التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قبل الإفطار



    +قبل  الإفطار+








إنه اليوم الأول في رمضان يبدأ العد العكسي للأذان. ساعة واحدة فقط وستجتمع العائلة على السفرة لتناول الإفطار الأول لهذا العام.
الشفاه أصبحت بيضاء والوجه أصبح شاحبا والمعدة بدأت تعزف الموسيقى.
الأولاد الثلاث مستلقون في الصالة يئنون من شدة الجوع ينفقون وقتهم باستخدام هواتفهم الذكية لحين موعد الإفطار والفتاتان خائرتا القوى تبذلان ما في وسعهما في مساعدة الأم لأعداد فطور شهي.
تصرخ الأم : أحد من الأولاد عليه جلب الخبز لقد نفذ الخبز.
يتناقش الأولاد حول من سيذهب منهم لجلب الخبز
، يستحيل النقاش جدالا ولا يلبث أن يتحول إلى معركة
والسبب إن الأم لم تحدد أسم أحد منهم للقيام بالمهمة، ربما لأن الخباز قريب اختارت ألأم أن تعطي أمرا غير محدد حتى يتسنى للذي يجد في نفسه الاستطاعة الذهاب.
تذهب الأم إلى الصالة وجهها مبتل بالعرق ويبدو عليه التعب فتقول بحزم مؤنبة: بسرعة فليذهب أحدكم لشراء الخبز. ألا تخجلون؟ ما اقرب الخباز!... والدكم نائم لقد عاد من عمله مرهق وأنا وأخواتكم نعد الطعام وانتم ماذا فعلتم اليوم؟
يشعر الأخ الصغير بالخجل والإحراج والأسف _ما زال لديه ضمير حي_
يأخذ المال الذي وضعته أمه على الطاولة ويغادر بينما يكمل أخواه المتبقيان استراحتهما.
يقترب وقت الإفطار، يتزايد الضغط على ربة المنزل، الحساء ونوع من الخضار يغلي على النار والطبقان الرئيسيان في الفرن والعصائر والمقبلات والحلويات تعد بواسطة الفتاتين لكن النار لا تبذل جهدا كافيا لإنضاج الطعام .. هل سينضج الطعام قبل الأذان؟ هل سيستطيعون الجلوس سويا باطمئنان ويتلون دعاء الإفطار؟
لقد تبقى عشر دقائق للإفطار ترسل الأم إحدى الفتاتين لتيقظ والدها بينما تبقى الأخرى لتساعد الأم.
تضع الفتاة الصحون على الطاولة والأقداح وقناني المياه والعصائر بأربع أنواع مختلفة لتلائم جميع الأذواق وتحضر قدر الحساء ثم تتعثر ويسكب بعضا منه على ثيابها.
تثور الأم وبغضب تقول: أنت تفسدين كل شيء دائما!
تذهب الفتاة باكية لغرفتها لتغيير ملابسها فليس باستطاعتها تحمل الحرارة أكثر.
تترك الأم عملها وتأخذ مراهم طيبة للحروق وتذهب لغرفة صغيرتها تطلب منها السماح وتردد جملتها المعهودة "علينا التحلي بالصبر"
 وتغمرها بعناق دافئ فترد الفتاة بكلمات سريعة قائلة:أنا أتفهم أمي.. أنا اعلم إنه الحر والصيام وهذا شيء طبيعي كنت لأفعله إن تعبت في إعداد شيء. أليس كذلك؟
تمسك الأم ساق ابنتها وتقوم بدهن الجزء المحترق بالمرهم تسحب البنت ساقها باستحياء واحترام بالغ لأمها فتمسك الأم ساق صغيرتها بقوة أكبر وإبتسامة تعلو وجهها لتبدي إصرارها على إكمال العناية بها.
ثم يحين موعد الأذان...كل شيء جاهز.. كل شيء معد ..العائلة تسرع للجلوس حول المائدة..العائلة تتلوا دعاء الإفطار.
النهاية
3:44ص
26\06\2013
الأربعاء

تعليقات