقد تزوجت أخيرا من يا ترى؟ رجل عصبي المزاج, كثير الغيرة, مزعج, الفتيات يدخلن لقلبه بسهولة فكلهن ملهمات وساحرات برأيه. لمَ تزوجته ؟ ببساطة وقعت في غرامه لقد اعتذر بطرق مختلفة ورومانسية كل صباح اتصالات كثيرة استمتعت قليلا بتعذيبه ورفضتها لكن لم يتوقف..إزز... لا بد انه جيد في اختيار الأغاني التي يضحك بها على قلبي وانه نقي, لا أتراجع انه طيب القلب وقد تحملت يده الكثير من نطحاتي الرأسية.
في الحقيقة لم أتزوج منذ وقت طويل الآن كل شيء بخير, لا يعترض على عملي الجديد في مطعم الوردة الحمراء ويقرا عمودي بالمجلة يتفهمني, لا نتشاجر كثيرا, ونعد لبعضنا مفاجئات بسيطة ولطيفة كما لو اننا نتواعد لكن لا اعرف كيف سنكون لاحقا وخاصة ان أمه ما زلت تكرهني جدا.
أتعرفون ماذا شعرت حين تزوجت؟ انني لن أستطيع الهرب. انه الرجل الأخير في حياتي. سألت نفسي عندما أفقت من الصدمة هل جننت؟ ربما لكني لست نادمة هذا قدري الجميل ولن اعترض فانا بالفعل أصبح مسنة وافقد بهائي واحتاج لقليل من الأمان ولشخص أنام بجانبه, ذلك أحسن من الوحدة.
ويوما سأنجب أطفالا. أليس هذا كثير؟ انا لم اخطط لذلك أصلا انا مدمنة مواعدة.
شكرا لكم أصدقائي فقد كنتم دائما إلى جانبي تدعموني وتصححون أخطائي ,شكرا لنمير الذي ساعدني في الحصول على وظيفتي, أعدك اني لن اترك زيارة قبرك وسأسمي ابني على اسمك لاني أحببتك صديقي.
‏23‏/09‏/2012‏ 05:04 ص 12 9 23 5 4 25                  
النهاية
تمت بعونه تعالى
 شكرا لكم. أرجو ان تكونوا استمتعتم وأتمنى ان تنال هذه النهاية استحسانكم وان ترسموا في مخيلتكم ما قد يجري بعد النهاية.
ارجوا ان تسامحوني على ما بدر من أخطاء
هذه القصة... هي وصف للحياة من خلال الحب والمقصود هو الخيارات والأخطاء والندم وإضاعة الفرص كما ان الحب هو أمر سامي علينا المحافظة عليه , الحب بين الأهل والأصدقاء والأحبة انه قوة مميزة تدفئ قلوبنا وتمدنا بطاقة لا تفنى من ان نحلم ونحقق أحلامنا. فلنشارك الحب والأحلام والسعادة.....

تعليقات