التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكعكة البنية



                         [الكعكة البنية]


         
يوما قررت ان اصنع كعكة بنكهة الكاكاو المبهج للأذواق لنتشارك انا وابنة عمتي التي انتظر وصولها متعة طعم البهجة .
دخلت المطبخ ومنعت ان يدخله احد غيري.كان المطبخ هادئا وخاليا وكذلك فكري بحثت عن دفتري الخاص بالوصفات اللذيذة فوجدته يغط في سبات عميق  في إحدى إدراج المطبخ.
طبقا للمقادير المدرجة لدي احتاج لثلاث أكواب من الطحين الذي يذكرني بالثلج الأبيض وسكر حُبيبي كبلورات الجليد وبيض بعين شمسية وقوام كثيف وفانيليا عطرة و مسحوق الخبز السحري الذي يجعل الكعكة تنتفخ وبالطبع الكاكاو البني ذو التأثير الرائع واللون المدهش وكمية من الزبدة او الزيت الذهبي او خليط منهما.
كنت كلما أضيف مكونا اشعر بطعمه يلعب بين لساني وشفتي , كان الخليط في أول الأمر متكتل كورق مجعد, كتل العجين تغوص في بياض البيض الأسفنجي , شعرت حينها بان هذا ما قد يعنيه الإخفاق , هرعت لامي لاستفسر عن السبب فأخبرتني وهي مبتسمة: خبز الكعك يشبه الحياة يحتاج لصبر ومهارة في التعامل مع المواقف الطارئة .استمري في الخفق فقد تصلين للنتيجة المطلوبة..هل أضفت الماء؟
_أوه ..انا...نسيت
أطلقت أمي ضحكة رقيقة جعلتني اشعر بالخجل,يا لغبائي استمررت بالخفق حتى صار الخليط متجانسا ولامعا , رن جرس الباب في هذه الإثناء فأسرعت نحو الباب
لا بد أنها ابنة عمتي الضيفة المنتظرة.طلبت منها ان ترافقني إلى المطبخ الذي كان يعج بالأطباق المتسخة بسبب الكعكة فطلبت منها بدلال ان تغسل الصحون فوافقت بسرعة _ أنها طيبة القلب_
دهنت القالب المخصص للكعك بلطف كأنني ادهن بشرتي للحصول على الترطيب الأفضل ثم نثرت الطحين الأبيض وأفرغت الخليط الذي يعبق بعطر الكاكاو المنعش للأحاسيس .
أدخلت القالب للفرن الحار لانني سمعت من والدتي _من يجرب قسوة الحياة يكون صالحا ويعرف لذتها_
وبرفقة ابنة عمتي خفقنا القشطة بنكهة الشوكولا مزيلة الاكتئاب وأدخلنا إليها مبروش الجوز واللوز والبندق وأدخلناها في الثلاجة وجلسنا نتبادل الحديث لم أستطيع سماعها فرائحة الكعكة أخذت كل انتباهي وسرقت كل عقلي, وقلبي يحترق في الفرن من لهفة قوية لي لرؤية النتيجة.
مرت خمس وأربعون دقيقة ونضجت كعكتي المميزة لكنها كانت ساخنة و لا يمكنني وضع القشطة المخفوقة فوقها ولان من صبر ظفر أودعتها للبراد مع خوفي ان يلتهمها البراد ذو الفم الكبيرة ., ورحت اعد الشاي لنتشاركه انا وابنة عمتي بينما نشاهد التلفاز وبعد نصف ساعة أخرجت الكعكة فصبري ليس بجم والرائحة الزكية تمنعني من رؤية او سماع شيء , ثم زينت الكعكة البنية وأحضرت العصير.
 راقبتنا ابنة عمتي بينما كنا انا وأخواتي نذوب مع كل قضمة وننتقل لعوالم أخرى شبيهة بالحلم, فسألتها :لم لا تأكلين الكعك وتشاركينا البهجة؟
فأجابت منزعجة : إلا تعلمين انني لا أحب أي شيء يمت للشوكولا والكاكاو بِصلة ؟ انا أفضل الخيار المخلل (ابتسمت)
أصابت قلبي الصغير صاعقة عظيمة من السماء مما جعل ابنة عمتي يغمى عليها من الضحك.
                                  النهاية
شكرا لكم وكونوا سعداء دوما

تعليقات