الحياة سلطة2
أصدقاء مميزون
جاءت أختي التي تصغرني
بثمان سنوات (عسل) إلى العاصمة لتتسوق وتنزه قبل بداية العام الدراسي الجديد كنت
مازلت لم أشفى .شيئا فشيئا بدأت ذكرياتي تذوب وتضمحل لكني كنت أنتظره سيعود حتما
وسأتذكره من جديد.
إحتجت لشراء فرن جديد
فأخذت أختي لنتنزه سويا يوم عطلتي و أحصل على مبتغاي كانت أختي منبهرة ومعجبة
بالأضواء والمدينة المكتظة كانت مرحة وذات
طبيعة مفرقعة بينما كنت أنا خاوية بائسة ,حينما دخلنا لمتجر أدوات كهربائية لم
تتوقف عن العبث والضحك أدخلت رأسها في البراد والفرن والتقط لنفسها ولي صور مع كل جهاز رأته حتى الغسالة وأنا صراحة
لم يغلق فمي من السرور كنت أراقبها وأذكر نفسي سابقا كنت مثلها تماما لكنني كنت
خجولة أما هي فلا .
بالطبع لم نجد شيئا
مناسب بسعر جيد لكننا إستمتعنا وحين كنا نهم بالخروج إنتبهت إن صاحب المتجر هو
المهندس (جمال) صرخت أختي :إنه وسيم تحفة فنية.
فقلت :إصمتي أنت لم
تري شيئا (عنيت بذلك سامر)
قالت: لا يوجد أجمل .
قلت:إنه مهندس في
الشركة لا تحرجيني. كما إنك لا تعرفين الرجال وهو أصلا يكبرك بكثير
عسل(تحملق بي بعينيها
المفتوحتان ووجهها البريء اللطيف وهي تضع يديها على رقبتها بشكلx): أرجوك أختي لنلقي التحية ليس لائقا أن تذهبي هكذا أها ؟أنا محقة
صحيح؟
في هذه الأثناء جاء
المهندس تحسين ذو العينين المتقدتين والحادتين والأسنان الكبيرة والطول الملفت والشخصية
المحببة الواضحة وضوح الشمس وان لم تعرفه.
عسل (صدمة):لم أرى
شيئا حقا صدقت أختي بدأت أحب الحياة هنا, لم لا ادرس هنا؟
فقلت ضاحكة:إنه
المهندس تحسين ذو الطبع المخيف وهو يعمل في الشركة التي اعمل فيها لا تفعلي أفعالا
مشينة. (قلت ذلك لأخيفها)
عسل(تضربني بكتفها على
كتفي) : أختي لنلقي التحية, آها؟ لكن(حائرة)هل شركتكم تختار الموظفين حسب
الوسامة وهل واعدت كل الموظفين لتعرفينهم؟
ضحكت بصوت مسموع وقلت:
لا تعرفين ماذا تعني علاقة عمل, صداقة.
عسل: لكنك تحبين الرجال...
أعتقد.
قلت: لنلقي التحية هيا.
ألقيت وأختي التحية
على المهندس جمال والمهندس تحسين ذكرت أختي أنهما وسيمان وهي معجبة بهما فقرصتها
وقلت لأغير الموضوع:هل هذا متجرك مهندس جمال؟ لم أرك من قبل هنا.
قال المهندس تحسين:لا,إنه
يجمع مالا ليتزوج.
عسل(بوجه كئيب):مبارك
تهاني.
وقلت(سعيدة):تهاني
الحارة من أعماق قلبي أذن ستدعني للحفل مؤكد؟
المهندس جمال(محرج):هذا
في حال وجدت فتاة أحلامي.
المهندس تحسين : يبدو
لي إني إلتقيتك من قبل.
قلت :مصيب ,لقد أصطدمت
بك ليلا كان موقفا محرجا ..أنا طاهية في الشركة.
المهندس تحسين:صحيح.
كنت مع ذلك الشاب الطويل وكنت معه في الفيديو أيضا.
بدأت أفور كالبركان من
الحرج والخجل: هل رأيته؟
تحسين: كان مقطعا
مسليا ومثيرا شاهده الكثيرون، لست أنا فقط... وكذلك الصور اليوم التالي....أنا أحب
الفضائح (منطلقا)
لا يمكن أنا الآن في
صفحة الفضائح, ماذا أفعل؟ أختي أرجوك أغلقي أذانك.
عسل(متحفزة وعينها
تبرقان): أي مقطع ؟ وأي صور ؟ وأي فضيحة؟
أجبت: ليس لدي أي فكرة
عن الصور.
المهندس جمال: أختك
ماهرة جدا في العمل كما إنها تدرب بعض الأشخاص وكان هناك من هو أقصر منها من
الطهاة فكانت صور مضحكة.
عسل : الوسيمون لا
يكذبون وإن كذبوا فهو صواب لذلك سأصدقك.
شكرت المهندس جمال لكن
ضحكات تحسين تعالت فغرست يدي في معدته لا
شعوريا ولوحت بإبتسامة مشرقة.
فقال جمال: حسنا فعلتْ
ألم تر ان أختها الصغيرة برفقتها؟
تحسين :أختها جميلة.
تبدو أختها أكبر منها.
جمال: لم أصدقك أنت
هكذا دائما...إٍسسسسسس............ مللت منك
(7)
(7)
اليوم التالي عند فترة
الغداء طلب المهندس تحسين لقاءي كان لدي عمل عرضت صديقتي إنها ستحل محلي
وعلي أن أذهب لأراه، ذهبت للقائه فطلب من الجلوس وأخبرني إنه يعتذر وبشدة فقلت
له:إعتذار مقبول وخاصة إنني رأيت مقاطع مصورة لك تمثل فضائح حقا.
تحسين: أنت سأسامحك لا
أحب أن يستمر شجار لي مع فتاة.
فضحكت متسائلة:لتضيفهم
لمجموعة الصديقات.
تحسين: صحيح.
فقلت:صريح.
(8)
(8)
كانت أختي عسل على وشك
المغادرة صباحا حين تلقيت إتصالا من صديقتي تخبرني أن أسرع أنا كنت قد أخذت إجازة
لمدة نصف يوم لذا لم أكن قلقة لكنها أخبرتني إن علي ألا أتأخر هناك شخص بانتظاري .عرفت حينها إن أميري
عاد لي.
كنت أطير سرورا وصلت
بسرعة للشركة فإذا به واقف بجانب بوابة الشركة خفق قلبي وأول ما قمت به إني عانقته
لأشعره بقلبي النابض من اجله وحبي الدافق الذي لابد إنه نسيه ثم ضربته بم حقيبتي كثيرا لكنه لم يتأثر, لم
يقل لي كفى, وعوض ذلك قال : سأسافر لفرنسا لأتعلم فنون الطهي وخصوصا الحلويات.
لكن هناك أناس ماهرون
مثلي في الوطن. هكذا قلت له بابتسامة معاتبة ثم أردفت قائلة وأنا أبارك قراره :
سُعدت إذن. موفق, حقق حلمك أيها الأمير. لكن لمَ لم تتصل بي لمَ كان هاتفك مغلق؟
سامر: أضعته
بالحادث....(سكت لبرهة ثم قال) آسف، سأتزوج الشتاء القادم بقريبتي.
قلت: سأخبرك أمرا عليك
أن تقول ""لن ننفصل " إذا أردت ترك فتاة.
بدأت أشعر وكأن مراكز
التوازن في جسدي تختل كل شيء ينزل للأسفل. يدي ومعدتي وقدمي كانوا يمتلؤن ويتناثرون في نفس الوقت وقلبي
يحترق لا أستطيع غلق عيني أو إطباق شفتي.
أردته أن يعانقني لكنه
لم يفعل استدرت لأذهب فسمعت صوته الذي بدا لي بعيدا جدا :إهتمي بنفسك ولا تجعليني
أقلق عليك.
فقلت كلمة
"حقير" ولست متأكدة انه سمعها ثم سألت وأنا أواجه بظهري وأدير رأسي نحوه:هل
أحببتني يوما؟
سامر: منذ وقت طويل ( عيناه
تبرقان ويبدو عليهما الأسى لكنه مازال ساحرا )
إستدرت لأراه فقلت: حسنا فعلت لابد لك من فتاة
تناسبك لترضي أسرتك , شكرا لكل يوم معك إنه مؤلم قليلا في البداية لكنه لن يكون هكذا
بعد قليل ,أليس كذلك؟ لكن هذا لا يعني إنك لست سيئا.
ضمني مباشرة مما جعلني
أبكي حتى بللت ملابسه مسح على رأسي وطبب على ظهري فقال:آسف. عليك أن لا تبكي على
حقير. لقد كنت سيئا معك.
قلت :وغد.
ثم تركته وذهبت
للعمل ولم أبتعد كثيرا حتى سقطت ولم أستيقظ إلا وأنا بالمستشفى والى جانبي
سكرتير المدير نمير الرجل النقي الجميل الذي يبدو كالقطن كلعبة الدب كالحليب الصافي الأبيض
والأهم طول إعتيادي تسائلت : كم الساعة الآن؟
كان يغفو فاستيقظ وقال
وهو مرتبك و قد إحمرت أذنيه :الساعة الحادية عشر ليلا من الجيد إنك بخير
قلت: شكرا لك سأذهب.. (أتكلم بسرعة)
نمير(تفاجئ): بهذه
السرعة ؟ عليك البقاء.
قلت : صحيح ماذا أفعل
هنا؟وأنت....؟
نمير: لقد فقدت وعيك
بسبب.....
قلت:تذكرت....
لماذا أتصرف هكذا؟ لأنه
جميل جدا ربما راودتني ضحكة كتمتها بداخلي.. ثم تذكرت الأمير والفراق هذا مؤلم لم أهجر من
قبل كنت أنا من يضع النهاية دوما. سأصبح بخير وأمسي بخير لا... لا أستطيع فكان هو
صباحي ومعه أقضي المساء.
(9)
اليوم التالي ذهبت
للعمل كالعادة لكني لم أستطع العمل بنشاط كالمعتاد كنت أرى بسماتهم الشامتة
وكلماتهم الساخرة.
الصبح جاء المساعد المدير نمير ليطمئن علي فغطت
صديقتي غيابي وعند فترة الغداء طلب رؤيتي المهندس تحسين فقالت إحدى صديقاتي
الثلاثة: بالأمس جاء المهندس تحسين وطلب رؤية الطاهية مي تتبعتهما فعرفت إنها كانت
تحب سامر وتتبعكما وصورتك معه وهي من صورت المقاطع وصورت بالأمس مقطع الرحيل لقد
هددها المهندس تحسين بأن تتركك لحالك عليك
شكره.
ذهبت للقائه بعد
محاولتي لتحسين نفسيتي ووجهي الكئيب.
لوح لي من بعيد مما
جعلني أبتسم دعاني لأجلس فشكرته جدا لموقفه النبيل.
فقال: لا تشكريني فانا
فعلت ذلك لأصطاد صديقة جديدة لمجموعة صديقاتي والمرة القادمة سأقوم بنفسي بتصوير
مقطع لك معي.
فتحت عيني حتى كانت
تخرج من مكانهما وغرست قبضتي في معدته وقلت: لا تريني وجهك ثانية.... حقير.
المهندس تحسين(يمسك
ببطنه ويتكلم ببطء): آه... لم تتركي العمل ليقولون.. متفانية.. ليست مهتمة به لا
يبدو إنها هُجرت أمس.هل أنا على....صواب؟
قلت : حسنا ..(دست على
قدمه) أنا كنت على صواب عندما قلت أنك شرير مخيف.
تحسين (مبتسم على جانب
واحد من الوجه): تفكرين بي؟ تحبين الرجال؟ الضرب إحدى علامات معرفة الرجال وهي
طريقة لجعلهم يقعون بحبك.
تركته وذهبت قبل أن
أكسر أسنانه المرة القادمة. جعلني أتكهرب إن كان هذا يصف ما شعرت به لكن صديقتي
الطاهية ميساء وبختني حين عدت لأنها أعجبت به جدا رفضت أن أخبرها ما حصل لكي لا
أحطم مخيلتها وهي لن تصدقني مهما قلت أصلا.
بعد ساعة جاء المهندس
جمال ليطمئن علي تذمرت إحدى صديقاتي قائلة :لا يمكن هذا لقد تركك رجل فحصلت على
ثلاثة أجمل وكل مرة نأخذ العمل بدل عنك (ثم أخذت نفس) مبارك هنئت تستحقين ذلك إنسي
ذلك الكلام أنت محبوبة وموفقة فما دخلي أنا؟
ضحكن صديقاتي عندما
قلت لا أريد أن أكلمه.
كان المهندس جمال يسأل
عن أحوالي ويعتذر عما بدر من صديقه تحسين ومدح قوتي ثم بعد ذلك سأل عن أختي فقلت:نعم
؟
قال:لا شيء.
فقلت:أنا من عائلة لا
تنتمي للعاصمة إذا كان هذا ما تبحث عنه.
شكرني وذهب. فكرت
قليلا ثم توصلت بعد دردشة قليلة مع صديقاتي بينما نستعد للمغادرة إنه يحب أختي
وليس أنا للأسف.
(10)
في ألأيام التالية كنت
كلما أذهب للعمل أرى صندوق جميل مصنوع
يدويا مكتوب عليه إسمي ولم أعرف ممن موضوع أمام خزانتي .مرة كان يحتوي حلوى ومرة
رسالة تشجيعية جميلة مرة علبة تجميل، مرة دهان مرطب، مرة قنينة ماء،مرة بيضة ملونة
والى جانبها تعليق"كلي جيدا , إعتني بنفسك" بعدها كتبت تعليقا "
شكرا لك . أحببت كل الهدايا كانت بوقتها دائما ويوما ما أريد أن أتعرف عليك . سأبقي
الصندوق هنا دائما"
وفي اليوم التالي كان
في الصندوق كعكة صغيرة على شكل قلب و محشي ورق عنب عربي في إناء قلبي الشكل أيضا.
بدأ فضولي يزداد من يا
ترى هذا الشخص؟ وفي يوم لم أغادر العمل أصلا وبقيت مختبئة أنتظر. في صباح اليوم
التالي مبكرا جدا كان مساعد المدير نمير يضع لي
في الصندوق سكين ذات علامة تجارية ومقلاة صغيرة أردت أن أخرج وأواجه لكن
سيكون فعلا دنيئا للغاية وترك لي رسالة "أنت
طاهية ماهرة وأنا أستمتع به للغاية" .
ذهبت عند
الاستراحة إلى مكتب مساعد المدير نمير
وأعطيته صندوق مليء بالفطائر المالحة المتنوعة التي أعددتها بنفسي كان يبدو مرتبكا
جدا وغير مرتاح فقلت: هذه طريقة شكري سيد نمير ..(بعد لحظات من الصمت لأفكر بما
علي فعله هممت بالمغادرة ثم سمعته وهو يقول بصوت غير واضح "شكرا" فالتفت
إليه قائلة:أنت لطيف للغاية. عندما تأكل الفطائر أرجو أن تستمتع بها إنها المفضلة
لدي.
نمير(أحمر خديه) :آه
... سأفعل.
قلت :ما بك سيد نمير؟
تبدو مترددا للغاية.
ثم تركته وذهبت.
(11)
شركتنا تقيم مباريات
في كرة القدم والسلة والمضرب وأيضا تقيم
السباق المتتابع بين فروع الشركة "لا يهم
ما عملك سجل اسمك لتشارك في المرح و الإنتصار"
أنا غالبا ما أشارك في
مباريات كرة السلة وفي السباق المتتابع
السباق المتتابع تشارك
فيه فرق الفروع المختلفة وهو يجذب الانتباه لما فيه من مرح وحماس يتألف من خمس
أقسام السباحة الجري قفز الحبل مئة مرة بعد الدوران عشرة مرات وأنت مغمض العين
الوصول إلى زر يقع أعلى جدار فليني من غير إستخدام اليد أو كرسي أو تحطيم الجدار
وهذا الجزء يقوم به متسابقين والجزء ألأخير رمي كرات صغيرة للشريك وعليه مسكها
بقبعته .
هذه السنة قبلت في كل
من السباق المتتابع وكرة السلة وعادة لا يحصل تغيير في الفريق لذا نحن كالعائلة
مقربون جدا ونمرح كثيرا لكن هذه السنة أعلن المدرب بينما كنا في القاعة إنه سيضيف
إلينا لاعبا في كرة السلة وسباق التتابع ثم ناداه فخرج منبهرا بنفسه يوزع إبتسامات
ربما إعتقد إنها ساحرة قلت للمدير: سيدي
لا يمكن ..
قال :على الأقل هو
أطول منك هل تريدين أن أخرجك؟
لم أعرف ماذا يتوجب
علي أن أقول.
ثم جاء اللاعب تحسين
نعم لقد كان تحسين وهمس في أذني : لدي شيء يشبه الواسطة لذا لا تزعجي نفسك, زوجة
المدرب هي من أوصت بي إنها تحبني ولا ترفض لي طلبا مطلقا في أي سباق تشتركين؟
كنت أغلي وأتبخر
وأجبته بحدة أحسست إن الشرارة تتطاير من عيني: كرة السلة والسباق المتتابع.
تحسين :يا لها من
مفاجئة وأنا أيضا أشارك بهما.
قلت:سيتحتم علي أن
أصبر كثيرا إذن.
وعند إنتهاء فترة
التدريب تكلمت مع المدرب لأسأله بنوع العلاقة التي قد تربطه بوغد كهذا فقال:إنه أخ
الزوجة.
قلت بإرتياح : كنت
أعرف كم زوجتك تحبك وهي ليست من النوع السيئ. أتعرف ما الذي قاله لي؟ قال إنه سرق
قلب زوجتك وإنه عشيقها.
المدرب مصدوم: حقير
كيف يجرأ..؟ إنها أخته وزوجتي لعين سألقنه درسا.
قلت بدهاء:سيدي سيسألك
ماذا قلت لك ؟قل له تيم_تيم حسنا. سيموت من الفضول وأوكل له مهام صعبة لأنه لم
يتدرب سيدي أتذكر حين طلبت منا حمل الماء والجري تمارين البطن ل200 مرة؟ أتذكر
حينما علقتنا من أقدمنا لنقوم بتمارين البطن عموديا؟
المدرب : إنها فكرة
حسنة لكنها تذكرني حين كنت تحضرين الطعام الشهي للمتدربين ولا تستمعين لكلامي. كم
مرة أصيبوا بألم في المعدة بسببك؟
قلت:ما شأني أنا ؟هم
يكثرون تناول الطعام بعد التدريب وهذا غير صحي.
المدرب: تذكرت أمرا، عليك
القيام بمائة مرة تمرين بطن برفع قدميك لقد تأخرت اليوم ساعتين.
فقلت وأنا مدركة حجم
المعاناة تماما:سيدي أرجوك هذا كثير.
المدرب : لهذا نطلق
عليها عقوبة ..آم ..ولا تنسي لا تتوقفي ولا تلمس قدمك الأرض وإذا فعلت تعيدين من
الصفر. أنا مغادر لكني سأشاهد كاميرات المراقبة غدا.
وعند الباب القاعة كانت
تحسين اللعين يقف مبتسما منتصرا وفي يديه علبتا عصير باردة إحداهما له و الأخرى
للمدرب تجسست على حديثهما وهو أمر ليس من عادتي وحين سأل تحسين المدرب ماذا قلت
للمدرب بشأنه؟ قال: تيم_تيم ورحل.
(12)
موسيقى مصاحبة
(12)
موسيقى مصاحبة
الأيام التالية كنا
نتدرب كثيرا لأننا إن لم نحقق المراتب الأولى الثالثة فستحسب أيام التدريب كإجازة
بدون راتب و في السنين الأربع التي شاركت فيها حدث هذا.
بينما كنت أتدرب على
الجري صباحا مبكرا رفقة الفريق والمدرب تعثرت والتوت قدمي وإحتكت ساقي بالأرض
وجرحت. ضحك تحسين قائلا : بطلة جري ..مستحيل أنت بطة في الجري عزيزتي .
قلت:لست عزيزتك كما
إني بطلة فعلا،هذا خطأ فقط ولا نعرف ربما يحدث لأي احد.
وإختار المدرب فتاة
أخرى لتجري عوض عني قلت مرارا أنا الأسرع
لكن لا أحد إستمع لي وقرر المدرب وما زلت جالسة على الأرض أن نشارك أنا
وتحسين في لعبة رمي الكرات فوقفت رغم ألمي وقلت صارخة من الألم: آه سيدي , أنت
تعرف إني لا أجيد رمي الكرة كما إني لا
أريد أن أكون معه.
تحسين(ساخرا): وأنا أيضا.
من تحسبين نفسك ؟ أنظري لنفسك أنت مقيتة ثم أنا شخص لطيف
فقلت:تعني حقير دنيء
غادر الجميع وتركوني
في ذاك الشارع أعلى الجبل وحدي مع
الوغد تحسين لأن شجارنا طال وطال
أقول كلمة و يقول كلمة وهكذا إحترق دمي ببرود وبعد نصف ساعة تعبنا وجلست على المقعد لأن قدمي كانت تؤلمني بشكل
غير عادي ثم غادر الحقير تحسين وبعد فترة جاء
وجلس القرفصاء ممسكا بكاحلي إنهمرت لكماتي على رأسه فصرخ في وجهي _قد
أرعبني كثير_ قائلا: أنت ..( شهق وزفر) أنا لست رجلا دنيئا..كل المشكلة إني أردت
معالجة جرحك كيف ستنزلين من أعلى الجبل هكذا؟
دفعته وقلت: عليك
إخباري أولا, لا يمكنك مسك كاحل إمرأة هكذا.
قال: إلهي أنت لست
...سأدعها تمضي هذه المرة.
قلت : لست إمرأة (أمسكت به من شعره الكثيف)
تحسين: لا أعرف لما أشفقت
عليك ؟ لما قررت أن أعالج فظة مثلك؟ أنت لا تستحقين.
قلت: أغرب عن وجهي لا
أريد شفقتك كما إنك لست طبيبا لتعالجني.
قال(يحاول تهدئة
نفسه): إصمتي فقط ..مازلت صابرا..كنت ..طفلا عنيفا في صغري لذا تعرضت لهذا كله, هل
تريدين إقصائك من السباق؟
قلت (نادمة
ومتأسفة):لا. وعلى كل حال شكرا لك.
ضحك تحسين قائلا : أخيرا.
خجلت لأنني تعاملت معه
بشكل يستحقه لكنه فظ قليلا.
أيام التدريب الخمس عشر مرت بسرعة البرق كنا
نتدرب كرة سلة والسباق المتتابع لم أتحدث مع تحسين كثيرا لذا كانت شجاراتنا قليلة
تقريبا ...زيف كل يوم كنا نتشاجر لكنها أقل من شجاراتنا في البداية.
كل يوم من أيام التدريب كنت أتلقى قنينة ماء
وقنينة حليب وبضع كلمات مشجعة من نمير كان يضعها أمام بيتي في صندوق جميل قمت
بتثبيته أمام الباب, في صباح اليوم الذي يسبق يوم السباق المتتابع وضع نمير في
الصندوق واق من أشعة الشمس وقنينة ماء وتعليق بسيط لكنه رائع " أنت ماهرة في إستخدام يدك وعقلك وإحساسك لصنع طبق
لذيذ إذن لم لا تصنعين الفوز بمزيج من العقل والمهارة والإحساس" فوضعت له علبة من الطعام الذي يطلبه دائما في صباح اليوم التالي
مبكرا قبل ذهابي للسباق كانت تعليقاته وهداياه تعبر عن مدى طيبة قلبه وسمو إحساسه
ولطفه كان كبطل رسوم متحركة وكنت البطلة في قصة من تلك القصص الخيالية كنت شاكرة له
جدا وقد"أحببت بطلي "جدا.
إجتمع المتدربون في قاعة تدريب كرة السلة ليلة
السباق المتتابع وكان الجميع منهكون ويريدون الذهاب للمنزل لكن المدرب أصر ألا
نغادر القاعة إلا في تمام الساعة الثانية عشر صباحا أحضر المدرب أكواب شاي وأجلسنا
كأننا نتحدث كأصحاب وطلب منا ذكر مواقف مضحكة أو غريبة عن طفولتنا قال زميل لنا :
كنت أرسم البيض في كل مكان حتى على ملاءة السرير كان يبدو جميلا ولامعا لكنني لم
أكن أحب طعمه.
قالت متدربة
الجري: كنت أحب الدمى والرسوم المتحركة
وكنت أريد أن ألتقيهم بشدة فأخذتني أمي إلى مهرجان عالم الدمى، خاب أملي حقا كانوا
محض رجال يلبسون زي فتيات ومن ذلك الوقت تحطم عالمي.
تحسين(مبتسم): كنت أحب
لعب كرة السلة, كنت حاصل على عضوية في نادي كرة السلة الوطني منذ صغري كانت أمي
تشجعني وتأخذني في العطل وتدربني في المنزل لعبت مباريات كثيرة في بطولة على
المستوى الوطني للفئة الصغيرة وفي يوم جاء أبي من السفر وكان غاضبا وتشاجر مع أمي
لم أعلم لماذا لكن أختي أخبرتني إن كل شيء سيكون على ما يرام سيهدأن بالفعل حصل
ذلك لكن بعد ذلك منعت من حضور المباراة النهائية لأن أبي أراد أن أكون متفوق من
الدرجة الأولى _ رغم أنني لم أكن سيئا أبدا_ وضع لي المدرسين كل سنة لأحرز100 لكن
لم يحصل ذلك مطلقا أشعر بحرقة في قلبي مازالت تؤلمني, لم أحب الدراسة بل كرهتها في
بعض الأيام لكني كنت أدرس.
كان مبتسما مع دموع
حبيسة عينه تألمت له أنا أيضا لأنني تذكرت سامر إنه شيء أحببته جدا وحرمت منه.
قلبي محترق أنا فكيف لا أشعر به.
ثم جاء دوري في الحديث
فقلت: كنت فتاة صغيرة أعيش في مدينة صغيرة الأبنية ليست كثيرة ولا عالية كما هي
الآن. كان من نافذة عالية لا أصل إليها يمكن مشاهدة الغروب وكنت أشعر بالضيق منه
غالبا لذا في بعض الأحيان كانت أمي تقف أمام النافذة حاملة آنية زجاجية تفرغ مسحوق
العصير وتضع بعض السكر وعندما كانت تغرب الشمس كانت تبدو وكأنها تنزل في
ألآنية عندما تراقب من بعد تضع أمي الماء
حينها ويصبح لدينا عصير برتقال من صنع الشمس أحببت الغروب في صغري بسبب ذلك لكن
الآن أشعر بوحدة فضيعة عندما تغيب الشمس اكرهه ومع هذا أشكر المغيب لأنه يحضر
الليل الجميل. الطهي أمر يجلب السعادة.
تحسين:وما شأن الطهي
بالقصة؟
فقلت: العصير..أنا
آسفة جدا (ساخرة) لأنني ظننت إنك تغيرت ولو ليوم واحد لنصبح فريق جيد.
تحسين:نصيحة من شخص
معك في فريق واحد قصص الرجال المحزنة تستخدم للتأثير في النساء لا تتأثري ولم يكن
قصدي ذلك لكنه يؤثر فعلا.
قلت(غاضبة):أنت.. (تمالكت
نفسي من اجل الزملاء الوجلون والمتعبون من أجل النصر وبعد تفكير شعرت إنه
صديق لديه ضمير فشكرته وطلبت الإذن
للإنصراف)
(14)
يوم السباق المتتابع خرجت مبكرا
وضعت في الصندوق طعام ل (نمير) وذهبت لمضمار السباق كنت متشوقة ومنطلقة سباقي المفضل في يوم صحو ما
أجمل هذا لكن "لكن" لا تختفي مطلقا فتحسين شريكي وهذا أمر مؤلم.
التقينا مع الزملاء،
شربنا مشروبات منعشة، قمنا بتمارين الإحماء, ثم إنطلق السباق الجري, ثم السباحة,
ثم قفز الحبل, ثم لمس الزر, ثم جاء متسابقا الفريق, وسلما العصا إلينا,ثم بدأنا
الجزء المخصص بنا علي أن أرمي خمسين كرة في قبعة المهندس تحسين وعليه رمي الخمسين
الثانية في قبعتي وعلينا أن نكمل أولا بالفعل أكملنا أولا لكننا خيبنا أمل الفريق
كانت عدد الكرات هي الأقل من بين الفرق الثمانية على الرغم من إنا كنا متقدمين
عجزت عن الكلام حين أعلنت النتائج وإكتسيت
بمسحة حزينة وكنت حاملة أغراضي وعلى وشك المغادرة حين إلتقيت بتحسين يقول: لا بأس.
أمسكته من ياقته وقلت : بالفعل... إحساس مرهف.
أزال يدي ثم قلت: لمَ لم ترمي
الكرات وتستقبلها جيدا؟ وأنت كنت تلعب كرة السلة لا بل كنت تتدرب معنا ؟ كيف
يمكننا الإعتماد عليك ؟
تحسين: ربما نسيت إنك كنت شريكتي.
قلت وأنا مغادرة: سأخبر المدرب أن
يضعك في قائمة الإحتياط نحن هنا ليس للتسلية نريد الفوز.
تحسين: لا تعلمين من سيكون في تلك
القائمة...
في الأيام التالية لعبنا عدد من
المباريات من كرة السلة’ وقد إنتصرنا بفضل معونة إلهية.
وجاء يوم اللعبة النهائية ذهبت عند الساعة
الرابعة عصرا للملعب والمباراة كانت في الثامنة مساءا إستلقيت على المقعد وأخذتني
غفوة من شدة التوتر ثم أيقظني تحسين قائلا: المباراة بعد ثلاث ساعات المدرب هنا.
حين فتحت عيني كان
تحسين يذهب بعيدا فقلت بصوت لا يكاد يخرج :لا تذهب لدي ما أقوله لك.
نهضت وجلست على المقعد وقلت حين ألتفت نحوي:
كاحلي ما زال يؤلمني ... حين أضع أصابعي في منتصف جبيني هكذا.. هذا يعني إنني أريد
أن تحل محلي (صوت منخفض)
تحسين:هل حقا مازالت
تؤلمك ؟ أريني قدمك.
بدأت المباراة كنت في
غاية التركيز وشغفي بهذه اللعبة بدأ يُنسيني تدريجيا خوفي توتري كله أصبح هناك في
ذاكرة النسيان أنا هنا من أجل الفوز والله يساعد المجدين.
الكرة البرتقالية
الجميلة مرة في يدك ومرة ترقص في يد غيرك وهذه ليست مشكلة لأنك تتعاون مع الأصدقاء
الخمس القلائل الذين إكتسبتهم خلال رحلتك الطويلة الشاقة للحصول عليها ثانية
وأحيانا قد تتنازل عن ما هو لك لشخص آخر إما لتسعده أو تساعده أو لأنك ببساطة تعرف
إنه أجدر منك كأنها كرة الحياة الأرضية وليست كرة سلة .
لم يتبقى الكثير من
الوقت والنتيجة متعادلة ذاك الوقت هو وقت مناسب للبدء من جديد لإتخاذ قرار من نوع
مختلف عندها وضعت أصابعي على جبيني وخرجت من الملعب.
تنبهت ل(نمير) الذي كان جالسا بين الحضور لا بد
إنها البطاقة التي تركتها في الصندوق كنت سعيدة برؤيته . جلست إلى جانب الزميلة [
لاعبة الإحتياط].
مر الوقت بسرعة
كالرياح قد لا نتذكره لكن الأثر لن يزول,
سمعنا الصافرة تعلن نهاية المباراة توقف الزمن في قلبي توقف الصوت رأيت تحسين يضع يده على خصره,ينزل رأسه للأسفل, يشهق ويزفر،
يتساقط العرق من وجهه، رفع رأسه ليرى النتيجة ,بانت إبتسامة صغيرة ثم كبرت مثل
حفرة , أشار بإصبعه إلى لوحة النتيجة وهو ينظر نحوي.
إبتسمت بسرور غامر
وضعت يدي أسفل رقبتي، وصفقت له بهدوء أظنه كان يسمع صوتها بوضوح مثلما كنت أسمعه
لأنني لم أسمع أي ضجيج وقتها .
ثم كنا نقفز مسرة نمسك
بأيدي بعضنا ثم صعدنا على المنصة جاء نائب المدير وألبسنا أطواق من الزهور وتسلمنا
إيصالا بمبلغ جيد.
جاء مساعد مدير الفرع
نمير هنئ اللاعبين وسلمني باقة من الزهور، شكرته ،ودعوته أن يصحبنا في تناول
الطعام الذي أعددته من أجل الإحتفال بالفوز .
تسائل الرفاق :أي
طعام؟
قلت: شعرت إننا سنفوز
للمرة الأولى فخبزت أنواع خمسة من الخبز لنستمتع بها, لقد أعددت الكثير.
نمير: علي الذهاب ,
معذرةً.
قلت : إختر نوعك
المفضل من الخبز أولا.
بعد ذلك ذهبنا برفقة
المدرب إلى مقهى رفيقه وبدأ يفتخر بنا.
بينما كنا هناك همس
تحسين الذي كان يجلس إلى جانبي: كيف حال كاحلك؟
قلت:إنه لا يؤلمني
البتة ... لا تندهش فبعد التفكير شعرت بأنك أحق مني. هذا فقط.
المهندس تحسين: لقد خدعت
..إنما شاكر.
قلت ضاحكة :لا أعرفه
...إزز صحيح أنت لست رجل سيء لقد تعرفت إليك عن قرب فبالرغم من صداقاتك النسائية
الكثيرة لكنها مجرد صداقات أنا لدي أصدقاء شباب أيضا.. لقد ساعدتني بشأن الفيديو.
تحسين : آه , مثلت
إنني سيء لأنني لم أرد أن تتطور مشاعرك
نحوي وتؤذين لمجرد إنك تريدين ملئ فراغ تجربة مؤلمة مضت أي إني لم أرد أن
أكن رجلا ينسيك حبا قديما فقط أحببت أن أكون صديق حقيقي و فيما بعد لو تطورت
مشاعرنا... ربما ستكون حقيقية.
قلت وأنا أنظر للناس:
العلاقات معقدة إممم؟ الحب حب والصداقة صداقة وهي الحب أيضا , لكنهما لا يختلطان
أنا بالرغم من إنني لن أكذب وأقول إنني لم أشعر بمشاعر غير واضحة نحوك لكنها كما
قلت ربما.. أنا أعتقد إنك صديق مثالي ولا أريد أن أخسرك
تحسين : للأسف، أنا
أفكر أيضا بهذه الطريقة. (مبتسم)
قلت: لدي صديقة تحبك
جدا تدعى (ميساء) تجمع صورك وتطالع أخبارك كل شيء عنك خلال صفحتك الشخصية
بالموقع الإجتماعي و موقع الشركة تعرف كل المشاريع التي شاركت بها وتعرف إنك تحب
الفتاة المثقفة لذا قرأت الكثير من الكتب والأهم إنها لا تضرب الرجال مطلقا هل لك
أن تمنحها فرصة؟
تحسين:بالفعل إنها أهم
صفة "لا تضرب الرجال" لقد تدمرت أحشائي بسببك لا باس سأمنحها فرصة من اجل صديقتي الجديدة
لكني أتسائل هل يمكن بأي طريقة انك تنازلت عني بسبب صديقتك ؟ علي أن اعرف في ماذا
تفكر صديقتي.
قلت : محق الأصدقاء
كتاب مفتوح بين بعضهم لكن بلغة مرمزة ..أنا لا أعرف كيف أجيب لكنك صديق فقط هذا كل
ما أعرفه.
قال طائرا الحب: بمَ
تتحدثون يا رفاق؟ هل نحن على بداية قصة حب؟
تحسين: إبتعدا عنا أنت
وحبيبتك نحن لا نريد أن نكون مقززين مثلكما ,هي تمتدح لعبي فقط, تتوسل لتكون
صديقتي لا تتخيلا الحياة كما أنتما لا بد إنكما تتخيلان الغيوم متيمة أيضا (ضحكنا)
تعليقات
إرسال تعليق