التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحياة سلطة الجزء الثالث (دائما من جديد)

الحياة سلطة 

الجزء 3

دائما من جديد

(16)

لدي صديقة تعمل مدرسة علوم لصف الثاني متوسط كنت أعرفها من أيام عملي كنادلة في المطعم الذي كنت أتدرب به على يد أمهر الطهاة ,أنا لا أخجل أبدا من عملي السابق أو الحالي فقد أتيت للعاصمة والمال الذي في حوزتي كان قليلا جدا رغم إن المبلغ كان لا بأس به في ببلدتي،  تبخر المال لكني عملت بجد لأعيش في العاصمة وأحقق حلمي شيئا فشيئا  وبعد عشر سنوات أصبح لدي شقة بسيطة وعمل منتظم وأصبحت طاهية رئيسية وعملي أصبح رائعا .الآن  حين أنظر من هنا للماضي أجده جميل وغير متعب رغم كل ما مررت به من تعب وتشرد وإستغلال من رؤسائي في العمل كما إنني رأيت التنافس الشريف وغير الشريف رأيت مساعدة أساتذتي, تعلمت الطهي, وذهبت لسنة كامل في معهد تدريب طهي عريق بمبلغ زهيد تقديرا لمواهبي.
أشكر الله وأستمر بالعمل الجاد ودعم الطهاة الصغار كطريقة للتعبير عن إمتناني لتلك النعم والعناية التي أحطت بها.
وفي ظهر أحد  ألأيام إتصلت بي مدرسة العلوم وداد وطلبت مني أن أحضر للمدرسة مع بعض أدواتي لأنها تعد مناسبة لتعريف طلاب المدرسة على مهن مختلفة وأن أمكن أن أحضر بعض معارفي وأصدقائي ذوي المهن المختلفة .
كنت ما أزال في العمل  حينها فعرضت على صديقتي ميساء المجيء فوافقت وكذلك وعد الصديقة التي تعمل كنادلة لأن غدا هو الخميس وهو يوم منحته الشركة لجميع الموظفين عطلة من أجل نقل موقع الشركة للمبنى الجديد , وافق تحسين أيضا والمهندس جمال ومساعد المدير نمير وعرض تحسين والسيد نمير علي جلب ذوي مهن مختلفة ولكنهم أرادوا موافقة المعلمة فأتصلت بها لأعرف رأيها فرحبت بالأمر وشكرت الجهود المبذولة.
في اليوم التالي كنت في تمام السابعة صباحا أمام مقر الشركة القديمة أحمل بعض الأكياس و حقيبة سوداء أضع بها ما يلزم لصنع وجبة بسيطة ولذيذة.
السيد نمير وصديقتي ميساء ووعد والمهندس جمال كانوا موجودين قبل أن أصل لكن المهندس تحسين تأخر إنتظرناه لربع ساعة ثم قررنا المغادرة عرض المهندس جمال أن يوصلنا معه في السيارة فأظهرت إمتناني وطلبت منه أن يرافقنا هو بالحافلة لنستمتع بالصباح الجميل لم أكن مدركة لكن قليل لي أن أذني السيد نمير إحمرتا وعينيه تورمتا وشفتاه جفتا من الغيرة تماما كالأطفال.
وصل المهندس تحسين أخيرا وكان برفقته رجل وفتاة لم أستطع تميزهما أخذ عنوان المدرسة وأنطلق بسيارته وركبنا نحن الحافلة جلست إلى جانب المهندس جمال لنناقش سويا موضوع أختي الذي يتكرر كلما قابلني لكنني لم أستطع التحدث إليه حياء حيث إنه رجل مهذب ولطيف جدا ومنضبط للغاية بيد إني و بعد تردد كبير سلمته ورقة مكتوب فيها بريد أختي الإلكتروني وأسم حسابها في إحدى الشبكات الإجتماعية قلت حين نظر إلي متعجبا :إنها طرق الوصول لأختي ... أعرف إنك مهتم بها إنها طفولية، مرحة، ومجنونة، تثير الإنتباه..لو لم تكن أنت لكنت قتلتك ... لكن ..إززز..لا تنظر إلي هكذا لقد أخطأت لم فعلت هذا أصلا ؟
توقفت الحافلة ترجلنا وبعد مشي مسافة قصيرة _ حرص فيها نمير على ملازمة المهندس جمال_  وصلنا للمدرسة كانت تحسين قد وصل أولا مع الشخصان، أتضح إن لي سابق معرفه بالرجل الذي يدعى سليم  كان أخ  زميلة لي في معهد تدريب الطبخ وصديق حبيبي الثاني كان حبي الثاني غير ناضج مطلقا  وكنا نتواعد لأننا لم نكن نريد أن نكون وحيدين، لذا لا أتذكره، أما سليم فأتذكره جيدا هو رجل بطول جيد وعينان صغيرتان وإبتسامة لا تزول إلا إنه لا يمكن ملاحظتها إلا عندما تكون كبيرة لدرجة تغلق عينيه, وشعر برتقالي بني .
كان رجلا حكيما، حالما، رقيقا يسدي إلي نصائح كثيرة لأنه يكبرني بعامين أو أكثر قليلا فأنا بالنسبة له كأخته الصغيرة وكان يحلم أن يصبح ملحنا موسيقيا  للدراما والمسلسلات ومؤلفا لمقطوعات موسيقية أليفة وراقية تصل لأكثر عدد من القلوب وتحقق له شهرة لابأس بها.
لا أعرف ماذا حصل لي حين رايته ركضت بسرعة وعيني تبتسمان وقلبي يطير ولكمته لكمة قوية على كتفه وقلت:سيد سليم!!!
قالت ميساء :من هذا أيضا؟
وعد:إنها محظوظة أم أنا بائسة؟
تحسين:إنها لا تكف عن ضرب الرجال. (إقترب من ميساء وهمس) ميساء عزيزتي هل تواعديني؟
ميساء(توقف قلبها):ما...نعم؟..أووه...طلب غريب صراحة (ملئت عينها بالدموع وكانت مازالت مندهشة لم تغلق عينها ولا فمها من الدهشة)
تحسين:أعتذر أرجو أن تنسي كل ما قلته
ميساء: لا يمكن .. أعني على الرجل أن يكون مسئولا عن كلامه أنا..موافقة
بالعودة لي لقد تأسفت جدا من السيد سليم فضحك مشيرا إن لا شيء حصل وتساءلت: ماذا يفعل هنا؟
فأجاب إنه يعمل مع تحسين وحين أخبره تحسين بالأمر أحب القدوم
قلت:لم أعرف بوجودك لكن ماذا تفعل في شركتنا؟ شركتنا ليست للموسيقيين.
سليم:أعمل كمهندس إضاءة لقد تخليت عن حلمي .
فقلت محبطة: للأسف كنت ستصبح مهندس موسيقي أو ملحن شهير. على فكرة تلك أهي زوجتك ؟ أم خطيبتك؟ آسفة يا آنسة إنه صديق قديم.
سليم: إنها ليست خطيبتي.
قالت: ألم تعرفينني ؟  أنا مستاءة.  (بهدوء)
قلت بعدما إحتضنتها: مريم لقد كبرت بالفعل لم نلتقي منذ وقت طويل (نظرت ل"سليم") لهذا كانت أختك مستاءة.
مريم:أنا الآن طبيبة وجئت إلى هنا للمشاركة .
قلت: أحسنت تحسين.. أول مرة تقوم بعمل جيد.
تحسين:عملي الجيد سيكون حينما أقوم بقطع لسانك.
رن هاتفي إنها المعلمة تطلب مني القدوم دخلنا لمبنى المدرسة رحبت بنا المعلمة وداد والمديرة والمعلمين الآخرين أخبرتني وداد إن علينا التعريف عن مهننا أمام طلاب المدرسة جميعا.
لم يظهر المهندس جمال رد فعل بينما رحب بالفكرة كل من وعد ومريم وتحسين وإعتذرت ميساء لأنها لا تشعر إنها على ما يرام _تفكر بتحسين فقط أنا أعرفها_ وأنا بدأت أتصبب عرقا وبدأت معدتي تؤلمني وشعرت بالخوف أمسكت يد وعد بقوة فقالت هامسة: لا تخافي إنهم إخوتك الصغار سابقا كنت صغيرة أما الآن أنهم يحترمونك لا تقلقي القلق ليس من شيم الناجحين.
بالفعل زال التوتر قليلا بعد كلمات وعد وبدأ المهرجان بدأ تحسين بالحديث عن فن العمارة وروعته والسحر والإبداع فيه_ لأول مرة أعرف إن في داخله إنسان فنان إحترمت ذلك فيه _  ثم وعد التي تحدثت بكل ثقة عن عملها بمساوئه ومحاسنه وأثارت الإعجاب جدا بحديثها الشيق عن الحياة والقدر والعمل فهي تعمل لتدرس الحقوق ومن عمر فتي عملت في ميادين مختلفة لجني المال من أجل التعلم.
 بعد ذلك مساعد المدير نمير الذي كان يبدو قلقا لكن سرعان ما تبدد قلقه حين صعد على المنصة وتكلم عن عمله وقام بإدارة حوار لطيف مع الطلاب وسألهم بضع أسئلة تتعلق بمهن ومواهب مختلفة والفائز كان يمنحه هدايا أعدها بنفسه كانت مغلفة على نمط الهدايا التي تصلني منه.
ثم مريم وتحدثت عن الطب وأعطت بعض النصائح الطبية الشاملة.
وتلاها سليم الذي تكلم عن الموسيقى والتلحين لأنه قد درسها أكاديميا في الماضي لكن والده طلب منه تغيير فرعه الدراسي ففعل، وألتحق بدروس التلحين ومنعه والده مرة أخرى من إرتيادها ثم تكلم عن هندسة الإضاءة.
وكنت أنا الأخيرة أخرجت من حقيبتي شعلة صغيرة والسكين والمقلاة التي وصلتني من السيد نمير وقد أذنيه إحمرتا حين أخرجتهما وبعض الخضار واللحم والبهارات بينما كنت أعد الطعام تحدثت عن مهنتي فزال توتري تدريجيا.
قلت: تعلمت من الطبخ الصبر والتركيز والدقة والعزيمة والحب والصداقة والمشاركة والتنافس والحلم....  والطاهي الماهر الذي يريد صنع النجاح عليه أن لا يتخلى عن احدها. كما إن التواضع والبساطة من الأمور المطلوبة لفعل الأمور العظيمة وتحقيق المجد.
ثم شرحت طريقة إعداد الوصفة وبعد ذلك ذكرت إني أتيت من بلدة صغيرة لتحقيق حلمي الذي يبدو للبعض تافها ومتعبا لكن ربما في يوم سأقدم برنامجي في التلفاز، وسأكون أكثر نجاحا ممن سخر مني.
ثم سألتهم أي نوع من البهارات إستخدمت وتمكن من معرفة البهارات أربعة من الطلاب وكجائزة تناولوا الطبق الذي أعددته وفي ختام الحفل شكرتنا المديرة وصفق لنا الطلاب مع خالص الحب والاحترام وقبل أن نخرج جاء بعض الطلاب والطالبات واستعلموا عن أعمالنا بصورة تفصيلية.
بعد ذلك قلت للسيد نمير إن هناك من يرسل لي قناني الماء والعصير والحليب وقد تحسنت بشرتي بسبب ذلك وأنا حقا شاكرة له، وقد أرسل لي المقلاة والسكينة التي إستعملتها اليوم، كم أحب عنايته بي وأحب تعليقاته الجميلة، ربما سأناقش معه ما يزعجني من الآن فصاعدا اشعر انه قد يفهمني.
كان مترددا وسعيدا في نفس الوقت واكتفى بقول"جيد" وذهب مسرعا لكننا ركبنا نفس الحافلة فعلمت إنه يسكن في مكان بالقرب من شقتي
9\8\2012 9:55 ص
       (17)

جاء تحسين في فترة الغداء لمطعم الشركة وطلب رؤيتي شعرت إن ميساء خاب ظنها قليلا لا بل كثيرا.
ذهبت لطاولته وقلت بعد تحيته:ألا تعرف إنني طاهية رئيسية ولدي عمل كثير.
تحسين: أنت صديقتي وقد أردت التحدث معك لا يمكنني ذلك؟ خيبتي ظني  (بوجه لطيف ومحبب)
قلت:أقنعتني (خجلة)...ما أخبارك مع الحسناء ميساء؟
تحسين: جيدة أنا استلطف تلك الفتاة تهتم بي جيدا، وتفعل كل ما أحب لكن أنا أتيت ألان لأخبرك إنني لا اعرفها إنها تفعل كل شيء يعجب أي رجل بامرأة تتصرف وكأنها مطابقة لفتاة أحلامي لذا اشعر بالذنب تجاهها فانا لا اعرف ماذا تحب؟ وكيف تحب؟ وأي شي لا تحب؟ أنها تعجبني لكن لا تجذبني ولا أتصور لعلاقتنا أن تدوم طويلا كما إن لدي عمل هذه الأيام  وخاصة بعدما انتقلنا للمبنى الجديد وهي لا تنفك تتصل وكأني حبها منذ الصغر أشفق عليها فانا لا أبادلها مشاعرها المستعجلة تلك.
جاءت ميساء وقد أحضرت غداء تحسين وغداء لنفسها مماثل لغداء تحسين
فقلت صارخة بوجهها: منذ متى كنت تحبين هذا الطعام يا بلهاء؟
ميساء (مستغربة): ماذا ؟ لا تصرخي.
تحسين : اهدئي قليلا لدي أمر أود أن أخبرك بشأنه.
قلت:ما هو؟
عرض تحسين على أن أسجل اسمي أو اسم مستعار في منتدى موظفو الشركة وأقدم في  قسم الموعد المدبر ثم التقي بالشاب أن أعجبني استمر وخاصة إنني ما زلت افتقد سامر من حين لأخرى رفضت في أول الأمر ثم إقنعت عندما فكرت بالأمر
                                2012 8 10 오전 6 36
                                         (18)
بعد أسبوع تواصلت مع رجل يدعى الحجر وحددت موقع اللقاء مطعم المساء المطل على النهر والموعد هو الساعة التاسعة لأستطيع تجهيز نفسي وقلت له أنه سيستطيع تمييزي من بين المئات بسبب تألقي.
في اليوم الموعود
جلست على كرسي حول طاولة في المطعم الذي حددته كنت ارتدي ثوبا اسودا يصل للركبة  وأردانه تغطي ثلاث أرباع الذراع وقد رفعت شعري باستخدام ماسكة شعر و زينت شعري بطوق وعنقي بقلادة ويداي بأساور وخاتم وانتعلت حذاء كل هذه الأشياء كانت صفراء تشع في الظلام وقد وضعت مساحيق جميل ثقيلة وبألوان داكنة لم أعتد عليها لكي يفزع  ويهرب سيد حجر الذي جعلني أنتظر لمدة خمس دقائق بينما كنت أبحث عن هاتفي الجوال في حقيبتي المشعة لكي أتصل ب (لين) وأحدثها قليلا بينما يأتي السيد حجر ذاك. سمعت صوت ضحكة مألوفة وطريفة وصوت قال:بالفعل متألقة.
رفعت رأسي فإذا به المهندس جمال سألته: ماذا تفعل هنا؟ (في الحقيقة هذا السؤال الوحيد الذي جاء في ذهني لأني كنت محرجة من كل الإشعاع الذي يحيطني)
جمال(أجاب ببساطة):أواعد... سجلت اسمي مذ زمن والآن حتى حصلت على موعد.
كنت أزيل ماسكة الشعر فمنعني من ذلك بحجة إني مشرقة وجميلة ثم سكتنا لخمس دقائق ثم قال:كيف هي أختك؟
قلت:لقد أخبرتني إنك تراسلها.
جمال :آه ,صحيح. ماذا تحبين أن تأكلي؟
قلت:في الحقيقة لقد تناولت عشائي ..لكن بما إن الجو حار لنشرب الشاي .
جمال: نعم؟
قلت: ألا تشعر إن الجو حار؟
جمال:هو حار جدا ما رأيك بالطقس؟صحيح  لقد قلت رأيك.. ما رأيك بالشاي؟
قلت :مشروب جيد..أحبه. هل هذه المرة أولى لك هنا؟
جمال:أجل لم... أعمل...يسعدني إني أتيت.  أنت واعدت سابقا لم أنت محرجة؟
قلت:هكذا الفتيات غالبا. الحب الأخير هو المرة الأولى...  تبدو غير مرتاح وتسال أسئلة غير معتادة هل هذه المرة الأولى لك؟
جمال: أنا حين أحب فتاة لا اخبرها بمشاعري.. اجل هذا موعدي الأول لكني أحببت مرتين سابقا.
قلت(متغطرسة):لهذا لم تتزوج هذا مؤسف للغاية. أعتقد إن علي الذهاب آسفة ووداعا ..يمكنك شرب الشاي كله.
جمال:سنلتقي مجددا في العمل.
إنه أحمق تماما ليعمل طوال حياته ماذا حقق؟ لحظة ماذا حققت أنا ؟ لم ليس لدي متجر خاص بي؟ لم لا زلت أعمل في شركة ولا أعمل في مطعم؟ ليس لدي برنامج طبخ .لم الحظ هذا سابقا ..غريب..ماذا كنت أفعل؟
‏10‏/08‏/2012‏ 09:27 ص2012 8 10 오전 9 28
               (19)       
تقوم الشركة بين حين وآخر بإرسال بعض الموظفين وإعداد غداء في الأحياء الفقيرة وعلى مدى ثلاث أيام أنا لا أحب الذهاب عادة لان الفقراء والأوضاع البائسة تذكرني بالأيام المؤلمة التي قضيتها، لكن هذه المرة قررت الذهاب لان الله يساعد اؤلئك الذين يساعدون الفقراء .
في اليوم الأول سار كل شيء بصورة جيدة أكملنا أعمالنا وغادرت للمنزل مبكرا وفي المساء التقيت بصديقاتي القدامى.
في اليوم الثاني كان الجو متوتر كنت غاضبة ولم اعرف السبب وكان السيد نمير يحاول التقرب لي لكني كنت انفر منه ومن تصرفاته البريئة بإفراط عندما أسلمه صحنا أو انظر إليه يبتسم وتحمر أذناه.أحمق. كما انه يراقبني كل لحظة ويهتم ويساعدني وأنا لا احتاج لمساعدة منه كدت ان أصاب بالجنون.
في اليوم الثالث شعرت إن الله يكافئني لقد كان السيد جمال هناك وكان في ذلك اليوم ارق رجل على الإطلاق لا اعلم السبب لكن كان مثاليا للغاية.
بينما كنت اعمل كنت اشعر باهتمام جمال ربما لأنه يعتقد إني مجنونة هو محق فانا مجنونة من الطراز الأول لم التقي بحب حياتي إلى الآن _لا اعتقد ان هذا ذنبي_ كما ان عملي رتيب ولم أتطور لم احقق حلمي رغم انني تركت أهلي من اجل ان أكون طاهية وأصررت ان حلمي جميل ويمكنني تحقيقه، أتحدث بطريقة غير لبقة، وأتصرف كما يحلو لي.
في ذلك اليوم كنا متوترين جدا حيال بعضنا لقد أصدمت به حوالي خمس مرات كما ان الكهرباء أثرت على عقلي كلما نظرت إلى عينيه او لمس يدي عند استلام الصحون كنت ارتجف وأشيح بنظري عنه وقبل ان نغادر أضعت سواري بحث عنه خلف الطاولة لكني لم أجده ومن شدة تعبي جلست اندب حظي لاني أضعته ثم جاء جمال وجلس بجانبي وقال: ماذا يحدث معك؟
قلت:سواري أضعته( نظرت للسماء)
قال:انت ..إززز ما أخبار أختك؟
قلت :ما زالت تتواصل معك.
جمال (محرج):انا أنسى كثيرا.
قلت :تناول طعام مغذي.
جمال:سأفعل وعد.
قلت:انا لست مجنونة.
جمال:انت تحبين ان تكوّن عنك انطباع المشاهير..  ليس من الملائم انتقاد الفتيات. أليس كذلك؟ أفتقد للسلوك المهذب.
قلت:الطعام كان لذيذا جدا.
جمال:المكونات جيدة والعمل التطوعي له نكهة أخرى.
جاء نمير وقال: هل وجدت السوار؟ الزملاء ينتظرون لنلتقط صور جماعية
قلت: قادمين
لم انتبه إلا ان عيني كانت تنظر باتجاه جمال حين التقطت الصور بالرغم من إنني كنت أقف بجانب السيد نمير.
       (20)
اقترحت على نمير ان نذهب سويا للمنزل بما ان طريقنا واحد كان قلقا جدا حينها مما جعلني أفكر بالإشفاق عليه انا أحب الذي أبادله الرسائل لا الذي أراه الذي أراه هو لبق جميل بريء ابيض القلب كالحليب مهتم لكنه جبان للغاية يفعل أشياء مؤلمة له أولا وأخيرا .فانا غير مهتمة به كرجل.
 أمام منزلي ....
دعوت نمير للدخول للمنزل فتوتر فأريته الصندوق الجميل على باب المنزل وأخبرته اني قد وضعت له قفلا لكي احمي رسائلي الشخصية وإنني سأضع المفتاح تحت الأصيص، وكم  كل يوم أتمنى لو انه أكثر شجاعة وعرفني بنفسه سأكون مطمئنة أكثر.
طلب نمير قليلا من الماء قبل الرحيل فطلبت منه الدخول  دخل إلى الصالة _في الحقيقة شقتي عبارة عن غرفة كبيرة قليلا ومطبخ وحمام وجزء من تلك الغرفة يحتوي على أريكة صغير وبعض الكراسي_جلس ونظر إلى لوحة كتبت عليها بعض الكلمات الانجليزية سال نمير:ما هذا؟
قلت:أنا أتعلم اللغة الانجليزية هذه الايام لاني قد قدمت للعمل في مطعم الوردة الحمراء والكثيرون من الطهاة أجانب  يقولون إنهم يتحدثون اللغة العربية قليلا لكن مع هذا احتاج لمؤهلات.
نمير(بتعبير لا اعرفه):انا أجيد الانجليزية يمكنك الاعتماد علي في ذلك سأدرسك فقد كنت أعيش خارج البلاد فأبي كان سياسي معارض واشكريني قدر ما أردت.
قلت وأنا غير مصدقة :نعم..
نمير:يمكنك شكري حقا!!
قلت وأنا باهتة:انا سعيدة للغاية .انت تيم.. تيم
نمير:بالفعل
قلت مندهشة:تعرفه تيم.. تيم ؟ ...رهيب  (قلت هامسة انا لا اعرفه)
نمير:بالطبع
                        ‏13‏/08‏/2012‏ 06:23 م12 8 13 18 24 20
       (21)
في الايام التالية أصبحت مقربة جدا من نمير حتى ظننته احد أفراد عائلتي أصبحت معتادة عليه عرفت كل شيء عنه وعرف كل شيء عني . كنا نعود من سويا لمنزلي اعد الحساء و يقوم بتدريسي الانجليزية بينما نتناوله هو يعود للمنزل بعد ذلك أي نقضي ثلاث ساعات يوميا سويا.
 في الايام  التي تلتها كنا نذهب للدراسة في المقهى عوض المنزل وأيضا ساعة أو ساعتين أبقى برفقته لكن الغريب انني لا أتذكر انني شعرت نحوه بشعور خاص وفي الايام العطل كنت غالبا أفضل التنزه مع صديقاتي أو تحسين ومجموعة أصدقاءنا المرحون .
في مرة ذهبت برفقة نمير لمكان قرب الجبل قضينا يوما كاملا معا كان رائعا للغاية لان الهواء العليل كان يبعثر شعري  كان المنظر رائعا، الجبل، الأشجار، والضوء، و الماء.
التقطت الصور واستمريت بالتقاط الصور لكل شيء لكن المشكلة هو إنني لا أتذكر نمير رغم انه قد اعد منذ وقت طويل للرحلة حتى القطار هو الذي  اختاره لكني كنت التقط صور في القطار ايضا ثم نمت أمر غريب أليس كذلك؟ هو كان يبتسم طوال الوقت وانا تجاهلته الكلام الذي قاله لي "كوني سعيدة فعندما تكونين سعيدة أكون سعيدا"و"مارسي هوايتك"و"أحب رؤيتك تفعلين ما تحبين"
كان نمير شخصا داعم ومحفز ومشجع مبهج ولطيف وبريء و رغم اننا ذهبنا كثيرا لمنزلي لم اسمع منه كلمة مزعجة أبدا .

       (22)
 حصل في يوم ان فيلما جديدا اثار ضجة وكان من المقرر ان ينزل في عطلة العيد لكنه نزل مبكرا  أعطتني ميساء بطاقتين لحضور الفيلم كطريقة لشكري لأنني عرفتها ب تحسين ثم  أخبرتها بعض الأفكار عن المواعدة والشخصية الجذابة .
بحثت عن شخص لأخرج معه لكن الأمر الأكثر أهمية للجميع قضاء الوقت مع الأحباب و العائلة  الكل مشغول بالتحضيرات راس السنة عدا انا فانا ليس رغبة في ذلك أصلا.
اتصل نمير يقدم التهاني والأماني من اجل مستقبل مشرق، ونجاح مبهر في أعمالي. سألته بصورة عرضية هل يريد الذهاب للفيلم وكنت أريده ان يرفض لأنني لا أود الذهاب لكنه وافق. من المفترض ان يبدأ الفيلم عند الساعة السادسة عصرا  وحين اتصل نمير كانت الساعة الخامسة غيرت ملابسي بسرعة والتقيته أمام السينما عرض علي الفشار لكني رفضت وكنت فظة للغاية قال:اليوم لا بأس أنت منزعجة سأتحمل من أجل أمر ما
قلت (حدقت في عينيه) :ما هو ؟ أكره المفاجئات (دفعني مهددا بعينيه اللطيفتين)
شاهدنا الفيلم ولكنه كان مملا للغاية أو كان مزاجي سيء لان نمير لم يتوقف عن الضحك كانت مراقبة وجهه أكثر متعة بالنسبة لي وجهه كبيض مقلي في صحن غامق اللون أو كعجين الخبز لا اعلم ان كان تشبيهي واضحا لكن هذا ما خطر لي.
عندما خرجنا من صالة العرض شعر نمير بالعطش وذهب لشراء الماء من الآلة التي على مقربة لكنه فجأة اختفى تأخر بالمجيء بحثت عنه قليلا ثم عدت فانا لست قلقة حقا لأنه سيعود لي بالتأكيد.عاد نمير بعد ربع ساعة وكان وجهه شاحبا وشفتاه صفراوتان ويحمل في يده باقة زهور جميلة كنت على وشك الصراخ لكني ولا أعرف لمَ إحتضنته وبكيت وقلت :حليب فاسد هل جعلتني أنتظر رجل مريض؟
قال مطمئننا:لا تبكي ستجعلين مفاجئتي تفسد.
قلت:أي مفاجئة؟
أعطاني باقة الزهور وعلبة كارتونية صغيرة فتحتها فإذا به مصباح طاولة ناعم ورقيق ثم قال :لاحظت إنك لا تضعين مصباح إلى جانب سريرك وهذا يجعلك مكتئبة.
قلت :شكرا لكن عليك ان تخبرني ما بك؟
قال: صداع بسيط يحدث لي دائما عندما أتوتر.
قلت:لكنك لست متوتر أذنك ليست حمراء.
قال: أفسدت اللحظة .
قلت:أي لحظة؟
قال:أتسائل ان كان بإمكانك ان تتزوجينني؟
كانت مشاعر مختلطة حينها ماذا سأجيب ؟ وكيف ولماذا؟ كنت متشوقة لأُسُال هذا السؤال لكني لا أريد ان أصبح إمرأة متزوجة, الحياة هكذا أفضل كما إنني لم أحقق أحلامي بعد وأنا قلت لنفسي لن أتزوج حتى تتحقق أحلامي ماذا أفعل؟ عقلي أصبح فجأة كالصلصة يتسرب هنا ويتساقط هناك.
إعتذرت وإبتعدت لخمس أمتار فقط وصرخت بشكل جنوني وقفزت وجلست على الأرض و رفستها برجلي وعدت متزنة كان نمير قد سمعني و رآني  والناس رمقوني بنظرات تافهة فقلت:لست مجنونة، لا أود أن تعتقد إني مجنونة، لا يصح أن تظن إن زوجتك مجنونة.
تلك اللحظة وافقت ولم أستطع التفكير جيدا كنت أريد رد دينه وكنت أريد أن أبهج نفسي فالعمل خانق هذه الأيام وعبء الدين ثقيل.
أمسك يدي حينها وإبتسامته الرقيقة التي تعلو وجهه قال: شكرا . لن أجعلك تندمين.
ثم ادخل الخاتم في يدي ثم ضمني قلت له:أنا سعيدة. وكنت بالفعل سعيدة.
‏14‏/08‏/2012‏ 11:44 ص12 8 14 11 44 29
إتصل جمال عند الساعة التاسعة والنصف وقال إنه يعد مفاجئة لي وإذا وافقت سيأتي لإصطحابي بسيارته كانت سعادة تغمرني وكما تلطخ الشوكولا أي شيء في طريقها كنت أريد أن أري الجميع سعادتي وأسعدهم وبعد دقائق وصل جمال ركبت سيارته فسأل إن تعشيت فأجبت إني تعشيت برفقة خطيبي ولكن يمكن أن أتعشي مرة أخرى.
قال (ابتسم وحرقة في داخله تتأجج):للأسف المفاجئة فسدت.
قلت:لم تفسد؟
مسك يدي اليسرى ومسح عليها قائلا: بعض المفاجئات تفسد بلا سبب فمثلا لو إتصلت أبكر لما تناولت العشاء.
قلت:إززز .. ما هي المفاجئة؟
قال:لا يهم المهم متى خطبت؟
قلت :اليوم خطبني نمير.
قال:إتصلي بتحسين و ميساء و وعد و لنحتفل بك سويا.
إتصلت بالفتيات فكن مشغولات أما تحسين فقال: هو يريد خطبتك ما شأني أنا؟ إنه يعد لمفاجئة منذ أيام لك ليس لي.أحسني التصرف فقط واستمتعي.
قلت (مندهشة ولكني إبتسمت): سأفعل شكرا.
قال:فتاة جيدة بوركت.
كانت صدمة قوية لي كما لو إن سيارة صدمتني أو أصبت بإطلاق ناري.
قلت لجمال: يقول تحسين إنه مشغول أيضا لا داعي لأن نحتفل وحدنا اليوم لا أشعر بشعور جيد آسفة جدا.. جدا
جمال: ماذا قال تحسين؟
قلت: أحسني التصرف وإستمتعي لا شيء آخر هل عليه أن يقول أمرا آخر ؟
قال: لا لكن ..مع السلامة... طابت ليلتك.
عدت للمنزل أبكي حتى نمت فقد ضيعت فرصة مني ما ذنب نمير؟ أنا لا أحبه أنا لا الحظه كما إن جمال هو أقرب لي حمقاء كبيرة غبية . لم تكن أختي سوى ذريعة للتحدث لي .. كيف لم أنتبه؟.
علي أن أكون حكيمة ولا أتصرف تصرفا أناني يؤذي أحد. ماذا أفعل؟ نمير خطيبي الآن
       (24)
موسيقى مصاحبة 
لم أتمكن من النوم ليلا بسبب القلق وفي اليوم التالي  واجهت مصاعب بسبب رئيسي الأحمق كان العمل على أشده وكنت افعل هذا وأشرف على ذلك،  وفجأة أصبت بألم فضيع في قدمي وتشنجت عضلات  ساقي ولم أستطيع تحريكها  كنت أبكي من شدة الألم ساعدني الجميع عدا ذلك الرئيس اللعين الجديد خصم  يومين من راتبي تركته يصرخ لأنه لا يمتلك أخلاقيات العمل و لا يتقن المهنة لذا من الأفضل تركه.
بينما كنت أجر ساقي والغضب يشتعل من عيني قابلني نمير وكان برفقة جمال أمسك يدي جمال حين التفت إن وجهي محمرا من الألم وعيني تتقدان وقال برفق : هل أنت بخير ؟
سحبت يدي وقلت:لا بد إني سأكون بخير.
جمال: ربما تصابين بالشلل من يعرف؟
نمير :عزيزتي لنذهب للمستشفى سويا لن يحدث لك مكروه إن شاء الله
جمال:لنذهب.
قلت بغضب:من نحن؟ أنا وخطيبي أم أنا ومن يحبني؟
نمير:ماذا تعنين؟
جمال:ليس جيدا أن يكون النساء ثرثارات.
قلت : تفهمان قصدي كلاكما نمير لا بد انك قرأت رسالتي اليوم.
نمير:منذ متى تعلمين ذلك ؟ لقد أحبطتني.
قلت:منذ وقت طويل وأنت جمال تحبني أحمق أنا لا استخف بمشاعرك لكنك كنت تعرفني منذ زمن طويل لمَ لم تتكلم؟ ما معنى أختك؟ انت تعرف اني ظننك تحب أختي ولا أحب رؤيتك حولي أبدا تتصرف وكأنك صديق لأنك لا يمكن لك أن تكون صديق ولا أحب أن يتلاعب أحد بمشاعري ويجعلني أندم ربما.
نمير:هل تحملين كل هذا في داخلك عزيزتي؟ كيف لم تخبريني وتحملت ذلك وحدك؟
قلت : كف عن براءتك تلك وتلون أذنيك بالون الأحمر اكره ذلك؟
نمير:هل أنت بخير؟ لست على ما يرام تعالي سأوصلك بسيارتي.
قلت:لديك سيارة لم تخبرني بذلك مسبقا؟
نمير : كفي عن الحديث  انا لم أخبرك لأني أحب أن أكون معك دائما.
جمال: امرأة سيئة تعالي معي.
نمير : نعم؟ إنها خطيبتي.
قلت:أجل موافقة  لنذهب نمير ساقي تؤلمني.
في السيارة
قلت: شكرا لك.
نمير: لا تكثري من الشكر فانا لا أحتاج إلا لتذكر الأمور الجيدة.
لم نذهب للمستشفى لانني كنت مصرة على البقاء معه أردت المحاولة للتفكير به كحبيب إعطائه فرصه.
في ذلك اليوم قضينا وقتا مسليا قام بتدليك ساقي شاهدنا التلفاز ورأسه على كتفي كان على وشك قول شيء لكنه لم يجرأ, لم أعرف ولم أرد ان اعرف لأنه كان يبدو سيئا. والآن حتى انسجمت قليلا معه كما لو إننا شوكولا بالفلفل الأحمر .
ثم بدا على وجهه المرض وغادر سألته ممَ يشكو لكن لم يجب وقال قبل ان يغادر : سأشتاق لك حتى نهاية العطلة لا بد إنك ستسافرين لأهلك
قلت:محق لكننا سنتصل.
قال: من يعرف ؟ربما لا نستطيع ربما قد تحتاجين وقتا أطول وحدك لتفكري إن أردت الاستمرار سنقابل أسرتي وأسرتك أنا أتطلع لهذا عزيزتي اللطيفة.
نفخت خدي وأومأت برأسي على الموافقة فقبل خدي وذهب.
لن أترك مرة ثانية هذه السنة صحيح؟ لست حمل أن أترك ثانية من شخص لا يستحقني، أنا خائفة هراء كل كلامه هراء لكن أذناه لم تصبح حمراء اللون حسنا سأفكر وسأزور أهلي.
اتصلت بأمي التي أتصل بها كل أسبوع لم أكن أحدثها بالبداية عن عملي لأنها قالت لي لا تتصلي وأنت تبكين بسبب عملك  وحين تحسن عملي بدأت أخبرها بعض الأشياء لكني لم أخبرها مطلقا عن حياتي العاطفية لأنها لا تحب ان اجرح لكن هذه المرة أردت أن أعرف رأيها قالت لي: بنيتي أنت بحاجة لتبقي وحيدة لا تأتي هذه العطلة أو تعالي في الايام الأخيرة فكري جيدا انت ستتزوجين بهذا الشخص ستنجبين منه أولادا وسيكون والدهم، لا يمكن تغيير الأزواج كما لو كانوا أحباء ويبدو لي إنه رجل جيد لم تخطبي من قبل.
قلت: أجل لذا أنا أطير من السعادة عن رؤية خاتم الخطوبة في يدي إنه لا يشبه خواتم الأحباب المتشابه له نكهة أخرى مخيفة بعض الشيء لكن لذيذة.


شكرا لكم .. أتمنى إن الجزء الثالث نال إستحسانكم إنتظروا الجزء الرابع والأخير

تعليقات