التخطي إلى المحتوى الرئيسي

(الحياة سلطة) الجزء الأول


هذه القصة لا تتناول أحداثا تمت للواقع بصلة

الحياة سلطة


أنا فتاة بالغة من العمر سبعة وعشرون سنة.أنا ككل الفتيات لكن اختلف عنهم إنني أحب كل أنواع الرجال وكيفما كانوا وليس مهم عندي كم المدة التي قضيتها معهم ليس لدي نوع مفضل كل له جاذبيته في نظري وربما  هذا عائد لمزاجي المتقلب وروحي التواقة للحب وتعدد شخصياتي التي تلائم شخصيات مختلفة من الرجال ،وقد تهيأ لي أن ألتقي بخمسة أصدقاء مختلفو الطباع جذابون وكلهم نوعي المفضل ,أحببتهم جميعاً لكن  بطرق مختلفة وأحبوني بطرقهم الخاصة .
كان ثلاثة منهم يعملون كمهندسين في مجالات مختلفة المعماري والإضاءة والكهرباء في نفس الشركة التي كنت اعمل بها ك( طاهية رئيسية) أما الرابع فكان طاهٍ مثلي و الخامس كان مساعد المدير التنفيذي لفرع الشركة الذي أعمل به.
(1)
الأول :يدعى جمال  وهو مهندس الكهرباء وهو بالفعل جميل ملامحه هادئة وأليفة تدخل النفس فورا عينان صغيرتان لا تفصحان عن ما في قلب صاحبهما وتختفيان عند الابتسامة التي لا تفارق شفتاه  ذقن حاد وأجمل ما فيه أنه غير متصنع ويمكن أن ترى أشخاص كثر يشابهونه.
التقيت ب(جمال) عندما حصل عطل مفاجئ في مطبخ الشركة توقف كل شيء دون سابق إنذار نحن في هذه الشركة لم نعتد على هكذا أمور وإن حصلت ستكون أشبه بكارثة.
بطبع كنت قد رأيت جمال سابقا  وقلت في نفسي" أحب هذا الوجه كم يروق لي " لكني لم أعرف إسمه ,عمله لم أكلمه ,إنما  هذه المرة مختلفة جاء مع مجموعة من العاملين للإنقاذ كان مرحا وفعل ما يلزم بينما كنت أجلس بالجوار وأرى أي نوع من الرجال هو
قال ملاطفا: أعدي أنت وأصحابك طعاما حسنا هذه المرة.
فقلت متسائلة وقد بدا الغضب على وجهي: وهل طعام مطبخ الشركة سيء؟
جمال (متراجعا):لا نحن نشكركم إنه طعام لذيذ جدا.
فقلت بثقة:هذا لأنني طاهية مجيدة وكل من هنا هم متقنون لعملهم على كل حال شكرا لك لقد أنقذتنا.
جمال: عفوا متى ما احتجت لي..لمهندس سآتي
فشكرته ورحل .
في هذه الأيام الشركة تخطط للإنتقال لمبنى جديد _لا أعلم إلامَ يفتقر مبنانا_ الكل مشغول ثم  إننا في منتصف العام والمشاريع تنشط في هذا الوقت من السنة الحركة والنشاط هذا ما ينتاب جميع العاملين حتى منظف الزجاج بالرغم من حرارة الجو إلا إننا لا نشعر به التبريد جيد في المبنى ولأن الجميع مشغول فهم يدخلون ويخرجون وعقولهم مزدحمة بالأفكار فتقع أشياء تلقائيا من يدهم أو يتصادمون بآخرين .
بالنسبة لنا نحن الطهاة ندخل من نفس البوابة التي يدخل منها الموظفون صباحا لكننا ندخل بوقت أبكر وبعدها نتوارى عن الأنظار حتى الساعة الثامنة مساءا لنخرج من نفس البوابة.
نحن نعد الغداء والعشاء يوميا نرقص نضحك نلعب حينما تسنح لنا فرصة بذلك فنحن لا نضيع  فرصة للمرح أبدا و حينما يكون العمل مكتظا نكون أكثر مرحا وإجتهادا نعود يوميا للمنزل وقد أخذ العمل منّا كل طاقاتنا نرمي أجسادنا المنهكة على أسرتنا المهترءة لا نأبه بها نوعها العادة لأن الصداع وألم القدم والمفاصل والفقرات قد قضى علينا تماما.
في أحدى هذه الأيام التي كاد يغمى علي من التعب عرض أحد الطهاة الذين يعملون تحت إمرتي منذ سنتين ويدعى سامر أن يوصلني بسيارته.
لطالما كان سامر هدف لكثير من الطاهيات الذين عملت معهم سواء أكن صديقاتي أم لا ,بنفس طبعي أم خجولات وهن يطلقن عليه لقب الأمير فهو شاب وسيم طويل ببشرة قمحية اللون رومانسي له القدرة على التحول من لطيف لساحر ليكون كما تحب فتاته صحيح إنه كل ستة أشهر يواعد  فتاة مختلفة لكنه حين يواعد يكون مخلصا ولا يترك جروحا عند الفراق ويستمر بدعم من أحبته وصداقتها إن أرادت ذلك. من أسرة ثرية يعمل كطاهٍ لتحقيق حلمه _لو أراد تحقيق حلمه عليه أن يعمل في مطعم أو فندق أو يفتح متجرا خاص به على كل حال ليس أمرا يخصني _ كما إنه يساعد والده في إدارة أعماله_ لا أعلم متى لكنني سمعت ذلك فحسب_ فهو فتى بار بأبويه كما إن أبويه حسني السمعة لذا كان فتى مثالي لكن ليس لي لأنه كان يصغرني بسنتين ونصف .
في تلك اللحظة كان عقلي لا يعمل جيدا أأوافق على عرضه أم ارفض ؟ سأرفض لكن أنني حقا متعبة اليوم سأنسى إنني رئيسته والإشاعات التي لن تتوقف. لن يرانا أحد... ثم تراجعت قائلة :شكرا لك أنا ذاهبة.
لكنه بدا حزينا بعض الشيء ومحبط حسب ما أذكر ولم أمشي إلا بضع خطوات وإذا بي أصطدم بمهندس ذو عينين متقدتين وأسنان كبيرة وإبتسامة جميلة فسقطت أرضا وتبعثرت  أغراضي فأنا كالعادة لم أغلق الحقيبة. قرأت على البطاقة التي كانت معلقة في رقبته إنه يدعى (تحسين) وهو مهندس. إعتذر مني بسرعة وساعدني على تجميع أغراضي ورغم هذا كنت غاضبة جدا فبكيت وأنا جالسة على ألأرض أتى سامر من بعيد و إعتذر لتحسين وأمسك يدي وسحبني لسيارته وقال: سأوصلك فأركبي السيارة .
لم أستطع التكلم حينها كنت متعبة حتى من التحريك شفتاي كما إنني شعرت بشعور جميل ذكرني بأيام تدربي قبل عشر سنوات  ذاكرتي سيئة بشأن ذلك الحادث لكن سامر كانت نظراته عطوفة وودودة.
في السيارة..
قال لي :لم تبعدينني ؟ هل تتجاهليني؟
قلت: نعم .. عفوا أنا حقا متعبة ولا أسمعك بشكل جيد.
سامر:هل حقا لا تعرفين مشاعري تجاهك؟ إذن لماذا ؟لما ذا تتحدثين معي بطريقة رسمية فقط ؟لا تجلسين على نفس الطاولة التي أجلس عليها؟.
بعد سماعي لتلك الكلمات صدمت حقا هل علي أن أبتسم وأسر؟ أم هل علي أن أبكي؟ أنا كبيرة بالنسبة له لم يكن العمر لي مهما قبل تلك اللحظة، كما إنني تجاهلت مشاعر شاب صغير بريء.لا يحق لأحد تجاهل مشاعر إنسان أو التقليل من شأنها مطلقا. ماذا افعل إلهي ساعدني؟
أردت أن ابكي لكني لم أقوى على ذلك  وعوض ذلك قلت له :أنت صديق بل وأخ طموح لقد كنت أشرف عليك منذ البداية وتنبأت لك بمستقبل باهر ولا أحد أن ينكر قدراتك, لكن أنا ...
أوقف سامر سيارته على جانب الطريق وضمني حينها كان أمرا أروع مما تصورت ذكرني بحبي الأول الذي لم أحب كذلك الحب إلى تلك اللحظة. أنا لم أبعده لأن آلامي كانت تتدفق خارج قلبي وتعبي يزول شيئا فشيئا والعالم توقف حولي لم أسمع شيء سوى دقات قلبي كنت خارج الزمان والمكان حينما كان يحتضنني.
عندما أبتعد قلت :سأنزل عن إذنك.
سامر:ابقي سأقلق عليك إن ذهبت. سنصل لم يتبق الكثير.
ابتسمتُ بسخرية ابتسامة خفيفة قائلة: وتعرف طريق بيتي أيضا؟؟ أنت واثق حقا.
تماسكت حتى لا أغفو ولكن رأسي كان يصطدم بزجاج النافذة كل دقيقة وحين أفيق أرى إبتسامة مخفية على محياه أحببتها كثيرا رغم إنه لا يحق لي ذلك.
أوصلني ذلك اليوم حتى باب بيتي ثم نزل وفتح لي باب السيارة أمسك يدي فسحبتها بدأت أمشي وأنا غاضبة لكني كنت أترنح فقال:لا تكوني عنيدة.
وضع يده على جبيني وقال: حرارتك مرتفعة من التعب, هل ستكونين بخير؟
دفعت يده وقلت :لا علاقة لك بي, لا يمكن أن تكون هناك علاقة,  لا تتصرف وكأنني حبيبتك أقدر مشاعرك النبيلة وسأقبلها لكن أتمنى أن أكون مشرفة عليك وأختك الكبرى لأبادلك الحب بحب معقول .. حب أخوي هذا كل ما شعرت به تجاهك يوما وهذا ما أحب أن أشعر به.
سامر:حسنا لكني سأضمن أن تغيري رأيك أعدك.
لوح لي واختفى من أمام عيني صدقا ظننت إنني كنت أتخيل حين رميت نفسي على السرير ذلك اليوم.
                     
(3)
عادة أنا لا أفضل نوع سامر من الرجال لنفسي كثيرا مع إنه نوعي المفضل في الدراما المسائية وإن كانت القصص متشابه, لكن أنا لا أمانع إن كان هناك من يحبني أي كان نوعه.
فالرجال متشابهين جوهرا وإن إختلفوا ببعض التفاصيل الخارجية .
في الأيام اللاحقة كان سامر يهتم بي كثيرا هذا ما أحسست به ربما لأنني لم الحظه سابقا. وبالرغم من أنني كنت أتجاهله كان يحضر لي الماء يمسكني من كتفي ويجلسني على الطاولة حينما أتعب, يحاول أن يعمل بقربي دائما, ينجز بعض الأعمال التي تقع على عاتقي دون علمي ,يركب الحافلة التي اركبها كل مساء وصباح لأنه يعلم إنني لن أركب سيارته وأجمل شيء فعله _رغم أنه فعل متصابي ومتهور_ كان حين دافع عن أمام الطهاة من إهانة الرئيس الذي كان يوجهها لي وكنت أعتذر.
وقال غاضبا:لا تعتذري لأحمق أنت متفانية ومجدة.
فقلت وكأنني ألقنه درسا: لم أصبح بالشكل الذي أنا عليه إلا لأنني إحتملت الكثير وصبرت واعتذرت ثم قلت لا تتدخل بشؤوني.
كنت أسمع أصوات الطاهيات الصغيرات وهن يحسدنني حتى بعض الموظفات الذين يعرفن سامر إستأن مني قلن:إنها مغرورة من تظن نفسها لقد سرقت قلب الأمير ولم تكتفي تريد تحطيمه الآن.
ليس لي وقت للحب عبارة رددتها دائما حتى لا أحب كثيرا حبا يعلق بالذهن بالرغم من مواعدتي لرجال وإعجابي بأغلب الرجال الذين التقيتهم.
عدت لعملي قطعت البصل وبكيت لم يكن البصل يؤثر على عيني لكنها المرارة لم اعد أرى بسبب الدموع ثم جرحت يدي, جلب سامر قطنا ومعقم واهتم بجرح يدي فقال بنظرة تشبه نظرات القطط : اهتمي بنفسك حتى لا اقلق عليك ثم إن أردت البكاء فابكي بالحمام إلا تذكرين قولك البصل يجب أن لا يؤثر في عيني الطاهي وانه لا يؤثر على عينك.
ثم ابتسم قائلا:أرجوك لا تضعي حاجزا بيني وبينك
 لم اعرف ما أقول فصمت وليلا قبلت دعوته لتنزه والمشي في الهواء الجميل قليلا.
لم يتكلم قط خلال النزهة لكنه أهداني بعض الفواكه وعصائر مختلفة وقال: إهتمي بنفسك.
لم ارفضها وشكرته كثيرا وحين كان يوصلني للمنزل مشيا على الأقدام قلت بلحظة تكلم فيها لساني دونما قبول عقلي: لو كنت أكبر قليلا فقط ...
ابتسم قائلا: لا يهم عمري ما دمت تحبيني, مادمت تستطيعين الاعتماد علي.
غبية وبلهاء ماذا قلت لتوي ؟ ثم أردفت:أنت واثق جدا هل تتلاعب بي ؟ لا تنطلي علي ألاعيبك.
إقترب مني فبدأت أتعرق من جبيني وتتسارع نبضات قلبي إلى حد أن قلبي يكاد ينفجر ووجهي أصبح باهتا وكنت على وشك أن يغمى علي كأني لم أواعد من قبل.
كنت باختصار أذوب فيه وكان يذوب في قلبي امسك يدي وقربها من وجهه لم استطع سحب يدي حتى حين وضعها على خذه كنت ارتجف فابتسم قائلا: لقد تأثرت.أنت تحبينني قوليها لن تندمي لأن حبي لك أكبر.
استجمعت قواي وقلت: لا يمكن الوثوق بثلاثة الرجال والطقس والسياسيون وأنت رجل لعوب أصلا أنا لا أثق بك. الصغار كاذبون وغير مسؤولين
سامر: كاذبة..... كما إنك لا تستطيعين رفض حبي.
فقلت: أنا قلت سابقا اقبل مشاعرك ولكن لا أقبلك لابد انك قلت هذه الكلمات لغيري وستجد أخرى تحبها وتقنعها بكلامك.
نظر سامر إلي نظرة حزينة نظرة عتاب وشوق وإحباط وهذا ما صعق قلبي استدار ليذهب واستدرت لأدخل المنزل لكني رجعت إليه وعانقته من ظهره وقلت: لا تذهب وأنت غاضب لأنني لا أريد...أن.....تتألم.
إستدار نحوي وعانقني وحملني من خصري  ثم أنزلني وقبل جبيني ورحل بعدما تمنى لي ليلة سعيدة وكيف لا تكون سعيدة ؟ إنني أطير كليا لا أشعر بالأرض تحت قدمي كما وإنني أميرة إلتقت أميرها الوسيم .
 كنت حقا ساذجة جدا بالنسبة لفتاة عادية فكيف تلك ذات الخبرة مثلي.
في المنزل كنت أقف أمام المرآة وأقول:يا لك من فتاة جميلة وجذابة ومؤثرة لتسحري قلب فتى صغير ! كنت محظوظة حقا. هذا ما اعتقدته في ذاك الوقت .
فيما تلا كنت أذهب للعمل مبكرا وأنا أضع سماعة في أذني طوال الطريق في الحافلة كانت أغنيتي المفضلة(بينما نحن قادرون على الحب \وفي الأيام التي إفتقدتك فيها) كأن كل تلك الأغاني السعيدة غنيت لنا وتنطبق علينا .كنا منسجمين كالسكر والحليب.
وحين أصل للعمل أرى بعض من الطهاة حضروا ومن بينهم الأمير الذي سرقت قلبه كنا نتحدث قبل العمل وكان الوقت يمر بسرعة ثم يبدأ العمل نتبادل النظرات التي كانت تعني أمرا واحدا (أحبك, أريدك, أنت لي).
و نحن نهتم ببعضنا جدا وكنت حين أكلمه أنسى نفسي وفي مرة كنت أحادثه بشأن العمل بينما كنت أكل مثلجات فنسيتها وسالت على ملابسي ولم أنتبه وكن صديقاتي يشككن في أمر علاقتنا وحين ذهبت للحمام لتغيير ثيابي قالت إحدى صديقاتي المقربات :تواعديه أليس كذلك؟
لم أر وجهها ولكن كان يبدو إنها ممتعضة وغاضبة ثم أردفت: أنت تعلمين إنني أحبه.
هذه آخر كلمة قالتها لي و إنقطعت صداقتنا بعدها هي محقة لكني لم أعلم أبدا إنها كانت جادة ظننت إنه ككلام كل الفتيات.....لا لقد نسيتها ...لكن لا يمكنها تركي بسهولة  ترك صديقة من أجل حب أمر سيء.
كنا نخرج معا بعد إنتهاء العمل. كانت تأكلنا عيون الناس حين نمشي في الشارع ممسكين  بيدنا مبتسمين لا نرى غير بعضنا كنت أضع رأسي على كتفه وأقول لنفسي إني واعدت أميرا.
كنت خلال العمل أتطلع إلى أين سنمضي مساء اليوم غالبا ما كنا نتمشى في المتنزه نستمع إلى بعض الألحان اللطيفة  ورأسي قرب رأسه نتناول الشطائر نتحاور نتجادل بشأن الطاهيات اللواتي تكلم معهن والرجال الذين نظروا لي وأحيانا كنا نذهب للسينما أعتقد كان يحب ضحكاتي ودموعي وكان يمسك يدي  طوال الفيلم ينتبه لي وحدي لا للفيلم وكنت أستمتع بنظراته لقد أرضتني عن نفسي .
سامر أهداني عدة هدايا مصباح سحري ليكون المارد خاصتي وسوارا وعلبة أدوات زينة فقد لاحظ إنني لا أضع سوى مسكرة و دهان مبيض وطلب مني ألا أضعه إلا عندما نخرج سويا.
وأنا لم أهده سوى قبلة أردت أن أطبعها على خده بينما كنت واقفة على الدرج وكان واقفا على الأرض في الشارع لكنه استدار فجأة وطبعت على رقبته وكدت اسقط فأمسكني وأحتضنني ونظر في عيني عن كثب  وهو مبتسم وقال :ماذا فعلت ؟
إحمررت خجلا وكدت أموت  إقترب مني وكأنه يريد تقبيلي أشحت بوجهي بعيدا بلطف فضحك ضحكة لطيفة ساحرة ثم قلت :أنت طويل للغاية أنا طولي جيد ولكنك...............
لكنه قبّل خدي قبل أنتهي ويبدو إن أحدا ممن يعرفنا شاهدنا وصورنا وفي اليوم التالي كنت وهو في فضيحة مزعجة.
في هذه الأيام كنت سعيدة جدا وفي نفس الوقت خائفة وحزينة هل يجعل مني غبية ويضحك في سره علي؟ متى ستأتي النهاية ؟هل هو يحفظ كلماته الساحرة ويرددها لكل فتاة ؟هل أنا أحبه؟ هل أنا مناسبة له؟
(4)

اليوم التالي كان أميري _حسب ما إعتدت على تسميته_ غاضب إعتقدت إنه بسبب إنني رفضت أن أقبله لم يكلمني لذا لم أكلمه لكل منا طريقته في الحياة والحب لكني سرعان ما غيرت رأي حين أرأيتني صديقاتي ومجموعة من الزميلات مقطع مصور بعنوان( القصيرة الخائفة والأمير المخفق) كنت حينها في مأزق بكل معنى الكلمة وتأسفت في قلبي لي أميري سامر لإساءت الظن به.
 قالت لي إحدى الزميلات: لم إمتنعت عن تقبيله؟ لم كنت ترتجفين ؟
جاءت تلك الصديقة التي أحبت سامر وقالت:إنها مازالت ساذجة لم تقبل احد من قبل.
قالت صديقتي لين:لا يحق إفشاء أسرار الآخرين.
فقلت :اتركيها لا حياء لديها تقبل أي رجل تواعده لمرة واحدة والغيرة أحرقت قلبها لأننا ثنائي كما الأفلام والمسلسلات ....أنا لا أقبل رجل وأنا غير متأكدة
قالت زميلة:متأكدة منه؟
فأجبت: من نفسي لأنني قد لا استحقه وقد لا أستطيع أن أكون  على قدر أحلامه
فدخل سامر وهو يفيض من السحر قائلا: لا تقولي هذا الكلام ثانية لا تقللي من شأنك العالي فأنت فتاة أحلامي وأحلام الكثير وأنت(مشيرا للزميلة) لا تزعجيها.
اقترب من وجهي بسرعة وكاد أن يقبلني قرب شفتي لكنه لم يفعل وغمز لي وغطى وجهنا بيده وكان الضوء يحيط بنا _تلك حيلة سينمائية_ليغيظهم.
احترقت قلوب الغيورات ثم تركني بعد نصف دقيقة وودعنا الفتيات بابتسامة مشرقة ولوحنا لهن.
فقلت له: شاكرة لن أنساها لك أبدا.
فقال: لن يتجرأن على فعل شيء لك و أيا كان هذا لاشيء ما رأيك أن نأخذ إجازة و نخرج مع الأصدقاء مادامت فضيحتنا وصلت للصين؟
فوافقت واتصلت بصديقتي من داخل المطعم واتصل بأصدقائه فاخذوا إجازة أيضا و قدموا مع أزواجهم للمتنزه وأحبائهم.
كان أصدقاء الأمير لطفاء مثله لكنهم اقل جاذبية. بسببهم تمنت صديقتي المتزوجة إنها لم تكن كذلك بالرغم من إنها تحب زوجها .
هنئنا الحاضرين واستقبلنا هدايا ثنائية خواتم متشابهة وملابس  و أساور وأكواب ثنائية تناولنا الغداء وبدأ أصدقائه بتحذيري من ألاعيبه وحيله  (سحره) لكنه نظر نظرة مبتسمة في عيني   وامسك يدي وقال : سترعبونها وستصدقكم وأنا لا أريد ذلك حبيبتي لا تصدقي.
فقلت :إن كنت تريد ذلك حسنا لن أصدق (هووووووووووووووو أصوات الأصدقاء)
سامر: أرأيتم حبيبتي ؟  إنها مميزة.
قلبي كان يخفق بشكل مختلف كإنه يتراقص على أنغام الحب.
فقال أحد أصدقائه :أتمنى لكم التوفيق لم يعرفنا على حبيباته سابقا لابد إنه يحبك حقا أنت مختلفة بالنسبة له أستطيع معرفة ذلك من وجهه إهتمي به وسامحيه إن بدر منه تصرف مزعج وسيفعل ذلك على الأغلب.
فقلت:شاكرة أخي سأفعل
وحين خرجنا من المتنزه بينما كنت اركب السيارة  شعرت بالعطش فعرض علي سامر أن أبقى بالسيارة حتى يأتي بالماء فوافقت, كان  يفصلنا عن المتجر شارع وحين خرج من المتجر لوح لي وهو يحمل قنينة الماء وحين عبر الشارع جاءت سيارة وصدمته, بهتُ ولم اعرف ما افعل سوى إني اتصلت بالإسعاف وركضت نحوه أضم رأسه بين ذراعي وأبكي أتوسل لله أن لا يموت  فانا لن اغفر لنفسي .
قلت له: لا تمت أرجوك لو كنت أنا من ذهب ...لا يمكن أن تموت أنا احبك كثيرا ألا تريد أن تبقى معي ؟ ألا تريد أن تعانقني ؟ ( كنت أريد أن أقول ألا تريد أن تتزوجني لكني تراجعت فربما يموت خصيصا من اجل ذلك ثم همست في أذنه :سأقبّلك إن لم تمت عد لي أرجوك  قم لعالمك أيها الأمير الطموح الساحر فأحلامك تنتظرك أحبك...أحبك و أريد أن أراك تحقق طموحك
فقال بصوت متقطع : كان ..علي أن... أرمي نفسي  ..... أمام سيارة...من قبل لأسمع..هذا ..الكلام
إحتضنت رأسه  بقوة وشكرت الله وكنت اضحك وعيني تذرف دموع الفرح .
(5)
لم أفارقه أول يومين من دخوله للمستشفى كنت أمسك بيده أقبّل جبينه أدخل البسمة على شفتيه وأستمتع بنظراته كنت حينها حقا أنانية لأنني أردته بشدة لأني رفضت أن يذهب لكي لا ألوم نفسي ,لكي لا أكون وحيدة . في الأيام التي أحببته فيها كنت أشعر بالوحدة المخيفة حين أفارقه لكنه كان رجل متفهم رجل حقيقي وكان حبنا رائع.
في الأيام الخمس التالية أزوره صباحا قبل ومساءا أقرأ له بعض الكتب , نبحث في شبكة المعلومات, نتحدث عن العمل ونضحك قليلا ,أضع رأسي بصمت على كتفه ونستمتع باللحظة ,كنت راضية عن نفسي لأني كنت اكفر عن أنانيتي .
وفي اليوم السادس ذهبت صباحا لألتقيه لكنه كان حزينا جدا وينطق بكلمة واحدة مهما حاولت أن أعرف سبب حزنه أمسكت كلتا يديه بيدَي وربت عليها وخرجت وحين عدت ليلا لم يكن أميري موجود سألت الممرضة فقالت :لقد جاءت أسرته وأخذته.
اتصلت به كثيرا لكن لا إجابة الهاتف مغلق وفي الشهر التالي لم يأتي للعمل جعلني أبكي بكاء لا أقوى عليه أكون محطمة وأصبح قلبي خاليا من المشاعر كنت خائفة وكنت حقا أفتقده .

تعليقات